بمجرد ترشيح اسم أحمد أنيس لتولي وزارة الإعلام واجه احتجاجات بعض العاملين في ماسبيرو, وقد صارت القاعدة الآن هي رفض أي مرشح ليس فقط لأي وزارة ولكن لأي منصب حتي قبل أن يتولاه أو يتم اختباره وهل سينجح في مهمته أم لا؟ والأمثلة كثيرة في ماسبيرو بدءا من الوزيرالحالي والسابق مرورا برؤساء الاتحاد ورؤساء الشبكات والقنوات وحتي مديري العموم. وأتعجب ممن يطالب بأن يكون الوزير من داخل ماسبيرو, وكأنهم يطالبون بموظف بدرجة وزير أو أنه وزير للمبني وليس وزيرا لإعلام مصر!!! ومن حسن حظ أحمد أنيس أن المطالب الفئوية في ماسبيرو, وما كانت تسببه من مظاهرات وإعتصامات قد انعدمت أو تكاد, وأصبحت الساحة خالية أمامه لكي يقوم بمهامه الثقيلة كوزير للإعلام المصري, عليه أولا أن يعيد له مكانته التي ضاعت, وهيبته التي انتهكت, عليه أن يعيد الإعلام ليصبح معبرا عن مصر الشعب والدولة, وليس معبرا عن الحكومة, وهي مهمة رغم صعوبتها فانها ليست مستحيلة. وعليه أن يبدأ من الآن في هيكلة الإعلام المصري, وإعادة بنائه لتحويله من وزارة الي هيئة مستقلة تبحث عن ثقة المشاهد وليس رضا الحكومة. وهي خطوة يطالب بها الجميع لتكون مقدمة لإلغاء وزارة الإعلام كما هو الحال في جميع الدول الديمقراطية التي لا تمتلك فيها الحكومات الوسائل الإعلامية. كما أن هناك العديد من المشروعات التي بدأها وزير الإعلام السابق أسامة هيكل عليه أن يستكملها ويعيد تقويم بعضها ولعل أهمها: استمرار إغلاق أبواب العمالة الجديدة في ماسبيرو, ويكفي أن يبلغ عدد العاملين حوالي40 ألف موظف ويكفي10% منه فقط للقيام بمهته, حيث تبلغ نسبة الحضور القصوي45% كما يقول رئيس قطاع الأمن بالوزارة. ثم مشروع تحديث استديوهات الهواء والتسجيلات في الإذاعة أو التليفزيون, والإهتمام بقضية التراث الإذاعي والتليفزيوني وحفظه بطريقة حديثة علي أشرطة ديجيتال. وتقوية إرسال البرنامج العام الاذاعة الأم التي تعاني من ضعف إرسالها داخل مصر. وتقويم مشروع الغناء الراقي الذي لم نر نتائجه علي أرض الواقع بعد. وكما صرح أحمد أنيس فور توليه الوزارة بأنه جاء لبناء إعلام حر, نظيف, مسئول, صادق, يليق بعطاء وقيمة وتاريخ الإعلام المصري فهل يستطيع تحقيق ذلك؟ نتمني. المزيد من أعمدة جمال نافع