في ظل أحداث سياسية في مصر فقدت أسرة جريدة الأهرام بعد صراع استمر لمدة ثلاثة أشهر مع المرض اللعين الأستاذة بهيرة مختار التي عرفها قراء الأهرام منذ فترة طويلة من الزمان علي صفحات التحقيقات الصحفية حتي صارت أول سيدة رئيسة لهذا القسم في هذه الجريدة العريقة. كانت تتميز بموهبة صحفية رائعة وإبداع فني فريد من نوعه كنا جميعا في الأهرام نتعلم من موهبتها الصحفية الفذة ونتوق للجلوس معها في مكتبها بالدور الرابع في الأهرام حتي نتعلم أصول الصحافة وفنونها فهي كانت لا تبخل علي أحد كبيرا أو صغيرا بالنصح والإرشاد والتوجيه. نبوغها الصحفي كنا جميعا نلمحه في بريق خاص في عينيها وابتسامة كانت لا تفارق وجهها.. وسرعة البديهة وخفة الظل التي كانت تتمتع بها. أعطت بهيرة مختار عمرها كله للأهرام وللصحافة حتي نسيت نفسها وحياتها الشخصية وذابت في العمل الصحفي إلي آخر نقطة من عمرها وفي بلاط صاحبة الجلالة. الأستاذة بهيرة مختار هي أول شخصية صحفية قابلتها فور عملي بالأهرام والحقيقة أنها نصحتني دائما ألا تأخذني الصحافة عن حياتي الخاصة. والسؤال الذي يطرحه موت الأستاذة بهيرة مختار: هل الصحافة لا تعطي عاشقيها قدرهم؟ وهل المجد الصحفي سراب؟ الأستاذة بهيرة مختار التي وافتها المنية في عصر أصعب يوم في تاريخ مصر يوم الأربعاء الموافق32 نوفمبر اختارت أن تدفن في نفس اليوم بعد صلاة العشاء هربا من قسوة الحياة علي الأرض الآن في مصر ربما تجد في دار الآخرة حياة أفضل. رحم الله الأستاذة بهيرة مختار وأسكنها فسيح جناته فلندعو لها جميعا.