تمثل فرقة رضا ثقلا هاما وغازيا للثقافة المصرية الحقيقية. وقد استطاعت منذ تأسيسها قبل أربعة عقود أن تكون سفيرا هاما للثقافة في مختلف أنحاء العالم حتي صارت معلما ونموذجا يقلده عدد كبير من المهتمين بالموسيقي والفنون الشعبية في دول أوروبا وأمريكا . التي أنشئت فيها المدارس للتدريب علي رقصات الفرقة وموسيقاها وبعد أن عانت أغلب سنوات العقد الأول من هذا القرن ركودا وإهمالا أدي الي تراجعها بدأت منذ فترة باعادة إنتاج نفسها في حلة جديدة جذابة وبأعمال جديدة مضافة الي تابلوهاتها التقليدية. وهذه الفرقة لم تكن إلا تعبيرا عن روح الفن الفرعوني المصري الذي استمر علي جدران معابد الأقدمين وظلت انثناءات أعواد راقصيها تتمايل رغم التقلبات حتي التقطت في عبقرية أيدي مؤسسيها محمود رضا وفريدة فهمي لاعادة التوازن مع فن الرقص الشرقي الذي حملته الينا ثقافة الغزاة الأتراك ويحاول الدكتور ايهاب حسن الراقص الأول في الفرقة لسنوات ومخرجها ومديرها الحالي استعادة هذا التأثير بكثير من التنظيم والاهتمام والجهد مستغلا حماس أعضائها الباقين وايضا المستجدين فيها وحين دعاني صديقي الفنان عماد عمر لحضور بعض بروفاتها حرصت علي التمتع بالعرض الذي بدأ بعد عيد الفطر واستمر متقطعا لأيام لم تزد علي52 يوما, لم يشاهده سوي أعداد قليلة من المتفرجين بسبب عدم كفاية الدعاية لها أو بالأحري انعدامها مثل الراقصين علي خشبة المسرح رغم نقص الاعداد عما هو متعارف عليه سابقا حالة من اكتمال المشهد دون شعور المتفرج بفراغ ما وإن حدث الفراغ في جانب أو جوانب منه فلضرورات التابلوه المعروض غير منتقص من تشبعه كمتلق يساعد علي ذلك تمكن العارضين من القدرة علي الابداع في الاداء بفرح باد علي وجوههم ليشع في صالة العرض إحساسا بسعادة التلقي فتمسك الأعين إلا عن حركتها في متابعة الرقص. قدم د. ايهاب رضا عرضا متنوعا جغرافيا من بحري والصعيد والنوبة وسيناء. وموسيقيا حيث جاورت أعمال الفنان الشاب ماهر كمال مع الأعمال الخالدة للعبقري علي اسماعيل. وكلمات عصام طايع وموزع الموسيقي والرقصات هشام نبوي مايسترو الفرقة. أما الاداء الفردي لنسرين بهاء ومني فاروق وأحمد فاروق وحسام المنسي ومحمد صلاح ومحمد فاروق ومحمد فرماوي فإنه يعكس تمكنهم من فنهم وتمسكهم بانتمائهم للفرقة رغم سوء أحوالهم المالية فيها فهم يعملون كموظفين معينين بها لاتزيد رواتبهم علي1200 جنيه شهريا وهذا الضعف في الرواتب أدي إلي هروب عدد من راقصي الفرقة كما يقول حسام المنسي بسبب المعاناة التي لم تتوقف عند ضعف الراتب ولكن عدم الاستقرار الذي يصادفه الراقص في بداية عمله بعدم تثبيته, فقد يحصل علي أجر نظير عمل يضيف محمد فاروق: نعمل3 أيام في الاسبوع في البروفات وأحيانا كل أيام الاسبوع ولذلك نغلب انتماءنا للفرقة علي رغبتا في الكسب المادي فنرفض العمل في تصوير كليبات أو استعراضات ثمنها في اليوم يساوي راتب الشهر, أيضا من المشكلات المادية التي تصادف راقص فرقة رضا كما يقول محمد صلاح خفض بدل السفر الي مبلغ لايزيد علي100 دولار عن ثلاثة أيام في نفس الوقت الذي نأكل بحساب ونوع معين من الأكل والالتزام بتدريبات مجهدة ونعيش حياة دقيقة وبحساب حتي نحافظ علي أوزاننا ورشاقتنا. وهو ما تؤكده الراقصة الأولي في الفرقة نسرين بهاء وتضيف: أحيانا أرفض سفرا ما أو عملا مع جهه أخري بأضعاف ما أتقاضاه حرصا علي موعد عرض للفرقة أو بروفة. وأحافظ علي هيبة الفرقة بعدم العمل في إعلانات أو كليبات فليس من المعقول أن يراني الناس وأنا سوليست الفرقة كراقصة في إعلان أو فيديو كليب ولاتستطيع ندي سامح الراقصة الجديدة أن تحدد رؤية لمستقبلها في الفرقة وإن لم تكن قلقة ولكنها أحيانا تخاف من عدم استطاعتها الاستمرار في ظل هذا التدني في الرواتب والمكافآت مقابل الاغراءات الكثيرة التي يوفرها العمل في فرق أخري أو مسلسلات أو مسرحيات أما مي سعد هيكل والتي يطلق عليها زملاؤها الثورجية لاصابتها في قدمها اليسري في أحداث25 يناير, التي فضلت الفرقة علي عملها كمحاسبة في شركة كبيرة بمؤهلها تجارة انجليزي لايمانها بقيمة ما تقدمه من فن راقص ومحترم في فرقة رضا التي تتمتع باحترام المتفرجين واتساع اطار النظرة المجتمعية الي حد ما ولذلك لم تعترض والدتها علي إنضمامها للعمل بالفرقة. وإذا كان وعي راقص وراقصات الفرقة برقي ما يقدمونه وعدم رضوخهم لضغط الظروف التي أحيانا تجعلهم يفكرون كما قال محمد صلاح في تركها بعد زواجه لقلة الدخل فالأولي كما يقول أن يتم تعديل اللائحة المالية للفرقة وقانونها الوظيفي الذي يسمح بتجاوز هذا العيب حتي يكون ضمانة لاستمرار الاعضاء دون ضغوط أو حرمان. أو تجربة فتح التمويل الخاص للفرقة مقابل نسبة في الأرباح بالاتفاق أو السماح للقطاع الخاص سواء شركات كبري أو رأسماليين جادين بتحمل ميزانية الفرقة وتمويل احتياجاتها من الملابس والديكورات والتنقل مع زيادة أجر الاعضاء بالصورة التي تتيح لهم التفرغ الكامل للتدريبات والبروفات بل ولجذب أعضاء جدد. وفي هذه الحالة يقول مديرها ايهاب حسن يمكن التجديد في أعمال الفرق بموضوعات جديدة وتابلوهات مبتكرة مثل ملحمة قناة السويس. كيف تم حفرها والاحتفال بافتتاحها وتأميمها: وغيرها من الأعمال التي تحكي التاريخ الوطني في إطار الفلكلور الشعبي في مناطق الحدث بدلا من إعادة تقديم نفس الموضوعات. البديل الثاني الذي يطرحه مخرج ومدير الفرقة هو زيادة ميزانية الفرقة خصوصا في الجانب الدعائي. كما يحدث للعروض الأجنبية التي تستقدم لتقديم عروضها في الأوبرا وتخصص ميزانية تقترب من نصف المليون جنيه للدعاية وتغطي مبيعات تذاكرها المصروفات وتربح وهو ما يمكن أن تحققه فرقة رضا. كما يمكن يقول ايهاب حسن مشاركتها بالعرض في مناطق الصوت والضوء وأبو سمبل عند تعامد الشمس علي وجه رمسيس والمناسبات المحلية والقومية والسياحية. الأفكار كثيرة لتطوير أداء هذه الفرقة النموذج ولضخ الدماء في عروقها إذا وجدت من يتلقف المواهب الموجودة بالفرقة والمخلصين لها من الكفاءات الادارية والفنية.