شيخ الإسلام العز بن عبدالسلام اصطدم مع الصالح أيوب حاكم مصر أثناء الحروب الصليبية علي مصر، فقد اكتشف أن الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى في مصر كلها للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب قبل ذلك؛ ولذلك فهم في حكم الرقيق والعبيد، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار؛ فأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ولايتهم لأنهم من العبيد. واشتعلت مصر بغضب الأمراء الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة، حتى كان نائب السلطان مباشرة من المماليك، وجاءوا إلى الشيخ العز بن عبد السلام، وحاولوا إقناعه بالتخلي عن هذه الفتوى، ثم حاولوا تهديده، ولكنه رفض كل هذا - مع أنه قد جاء مصر بعد اضطهادٍ شديد في دمشق - وأصرَّ على كلمة الحق. فرُفع الأمر إلى الصالح أيوب، فاستغرب من كلام الشيخ ورفضه. فهنا وجد الشيخ العز بن عبدالسلام أن كلامه لا يُسمع، فخلع نفسه من منصبه في القضاء، فهو لا يرضى أن يكون صورة مفتي، وهو يعلم أن الله عز وجل سائله. وركب الشيخ العز بن عبدالسلام حماره ليرحل من مصر، وخرج خلف الشيخ العالم الآلافُ من علماء مصر ومن صالحيها وتجارها ورجالها، بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييدًا له، وإنكارًا على مخالفيه. ووصلت الأخبار إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، فأسرع بنفسه خلف الشيخ العز بن عبدالسلام واسترضاه، فقال له العزُّ: إن أردت أن يتولى هؤلاء الأمراء مناصبهم فلا بد أن يباعوا أولاً، ثم يعتقهم الذي يشتريهم، ولما كان ثمن هؤلاء الأمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين، فلا بد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين. ووافق الملك الصالح أيوب، ومن يومها والشيخ العز بن عبد السلام يُعرف ب(بائع الأمراء). سرقة أموال مصر هي الجريمة الكبري التي ارتكبها مبارك ورجال نظامه جميعا وقد توصلت جهات التحقيق الي حجم ومكان هذه الثروات ولكن لم يتم استرجاع جنيه واحد حتي الآن والقضايا ما بين تأجيل ورد للمحكمة أو سفر وفود خاصة لاسترداد هذه الأموال.. لقد أستطاع الشيخ العز بن عبدالسلام أن يعيد لبيت المال أمواله ومن خلال المماليك الذين هم أمراء وحكام البلاد فوجود رجال مبارك في السجن لن يفيد أي مصري ولكن لماذا لايتم مقايضة وجود هؤلاء في السجن ويجب أن يكون السجن لهم ولعائلاتهم ايضا بالتنازل عن أموالهم للشعب المصري، فالأموال المنهوبة بالمليارات ومصر في حاجة لكل جنيه لاعادة البناء بدلا من الاقتراض من صندوق النقد الدولي "وما ادراك ما هو خطر الاقتراض من الصندوق".. ففي حالة تهديد رجال مبارك بل ومبارك نفسه بسجنه مدي الحياة هم وأسرهم بالكامل أو عودة كل الأموال المنهوبة لمصر بالكامل.. أظن الإجابة ستكون مختلفة.. أنني أطرح جريمة لم يحاكم عليها مبارك وأعوانه حتي الآن.. فهم يقيمون في منتجعات فاخرة في سجن طرة ولايهم طول أو قصر المدة فكل مطالبهم مجابة وهم في حماية من الشعب الغاضب، ولكن في حالة تغيير المعاملة والتهديد بسجن عائلاتهم وهم شركاء في الجريمة فكثير من هذه الأموال مسجلة بأسمائهم وحصلوا عليها برضاء تام فالحساب يجب أن يكون جماعيا فكما استفادوا جميعا من هذه الأموال يجب أن يكون القصاص جماعيا أيضا.. ومع ملاحظة أن هذه الأموال قد تضاعفت بعد اضافة سعر الفائدة من البنوك. ألأمراء هم مبارك ورجاله ولو تم تهديدهم واكبر تهديد لهم حاليا هو خروجهم من السجن دون حراسة أو وضعهم للمتظاهرين في ميدان التحرير والحكم للميدان.. أعتقد ان مقايضة حياتهم بالمال ستكون هي الحل. هذا حل لاسترجاع أموال مصر المنهوبة بدلا من السير في حلقات مفرغة وقد مضى عشر شهور دون استرجاع جنيه واحد.. وتبق قضايا أخري عالقة في رقبة مبارك ورجاله ننتظر حكم الله فيها أهمها قتل المتظاهرين. لقد استطاع العز بن عبدالسلام أن يبيع الأمراء لمجرد أنهم مماليك وعبيد فهل مبارك ورجاله لا يستحقون البيع. المزيد من مقالات عادل صبري