نحتفل غدا بعيد الأم.. بهذه المناسبة نبحث في ذاكرة السينما المصرية فلن نجد إلا فيلم إمبراطورية ميم والذي يمكن أن نعتبره الوحيد الملائم لهذه المناسبة السعيدة.. بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وتأليف إحسان عبدالقدوس واخراج حسين كمال.. انتاج رمسيس نجيب عام 1972 والحقيقة أن منتجي السينما التجارية الحالية ليس لديهم الوقت ليفكروا في المشاعر والاحاسيس النبيلة.. فقط الارباح المادية مهما كانت النتائج.. بمعني ان السينما شباك تذاكر يقف داخله المنتج يحمل جرسا ويصرخ ليلفت انتباه زبائنه من المتشوقين الي اضاعة الوقت والتسلية..ويحصل علي ما في جيوبهم من مال.. ولايقدم لهم في المقابل اي فائدة تذكر وهكذا هو حال السينما المصرية الحالية لم تقدم افلاما تليق بالمناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية. وبعيدا عن تلك الأزمة.. يجب ان نتذكر اشهر نجماتنا اللاتي برعن في تقديم دور الام علي شاشة السينما المصرية وهن بالاضافة الي فاتن حمامة في إمبراطورية ميم فردوس محمد صاحبة لقب ام السينما المصرية التي قدمت نحو041 فيلما سينمائيا. ومديحة يسري التي جسدت ام العندليب عبدالحليم حافظ في فيلم الخطايا وأمينة رزق وتحية كاريوكا أم العروسة وشادية في المرأة المجهولة وفيلم لا تسألني من أنا وكريمة مختار في فيلم الحفيد ومسلسل يتربي في عزو مع يحيي الفخراني ورانيا فريد شوقي ثم جاء زمن سميرة احمد وخيرية احمد ولبلبة وليلي طاهر وميرفت امين وأخيرا عبلة كامل وفي لقاء لصفحة السينما مع المخرج الكبير توفيق صالح بهذه المناسبة قال صاحب فكرة اقامة عيد الأم وايضا عيد الحب هو الصحفي الكبير مصطفي امين ولكن المشكلة اننا لا يمكن ان نوجه السينمائيين الي فعل شئ بعينه.. لان اساس الفن الابداع والحرية.. ومن المستحيل ان نجبرهم علي تقديم عمل لا ينبع من داخلهم.. ولكني عندما اتذكر عيد الام يقفز الي خيالي الفنانة العظيمة فردوس محمد الام ام السينما المصرية.. وعلي كل حال فكل شئ تغير هذه الايام.. بالاضافة طبعا الي العبقري محمد عبد الوهاب من خلال اغنية ست الحبايب والتي ايضا لم يظهر اغنية في مستواها حتي الآن.. بمعني ان التقصير ليس علي مستوي السينما فقط ولكن علي مستوي الاغنية أيضا. اما المخرج ومدير التصوير محسن أحمد فيقول: انا ايضا لا انسي فردوس محمد لانها ببساطة تشبه امهات جيلي..واللاتي تكبدن مشقة ومعاناة زمانهم حيث كان كل شئ يدوي.. ولم تكن قد ظهرت تكنولوجيا هذا العصر. وانا اعتقد ان امهات الزمن الماضي يجب ان نصنع لهن تماثيل.. ولست مع الاتجاه الحالي الذي يطالب بتهميش دور المرأة في المجتمع.. واتمني ان تقدم السينما الكثير من الاعمال عن الام.. وأنا شخصيا في عيد الام اتذكر فيلم العظيمة فردوس محمد في فيلم حكاية حب مع عبد الحليم حافظ وهو من اخراج حلمي حليم وبالتحديد مشهد سماعها للراديو يعلن عن اجراء ابنها عبد الحليم عملية جراحية في لندن.. هذا المشهد يبكيني مهما شاهدته والسر في ذلك ان افلام السينما زمان كان بها مصداقية في التناول.. وهذا هو حال سينما الثلاثينيات والتي كنا نتمني جميعا ان نعيش ذلك الزمن الجميل.. فقد كانو محترفين وعاشقين للفن.. ولك ان تعلم ان معظم الفنانون زمان انتجوا للسينما.. وعلي رأسهم وحش الشاشة فريد شوقي وانور وجدي ورشدي اباظة وفريد الاطرش وعبد الوهاب وعبد الحليم.. اما اليوم فاين الفنانين الذين يفعلون ذلك رغم ان ما يحصل عليه الفنان اليوم من اجر كبير.. ممكن ان يشجعه علي الانتاج اما الكاتب والسيناريست الكبير محمود ابو زيد فيقول: قيمة الام في القول الجنة تحت اقدام الامهات وانا شخصيا اري الأم من خلال الممثلة العظيمة فردوس محمد.. فهي في الحقيقة كان تشبه جدتي.. ولذا كنت احبها كثيرا.. أما الأم في افلامي فكانت امينة رزق.. وزمان كانت السينما تهتم كثيرا بالمجتمع والأسرة.. وانا عندما قدمت أفلام العار والكيف وجري الوحوش كنا نبني المجتمع علي فلسفة الاخلاق الفضيلة فقد درست الفلسفة هي الحق والخير والجمال.. ونحن اليوم في حاجة الي ثورة اخلاق لاعادة ترسيخ العلاقات بين الناس.. كل الافلام التي قدمتها كانت تنتهي باية قرانية.. لاني كنت استوحي فكرة الفيلم من الاية القرانية لاعلاء كلمة الله في الارض.. اما موجة الافلام الكوميدية فقد زادت عن الحد والمثل يقول الضحك من غير سبب قلة ادب.. يجب ان تطرح السينما موضوعات لها قيمة.. وان تكون المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية علي قائمة اهتمامات السينمائيين.. وقدمت أيضا فيلما بعنوان حب لا يري الشمس بطولة فريد شوقي ونجلاء فتحي.. عن معني عاطفة الأمومة.