بقدر اهتمام الأمة بنقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة للاستفادة بها في خدمة وتنمية المجتمع بقدر ما تزداد أهميتها الدولية, فالأمر لا يتصل فقط بالمكانة الدولية التي تحتلها دولة التكنولوجيا في عالمنا المعاصر, ولكن يتصل بأهمية نقل التكنولوجيا وتوطينها وانتاجها في عالمنا الإسلامي بما يعود بالنفع والأزدهار علي الشعوب العربية والإسلامية. فالتكنولوجيا تهتم بالتطبيقات العلمية للعلوم في مجال الاقتصاد بكافة فروعه: الزراعي, والصناعي, والتجاري, والبرمجي, ومجال الفضائيات وكافة صور التقدم الصناعي والعلمي الذي جعل الكثير من الدول متقدمة رغم أن إمكاناتها تبدو محدودة في كثير من الأحيان, ومثال ذلك الهند التي تقدمت في صناعة البرمجيات, وأصبح أبرز المبرمجين في العالم من الهنود.ولأن التقدم في مجال نقل التكنولوجيا قضية تشغل الأممالمتحدة منذ وقت طويل, حيث أنشأت جهازا متخصصا بذلك هو( الينكتاد) الذي يقوم بدراسة معوقات نقل التكنولوجيا من العالم الأول إلي العالم الثالث, ويذلل العراقيل والمعوقات التي توضع في هذا المجال, والأمر كذلك يتصل بتوطين التكنولوجيا وليس مجرد نقلها. ومن هنا يجب إيجاد أجهزة وعلماء ومجالات للعمل في دولنا العربية و الإسلامية في هذا المجال حتي لا تتأثر عملية نقل التكنولوجيا بأي عامل خارجي يهدم العمل من أساسه, ولأن عالمنا الإسلامي لديه الإمكانات والقدرات التي تمكنه من نقل وتوطين التكنولوجيا في دياره بادرت رابطة الجامعات الإسلامية بتنظيم مؤتمر دولي والذي عقد مؤخرا بمدينة الدوحة تحت عنوان نقل وتوطين التكنولوجيا والذي كشف عن المخزون الفكري والإبداعي والمخترعات التي قامت بها جامعاتنا في العالم الإسلامي, ودورها في دعم وشحذ همم الباحثين والمؤسسات في عالمنا الإسلامي لنقل التكنولوجيا, وأهمية الأهتمام بالابتكار والاختراع, والاستفادة من خبرات بعض الدول في هذا المجال, لجعل بلادنا في مكانها اللائق بين دول العالم ومن خلال المناقشات التي أسفرت عنها جلسات المؤتمرأكد المشاركون أهمية الأخذ بالقيم الإسلامية الدافعة للتقدم والأهتمام بنقل وتوطين التكنولوجيا في كافة الدول الإسلامية من أجل تنمية المجتمع وطالبوا بضرورة قيام الجامعات الإسلامية بدورها في خدمة المجتمعات التي تعيش فيه والأستفادة من الطيور العربية المهاجرة في نقل وتوطين التكنولوجيا كما حث المشاركون علي أهمية اتجاه التكنولوجيا إلي المجالات التي تفيد مجتمعاتنا وأن تكون متوافقة مع حضارتنا وثقافتنا الإسلامية, وطالب الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ورئيس المؤتمر الجامعات في كافة الدول الإسلامية بأن تقوم بدورها الأساسي وهو خدمة وتنمية المجتمعات التي تعيش فيها, فقد انتهي عصر العلم للعلم حيث إن توظيف العلم لخدمة الإنسان وهو ما يطلق عليه التكنولوجيا هو أحد أهداف الجامعات في كافة أنحاء العالم. وأشار بأن توطين التكنولوجيا في العالم العربي والإسلامي يحتاج الي إجادة اللغة التي تنتقل اليها التكنولوجيا, فاللغة العربية ليست أداة لنقل التكنولوجيا ولكن لتوطين التكنولوجيا مع عدم أهمال اللغات الأخري التي تنتقل منها التكنولوجيا, وأننا في حاجة إلي تهيئة البيئة في عالمنا العربي لقبول التكنولوجيا ولا يتم ذلك إلا من خلال الأهتمام بالقيم الاسلامية التي تحث علي الأهتمام بالعمل وأتقانه ومن هذه القيم حب العمل والصبر والمصابرة والعدالة وغيرها من القيم الدافعة الي التقدم, كما طالب بضروة تهيئة الجامعات للقيام بهذه المهمة والبحث عن العوائق التي تواجه الجامعات لنقل وتوطين التكنولوجيا وانشاء المعامل ومراكز البحوث والاهتمام بصغار الباحثين وتطويرالمعامل البحثية وذلك حتي تستطيع الجامعات الإسلامية القيام بدورها في نقل وتوطين التكنولوجيا.وشدد الدكتور عبد الله التركي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي علي أهمية تقدير الظروف والامكانيات المتاحة المجودة في الدول الإسلامية من الطاقة المتجددة وايضا الطاقات البشرية والتي يمكن اسغلالها من خلال الأستخدام الأمثل للتكنولوجيا لتحقيق الأكتفاء الذاتي في العالم الأسلامي. وطالب بضرورة الاتجاه الي الأخذ بوسائل التكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات التي تفيد شعوبنا ومجتمعاتنا الاسلامية والتي لاتتعارض مع حضارتنا وثقافتنا الإسلامية, وحتي لا نقع في صدام مع العالم الغربي في بعض المجالات التي تعمل فيه.وأشار التركي إلي ان العالم الغربي مازال ينظر الي العالم العربي والاسلامي علي أنه مستعمرات إقتصادية للمواد الخام التي يحصل عليها في مادتها الأولية بأرخص الأسعار ويصدرها له بأعلي الأسعار.واستنكر التركي ما تحمله الطيور العربية والاسلامية من علوم في كافة المجالات, والتي كان لها دور كبير في التقدم الذي وصل إليه العالم الغربي ولم تتمكن الحكومات العربية والاسلامية حتي الآن الاستفادة من علمهم لنقل وتوطين التكنولوجيا في العالم الاسلامي. كما طالب الدكتور حسن عباس مدير جامعة أم درمان بالسودان بضرورة تبادل الخبرات والتجارب بين كافة الدول العربية والإسلامية والاستفادة من الدول الإسلامية التي وصلت الي درجة متقدمة في مجالات نقل وتوطين التكنولوجيا خاصة ماليزيا وأندونيسيا وغيرها من الدول الإسلامية. مؤكدا بأن نقل التكنولوجيا هو الوسيلة الاساسية للنهوض بمجتمعاتنا الاسلامية نحو التقدم والازدهاروشدد علي أن لاينبغي أن يكون نقل التكنولوجيا هدفا في حد ذاته ولكن يجب أن تكون وسيلة لتوطين وانتاج التكنولوجيا بما يخدم مجمعاتنا في تحقيق الاستفادة في كافة المجالات من زراعة وصناعه وغيرهما من المجالات التي تحقق الاكتفاء الذاتي لشعوبنا الإسلامية.