يوما ما كانت مصر دولة حاضنة لمختلف الثقافات ويتعايش فيها أصحاب الكثير من الجنسيات وكانت مدينة كالإسكندرية خير شاهد علي ذلك إذ مازالت بعض لافتات المحال تحمل أسماء أصحابها من إيطاليين وأرمن ويونانيين وفرنسيين, ورغم أنهم رحلوا إلا ان ذكراهم حاضرة في نفوس كثيرين من الذين عاصروهم من كبار السن حاليا, وما إن يستمع المرء إليهم حتي يستشعر مدي حنينهم لتلك الأيام التي كانت فيها مصر تظلل الجميع بظلالها الوارفة. والسؤال هل من الممكن ان تعود مصر إلي سابق عهدها وأن ترجع كما كانت بوتقة ينصهر فيها الجميع سواء كانوا مصريين علي اختلاف توجهاتهم الأيديولوجية أو وافدين إليها متمنين ان تحتويهم كما احتوت أجدادهم. محمد عبد الفتاح السروري