مقاطعة أي حزب للانتخابات ليست هي الحل ولن تحقق له ما يريد, بل يمكن أن يسعد بها خصومه لأن الأصوات, التي كان سيحصل عليها ستئول إليهم. وقد لا نبالغ إذا وصفنا المقاطعة بأنها هروب من المعترك السياسي وانعدام ثقة في النفس والقدرة علي خوضها, وربما عدم توافر الكوادر الحزبية أو الجماهيرية, التي يحتاج إليها الحزب للفوز بنسبة محترمة من أصوات الناخبين. الطريق الأساسي والشرعي لتحقيق أهداف أي حزب سواء لتعديل القوانين أو تغيير السياسات أو غيرها هو أن يناضل ويقنع الجماهير بسياسته وأفكاره, ويحصل علي أكبر قدر من الأصوات ويدخل البرلمان ويفرض من داخله نفسه ومقترحاته مادامت قابلة للتنفيذ وفي مصلحة المواطن, وإذا لم يحصل الحزب علي نسبة كبيرة من الأصوات هذه المرة فيمكن أن يحقق ذلك في المرة التالية, وهناك أحزاب عديدة في كل بلد ديمقراطي لا تتجاوز حصتها في البرلمان5%, ومع ذلك لا تتهم الحزب الحاكم بأنه زور نتائج الانتخابات لمصلحته, أو كان السبب في تدني نسبة المقاعد التي حصلت عليها, كما يمكن بالتحالف بين بعض الأحزاب الصغيرة والأحزاب الكبيرة تشكيل كتل برلمانية وحكومات مؤثرة وذات سياسة متوازنة تحقق مصلحة الشعب في النهاية, فلماذا لا نجرب ذلك ولماذا نصر علي البقاء علي خط التماس نصرخ, ولن يسمعنا أولو الأمر, ولن يستجيبوا لدعواتنا مادامت خارج إطارها الشرعي الطبيعي؟