إذا كانت المنظمات العالمية قد حذرت قبل ثماني سنوات من مخاطر دفن المخلفات الالكترونية والتخلص غير الآمن منها, فإن مصر لايوجد بها احصاء دقيق لهذا النوع من المخلفات. ولا يوجد مايدل علي امكانية التخلص الآمن منها, وغياب هذه البيانات يستلزم منا التشديد علي عدم اللجوء الي الاجهزة التكنولوجية الأرخص أو المستعملة التي يمر عليها اكثر من5 سنوات.. فعدم التخلص منها بطريقة آمنة يجعل الخطر أقرب الينا مما نتصور.. وهذا ما يحذر منه الخبراء ومنهم الدكتور هشام علام المدير الاقليمي لبرنامج القطاعات الاستراتيجية بمركز التنمية البيئية بالإقليم العربي الاوروبي الذي يؤكد ضرورة قيام الدولة بعمل حصر شامل من حيث النوع والكمية لكل الاجهزة الالكترونية الموجودة في مصر حتي يتثني لنا حصر المخلفات, وكذلك يجب ايقاف استيراد اجهزة الكمبيوتر واللاب توب والاجهزة الالكترونية التي مضي علي انتاجها أكثر من خمس سنوات لأنها تدخل في دائرة المخلفات الالكترونية الخطيرة. ولخطورة تلك المخلفات الالكترونية تم انشاء المركز الاقليمي لاتفاقية بازل الخاصة بالنفايات والمخلفات الاليكترونية بجامعة القاهرة.. حيث يقوم المركز بعمل الدراسات لرصد أبعاد هذه القضية ويقول الدكتور هاني مباشر مدير المركز إن هذه المخلفات قنابل بيئية.. حيث تشير الارقام العالمية الي ان من50% الي80% من الاجهزة الالكترونية المنتجة في الدول المتقدمة لاتتم إعادة تدويرها لارتفاع تكاليف تلك العملية بل يتم تصديرها كما هي بأسعار رخيصة الي بلدان أخري مثل الدول الافريقية وذلك علي الرغم من أن اتفاقية بازل الدولية تمنع النقل غير القانوني للنفايات الخطيرة عبر الحدود حتي لو كانت في شكل مساعدات. أهداف المركز ويضيف الدكتور زياد خليفة خبير بيئي ومدرس الكيمياء الفيزيائية بجامعة القاهرة وعضو المركز الاقليمي ان المركز يهدف الي محاولة تجنب كل الاثار السلبية للمخلفات الالكترونية في مصر والوطن العربي وذلك عن طريق عدة محاور منها توفير موارد بشرية مدربة علي إعادة التدوير الجيد والامن للمخلفات الالكترونية وفوائد إعادة تدويرها, وإرساء نظام تجاري لإعادة تدوير المخلفات الالكترونية إقرار مبدأ المسئولية الجماعية والمشاركة لإدارة النفايات الالكترونية في المنطقة العربية ككل. ويعود د. هشام علام لرصد أنواع المخلفات الالكترونية, موضحا أنها هي كل ما يتخلف عن الكمبيوتر من هارد ديسك وشاشات وسيديهات وكي بورد وأسلاك وشرائح وكذلك أجهزة الموبايل والبطاريات ولوحات الطابعات.. وبشكل مختصر هي الاجهزة الالكترونية التي تعمل بالتيار الكهربائي أو المجالات الكهرومغناطيسية والتي انتهي عمرها الافتراض وتلقي كنفايات وهي الآن تزيد علي ثلاثة أضعاف المخلفات المنزلية العادية, يضاف اليها ايضا من حيث نسبة الخطورة نوع آخر من المخلفات وهي المخلفات الخاصة بالاجهزة الكهربائية العادية مثل التليفزيونات والثلاجات والغسالات والبوتاجازات. كوكتيل أمراض وتكمن خطورة المخلفات الالكترونية في انها تحتوي علي حوالي الف عنصر سام, كما اثبتت الدراسات والأبحاث بداية من الزئبق الذي يعمل علي تدمير الاعضاء الداخلية للانسان خاصة المخ, ويؤثر علي الأجنة للسيدات الحوامل وإذا تم التخلص من تلك النفايات في الماء فان الزئبق يختلط بالماء ويتركز في الاسماك التي تنتقل للإنسان بصورة اكثر خطورة, كما تحوي المخلفات الالكترونية عنصر الكروم الذي يخترق الخلايا بسهولة ويقوم بتحطيم اليحامض النووي وهو موجود في الاجزاء البلاستيكية في الكمبيوتر وتشكل حوالي15 رطلا, كذلك تحوي المخلفات الاليكترونية عنصر الباريوم والذي يستخدم في وقاية الاشخاص من اشعاعات الكمبيوتر والتعرض للباريوم لفترة قصيرة يؤدي الي أورام في المخ وضعف عضلات الجسم.. وامراض الطحال والكبد والقلب وقد تم تصنيفه أخيرا ضمن مسببات السرطان لان عنصر الباريوم فلزي جيد التوصيل للحرارة والكهرباء, اما الاحبار فهي كارثة أخري حيث تحتوي الملونة منها والسوداء علي عنصر الكربون المسبب الرئيسي لأمراض الجهاز النفسي لاحتواء هذه الاحبار علي المعادن الثقيلة, بالاضافة الي الفسفور وملحقاته الموجودة في شرائح الكمبيوتر بما تحويه من مواد خطيرة علي الجسم. خطورة بالغة وتبلغ خطورة النفايات الالكترونية في انها يمكن ان تتخلل طبقات المياه الجوفية أو تتطاير في الهواء فتلوث الهواء بالغازات السامة مثل الكلورفيلور مما يؤثر علي طبقات الجو ويزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.. خاصة أن هذه المخلفات الالكترونية يمكن ان تختلط بالمخلفات العادية وتنشر مادة الديوكسين وهي من المواد الخطرة علي التربة وتهدد صحة النباتات وتؤثر علي معدل النمو ونسبة المحصول مما يهدد الارض بالبوار.
