في بداية عام1969 رن جرس التليفون في منزل هند رستم المطل علي كورنيش الزمالك وكان المتحدث هو الكاتب الراحل المبدع احسان عبدالقدوس الذي دخل في الموضوع مباشرة:انا كاتب فيلم وعاوزك فيه. كان الرد الطبيعي لنجمة بحجم هند رستم ان تسال عن القصة و حجم الدور فاجابها احسان عبدالقدوس بان القصة هي قصته( ابي فوق الشجرة) ويشارك ايضا في كتابة السيناريو و الحوار, ثم سالته عن المخرج فاجاب بان المخرج هو المبدع حسين كمال صاحب( المستحيل و شيء من الخوف) كانت هند رستم تنتظر الاجابة عن سؤال بداخلها و كان من الطبيعي ان يجيب احسان دون ان تسال و هو( امام من ساقوم ببطولة الفيلم ؟) بادرها احسان بسؤال مش عايزة تعرفي مين البطل ؟ فاجابت: المفروض تقول من نفسك ففاجاها بان البطل هو عبدالحليم حافظ نجم النجوم ومحطم قلوب العذاري والأهم من ذلك ان هند لم تقف من قبل امام عبدالحليم الذي وقفت امامه معظم نجمات جيله بما فيهن فاتن حمامة و شادية و ماجدة و هذا ما كان يراهن عليه عبدالحليم نفسه علي ان هند رستم لن تتردد في الوقفوف امامه خاصة و انها كانت مقلة في اعمالها في هذا الوقوف و كانت في حاجة الي جماهيرية العندليب و لكن هند رستم تصرفت كنجمة ذات ثقل فطلبت ان تقرا السيناريو و الحوار حتي تحكم علي مستوي الفيلم و هو ما اعتبره حليم حقها و لكن ما لم يعتبره حقها هو انها بعد ان قرات السيناريو رفضت المشاركة في الفيلم بحجة انه يحتوي علي قبلات كثيرة و مشاهد جريئة و هو ما لا تستطيع تقديمه في هذة المرحلة من حياتها حفاظا علي مشاعر زوجها المحترم و ابنتها التي بدات تكبر و تعي ما حولها, و لكن كان هناك سبب آخر جعلها ترفض المشاركة في الفيلم و هو سبب فني و حرفي يؤكد حرفية و ذكاء هند رستم و هو انها خافت من رد فعل الجمهور الذي سيكرهها طبقا لاحداث الفيلم حيث إن الدور كان دور عاهرة تضحك علي العندليب ثم ينقلب عليها و يعود الي حياته الطبيعية و هو ما اثار خوفها من الدور ومرت الامور بسلام و انتقل الدور الي النجمة القديرة نادية لطفي و التي ادت الدور بحرفية و اقتدار يحسب لها علي مدي تاريخها الفني. في العام نفسه والموسم نفسه قدمت هند رستم فيلما اخر مع المطرب الراحل فريد الاطرش, المنافس الشرس للعندليب و هو فيلم( الخروج من الجنة) مما اثار حفيظة عبدالحليم و اعتبر ان هند( طلعت له لسانها) برفضها مشاركته فيلمه و مشاركتها منافسه اللدود في الموسم نفسه, حتي انه صب لعنته عليها دون ان ترد عليه حتي توفاه الله و مما زاد الطين بلة ان النقاد لم يثنوا علي فيلم حليم و انتقدوا كم القبلات الذي فاق كم الحوار في الفيلم علي الرغم انه ظل في دور العرض لمدة58 اسبوعا و هو مدة عرض قياسية حتي في ايامنا هذة. الطريف ان هند رستم اسرت ذات مرة بانها كانت تتمني ان تشارك العندليب فيلما في نفس الموسم حتي تفاجيء الجميع بانها تشارك الغريمين( حليم و الاطرش), كل في فيلمه في نفس الموسم.