حذر الدكتور عبد الستار سلام، الأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس من خطورة التعامل بطريقة خاطئة مع المصابيح الموفرة للطاقة التى انتشر استخدامها مؤخرا، مشيرا إلى أنه يدخل فى تصنيعها زئبق سام يسبب أضرارا صحية للشخص المتواجد فى حالة تسربه بعد كسر المصباح، مؤكدا ضرورة توخى الحذر فى استخدامها. وأشاد الأساتذة المشاركون فى مؤتمر "التوعية بطرق التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية"، الذى عقد مساء أمس بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، بقرار جهاز تنظيم الاتصالات بوقف الخدمة عن المستخدمين للتليفونات المحمولة الصينية التى انتشرت فى الأسواق مؤخرا، لأن تصنيعها تم بشكل لا يراعى سلامة وأمان المستخدم، مما يتسبب له فى ضرر بالغ. ودعت التوصيات الصادرة عن المؤتمر أصحاب الصناعات الإلكترونية إلى ضرورة الاهتمام بزيادة العمر الافتراضى للأجهزة الإلكترونية بما يتيح تقليل نسبة المخلفات الصادرة عن صناعة الإلكترونيات مع الاهتمام أثناء التصنيع بتقديم منتج يسمح بإعادة استخدام بعض أجزائه فى حالة انتهاء عمره الافتراضى. وأكدت توصيات المؤتمر على ضرورة أن تبدأ الدولة فى سن قوانين ووضع تشريعات من شأنها تجريم نقل المخلفات بين الدول، مع تشجيع التوسع فى استخراج العناصر الهامة مثل الذهب والرصاص والنحاس من المخلفات الإلكترونية من خلال تقديم الدعم والمساندة الحكومية لهذه الصناعة باعتبارها من الوسائل المثلى للتخلص من المخلفات الإلكترونية. ولفت المؤتمر إلى أن خطر المخلفات الإلكترونية قد يتعاظم فى السنوات المقبلة فى ظل زيادة معدل التقدم التكنولوجى، والزيادة السريعة فى إنتاج الأجهزة الإلكترونية اللاسلكية الصنع وارتفاع عدد مستخدميها على مستوى العالم. وأشار الأساتذة إلى أن معدل الإنتاج اليومى فى مجال صناعة التليفونات المحمولة وصل إلى 23 تليفونا كل ثانية بعمر افتراضى يتراوح ما بين سنة وسنة ونصف، مؤكدين أن هذا ينذر بإنتاج مخلفات إلكترونية من التليفون المحمول وحدها بمقدار 15 تليفونا كل ثانية، إضافة إلى أن مقدار مخلفات البطاريات فى مصر وحدها ما يقرب من 60 مليون بطارية سنويا. وحذرت الندوة من النسبة المرتفعة لللتخلص من المخلفات الإلكترونية بطريقة الحرق التى تبلغ 73 % ، وكذلك الدفن الذى يتسبب على المدى البعيد فى تلويث المياه الجوفية نتيجة تسرب المواد السامة بالمخلفات إلى المياه والتربة. ونبه الدكتور مدحت المسيرى، أستاذ الهندسة الطبية بجامعة عين شمس على أن خطر المخلفات الإلكترونية لا يقتصر على الدول المتقدمة وحدها، موضحا أن أوروبا تنتج 7.8 مليون طن، تتخلص من 6.6 مليون طن، وتصدر النسبة الباقية إلى دول العالم الثالث فى صورة معدات مستعملة أو هبات مجانية وأن خطورة ذلك أن العمر الافتراضى لهذه الأجهزة لا يزيد على 6 أشهر مما يضر بالدولة التى تم التصدير إليها.