جريمة اغتيال أربعين شابا مصريا مع سبق الإصرار قاموا بالثورة الثانية في التحرير من أجل التغيير, بعدأن يئسوا ومعهم جموع الشعب المصري علي مدي عشرة أشهر من أي تغيير أو إصلاح جدي تستحق وقفة. وتحتاج إلي إعادة نظر في النظام الأمني في مصر, تابعت عن قرب أحداث الشغب في العاصمة البريطانية في شهر أغسطس الماضي التي انتقلت من لندن الي عدة مدن يسكنها أعداد كبيرة من المهاجرين العاطلين عن العمل, وقد شارك فيها الآلاف من الشباب الذين وصفتهم الحكومة باللصوص والارهابيين فقد أحرقوا عربات شرطة وسيارات خاصة واقتحموا عشرات المنازل والمتاجر, وتعاملت معهم الشرطة البريطانية بمنتهي القسوة, لكن العنف الذي استخدم علي من أطلقوا عليهم لصوصا وبلطجية لم يسفر عن قتل أحد! عدت بذاكرتي لما حدث في لندن من شغب وكيف واجهت الشرطة البريطانية الخارجين علي القانون وانا أشاهد مع ملايين المصريين علي شاشات التليفزيون جرائم القتل والاصابة العمد ضد الشرفاء من شباب الثورة التي ارتكبها رجال الشرطة المصرية طوال الأسبوع الماضي في ميدان التحرير, لقد تأكد لي أن شرطة العادلي التي قتلت ألف شاب مصري في يناير الماضي هي نفس شرطة منصور العيسوي في نوفمير, بما ارتكبته من جرائم قتل واعتداءات بالرصاص وبالغازات السامة, فعندما نشاهد ضابطا برتبة ملازم أول لا يتجاوز عمره 24 عاما يطلق الرصاص من بندقيته علي عين شاب مصري فيصيبه, وزملاء وجنود الباشا يهنئونه علي جريمته وجندي يحمل عصا غليظة يضرب بها فتاة من بنات الثورة ويقتضي الأمر هنا ليس فقط محاكمة عاجلة للمجرمين والقتلة, بل إعادة نظر كاملة في جهاز الشرطة وبرامج التعليم والتدريب, نحن في حاجة الي شرطة جديدة بقيادات وأخلاقيات جديدة تحمي الشعب والأمن معا. بلطجية شرطة حبيب العادلي الذين عرفوا ب(فرق الكاراتيه) وكانت مهمتهم ضرب المتظاهرين والتحرش بالمتظاهرات.. أين هم الآن؟ هل جري تسريحهم بعد 25 يناير, أم أعدتهم داخلية العيسوي لدور آخر..؟ مجرد سؤال لعلني أتلقي إجابة عنه من أحد من الباشوات الجدد! المزيد من أعمدة مصطفي سامي