بدأت دراسة اللغات الشرقية مع نشأة الجامعة المصرية جنبا إلي جنب اللغة العربية وآدابها لما بينهما من تأثير وتأثر. فكانت اللغات الشرقية الإسلامية والسامية تدرس في قسم اللغة العربية وآدابها. واصبحت دراسة اللغات الإسلامية والسامية لازمة, لا لدراسة التراث فحسب, بل ولفهم ما يجري في تلك المنطقة من أحداث داخلية وخارجية, مما استلزم أن تدرس هذه اللغات لذاتها. فتم إنشاء معهد اللغات الشرقية, وكان يمنح دبلوم اللغات الشرقية, وهو ما يعادل درجة الماجستير حاليا, ثم ألغي هذا المعهد, وتم إنشاء قسم اللغات الشرقية وآدابها, حيث يدرس الطالب اللغات الفارسية والتركية والأردية في شعبة اللغات الشرقية الإسلامية, أما الشعبة الثانية فهي شعبة اللغات السامية, حيث يدرس الطالب اللغات العبرية والسريانية والحبشية. ويعتبر قسم اللغات الشرقية وآدابها جسرا يربط بين أبناء العربية وأولئك الذين يتحدثون تلك اللغات. وتهدف الدراسة في هذا القسم إعداد الطالب إعدادا جيدا يقوم علي التدرج والشمول في دراسة اللغات الشرقية وآدابها, بحيث يصل في نهاية هذه المرحلة إلي مستوي يؤهله للإحاطة بكل ما يتعلق باللغة التي درسها من آداب وفنون وتاريخ كما يؤهله للقيام بالترجمة من اللغة التي درسها وإليها. وانتشر هذا القسم بين الجامعات المصرية ليشمل جامعة عين شمس,جامعة أسيوط, جامعة الإسكندرية, جامعة المنصورة, جامعة المنوفية, جامعة جنوبالوادي, جامعة حلوان, جامعة الأزهر هذا بالطبع الي جانب كلية الألسن التي تعددت أقسام اللغات الشرقية بها حيث يوجد قسم للغة العبرية واخر مختص بالفارسية والتركية وثالث باللغة الأردية. ويبرز اهتمام الجامعات بهذا القسم في محاولة كل كلية ادخال لغات جديدة اليه فاتسع القسم بجامعة عين شمس ليشمل اللغة الأردية و اللغة المالاوية لغة ماليزيا ويدرس الان ضم اللغة الاندونسية. انشئ طلاب هذه الأقسام صفحات علي المنتديات والفيس بوك للتواصل ومساعدة بعضهم البعض ومناقشة مشكلاتهم التي تواجهم. واول ما يشغل بال هؤلاء الطلاب كما ذكروا في مناقشتهم هي اجادتهم اللغة اجادة اهلها حيث يجد البعض ان الجزء الذي يدرس باللغة العربية اكبر من الجزء الخاص باللغة في حد ذاتها وكذلك صعوبة ايجاد مساعدة في تلك اللغات التي يعتبرها العامة غريبة,ويتغلب الطلاب علي هذه المشكلة بالبحث عن دورات تدريبية للغات في معاهد متخصصة رغم قلتها. واستفادات تلك المعاهد من صفحات الفيس بوك الخاصة بطلبة اللغات الشرقية للاعلان عن الدورات الجديدة وطرق الوصول اليها.واصبح الانترنت الان منفذ لهم للبحث عن الاشعار والقطع الادبية التي يحتاجها الدارسون لتحسين مستوي اللغة لديهم. وثاني هذه المشكلات هي فرص العمل,حيث استحوذ خريجي اللغة العبرية علي الصدارة في افضل فرص التوظيف من حيث سهولة التوظيف كمترجمين وكذلك المرتب الجيد.. إلا انه في السنوات القليلة الماضية ومع فتح ابواب الاستثمار للشركات التركية في مصر في عدة مجالات استطاع خريجي اللغة التركية احتلال الصدارة. ويحلم خريجي هذه الاقسام بانشاء نقابة تضمهم كمترجمين وبرز ذلك بعد اشهار جميعة خريجي اللغات الشرقية بالجامعات المصرية في2011/7/14. ويقع الطلاب في البداية في حيرة اختيار لغة التخصص ويظهر ذلك في تكرار السؤال علي المنتديات الخاصة بالاقسام والتي يشترك فيها الطلاب والاساتذه معا حتي يحدث تفاعل ومساعدة مباشرة بين الطرفين , وينصح احد الاساتذه الطلاب الجدد قائلا إن العلم لا يأتي للمتعلم بل لابد للمتعلم ان يسعي اليه ولكل لغة في القسم مميزات وعيوب تنفرد بها عن غيرها ففرصة العمل للغات تتركز في السياحة والعمل في الخارج ولكن ميولك ناحية اللغة واحساسك بمفرداتها وتذوقك لأدبها وتشوقك للحديث بها بين الناس هو الذي يحدد نجاح الطالب فيها واثبات مكانته. ويشير هذا الاستاذ الي ان المشكلة التي تواجهه اثناء التدريس ان بعض الطلبه يتعاملوا مع اللغة كأنهم مجبورون عليها غير مقبلين علي ادابها متأثرين بتعليقات من حولهم حول اللغة مما يؤثر بالسلب علي تحصيلهم لها. ويري الطلبة ان الدراسة ممتعة وتعتمد علي الفهم وإعمال العقل, كما انها مفيدة حيث تمدهم دراستهم بمعرفة معلومات عن تلك الشعوب واختلاف في مفاهيم المصطلحات عن المتعارف عليه وخاصة في اللغة العبرية لما تحمل من حساسية في التعامل.