أشفق كثيرا علي هذا الرجل المعروف عنه دماثة الخلق وحسن السمعة والمصداقية وأسأل نفسي هل أخطأ كثيرا حينما استجاب وجاء القبول من جانبه لمنصب رئيس الوزراء. لقد كان كمال الجنزوري مكروها من قيادات الحزب الوطني المنحل وقد جاءت سعادتهم غامرة حينما رحل عن منصبه وكانت مشكلة الجنزوري هي المصداقية التي سدد ضريبتها الغالية منذ أن شغل منصبه وقبل أن يطيح به مبارك ويأتي بعاطف عبيد لتنتقل مصر من البناء والتنمية الي الخراب والدمار والتفريط في ممتلكاتها وأصولها, لقد كانوا يطلقون علي الجنزوري إنه رجل يفتقد المرونة وليس سياسيا وذلك لمجرد انه كان يرفض الاستجابة لأي طلب يحمله عضو بمجلس الشعب يتعارض مع اللوائح والقوانين, كان الجنزوري يعطي ظهره للطلبات التي تتصل بالمصالح الشخصية وأدي ذلك إلي أنه فقد شعبيته تماما بين النواب المنتفعين بهذا الحزب المنحل وفوجئنا بعد اختيار الجنزوري رئيسا للوزراء بعد أزمة عصام شرف بمن يرفضه داعيا أنه من بقايا العهد البائد بينما كان الرجل يحظي بكراهية لا حدود لها من قيادات الحزب المنحل وفلوله. لقد تعرض الجنزوري لهجوم شرس من النظام البائد طوال فترة رئاسته للوزارة في عهد مبارك وفي أحد اجتماعات الحزب المنحل أحدث النواب عن عمد حالة هرج ومرج بفعل فاعل وبتخطيط من الرجل الأول بالحزب ليعبروا عن رفضهم للجنزوري, ومن هنا جاء ترحيبهم برحيل الجنزوري وقدوم عاطف عبيد الذي لم يرفض لهم طلبا وكان قدومه هو العصر الذهبي لهؤلاء المتربحين المنتفعين. ابحثوا في تاريخ الجنزوري الرجل لا يملك شيئا ولا يستطيع أحد التعرض لسمعته ولا نبالغ أو نغالط لو قلنا إن هناك إجماعا علي نزاهته. مرة أخري نقول هل اخطأ الجنزوري بقبول المنصب أم أنه يدرك جيدا حجم الأعباء الثقيلة والتحديات وكان عازما علي التضحية والعطاء من أجل هذا البلد.. لقد أعلن الرجل أنه قبل المنصب بعد أن أيقن وتبين السلطات العديدة المؤثرة التي خولها له المجلس العسكري لعلنا نتفق علي الاختيارات الجادة بدلا من انجرافنا في هذه الانقسامات المحبطة المدمرة. [email protected]