آخر مكالمة بيننا قبل دخولك المستشفي قلت لتطمئنيني إن الطبيب المعالج قد نحي فكرة علاجك في المستشفي مفضلا عليها العلاج في البيت. في ثم اضفت امعانا في طمأنة كل من اصابهم القلق عليك أنك الآن أحسن رغم ان مستوي الهيموجلويين قد هبط إلي4 درجات والمفروض أن يرتفع الي11 درجة وسألتك ان كانت الزيارة ممكنة فقلت: قريبا عندما أكون احسن بجد وعرضت انا المساعدة في اي شئ فقلت: عندما احتاجها سأطلبها منك, ثم سمعت ضحكتك المتفائلة فاستبشرت خيرا. ورن التليفون في بيتك أكثر من مرة في اليوم الواحد دون رد منك, وجاءني اتصال من الصديقة لميس الطحاوي تقول انك الآن بالمستشفي في العناية المركزة, وان الزيارة ممنوعة واتفقنا علي المتابعة من بعيد علي وعد بيننا بزيارتك في بيتك عند عودتك اليه بعد تمام شفائك.. لكن حدث الذي حدث.. قدر الله وما شاء فعل. لماذا احكي لك هذا؟ هل لأعزي نفسي ام لتعرفي ما ربما يكون قد غاب عنك؟ فوجئت وفوجئ معي كل من عرفوك بخبر رحيلك, هل معني هذا ان ضحكتك المتفائلة المجلجلة ستغيب ولن نسمعها حتي نلتقي؟ وهل ستغيب عن الصحافة ابداعاتك التي طالما أضأت بها صفحات التحقيقات في الأهرام؟ مشوار بهيرة عمره الآن اكثر من إحدي وأربعين سنة, زمالة صحفية تحولت الي صداقة شديدة العمق اشهد انك كنت فيها احيانا الاستاذة واحيانا الصديقة التي تساعد وتقدم النصيحة ولعلك تذكرين يوم توليت رئاسة قسم التحقيقات الصحفية وبدأت في وضع بصمتك علي صفحاتك بحملاتك الصحفية وتخطيطك فقلت انا ان التلميذة تقترب بسرعة شديدة من قامة استاذها صلاح هلال الذي علمها في التحقيق الصحفي وقلت انت معاتبة ان الاستاذ يظل استاذا مهما اشتدت قامة تلاميذه. اظن الآن يابهيرة ان الدموع قد لاتكفي للتعبير عن ألم فراقك لكنني علي يقين ان الايام مهما مضت وطوت معها وغيبت فلن تغيبي مطلقا لانك اكبر من الغياب هل اقول وداعا.. لعل الانسب الآن ان اقول الي اللقاء.