شهدت مكتبة الإسكندرية أحداثا خطيرة هزت الحركة الثقافية بالثغر, وهب المثقفون مذعورين من توقف حركة المكتبة, فقد أغلقت من قبل وزارة الثقافة مكتبة البلدية منذ6 سنوات بحجة التطوير لتصبح الإسكندرية خالية تماما من مكتبة قيمة تقدم للباحثين والمثقفين ما يرغبون, ليطلق المثقفون بالإسكندرية صرخة يا مثقفي مصر اتحدوا بعدما اعتصم عمال الأمن والخدمات وبعض الموظفين أمام المكتبة منذ أكثر من عشرة أيام متواصلة ورفعوا اللافتات المطالبة بإقالة مدير المكتبة الدكتور إسماعيل سراج الدين رغم موافقته علي11 بندا من المطالب بعد تدخل الجيش فانقسم المعتصمون علي أنفسهم بين مؤيدين لفتح المكتبة بعدما قاموا باغلاقها عشرة أيام متواصلة واعطاء مدير المكتبة فرصة لتصحيح المسار, وآخرين يريدون إقالته, صفحة دنيا الثقافة تابعت صرخة مثقفي الإسكندرية. في البداية يري الدكتور إبراهيم درويش المدير العام السابق لمتاحف الإسكندرية أن دخل المكتبة يمثل مصدرا أساسيامن مصادر الدخل القومي للدولة وان اغلاقها يؤدي إلي ضياع هذا الدخل ويؤثر علي هيبة ومكانة مصر كما يؤدي إلي زيادة اهتزاز الوضع الاقتصادي للدولة. ويتساءل الدكتور درويش أين الدولة والمجلس العسكري فيما يحدث من فوضي اجتماعية تعود بنا ألف سنة إلي الوراء. ويطالب بالوجود الأمني ووجود أمني رادع لكل من لا يحترم آداب وقواعد الديمقراطية التي فتحت لغير ذي حق, لافتا إلي أن هناك بعض المجموعات تحمل لافتات, تجعلنا في شغل عن القيم العظيمة فإذا استمرت هذه الأوضاع فسوف تنهار مصر. ويدعو الدكتور إبراهيم درويش مثقفي الإسكندرية إلي أن يقفوا يوما بالمكتبة للتصدي لدعاة التخريب والهدم مع وجود أمن رادع يواجه هذا الانفلات الأخلاقي. ويشير الأثري أحمد عبد الفتاح إلي مبادرة صفحة دنيا الثقافة بالأهرام الأحد الماضي, فما يجري في مكتبة الإسكندرية مأساة تشهدها مصر. وأشار إلي إن ما يوجه للدكتور إسماعيل سراج الدين ليس لشخصه الآن, إنما هو موجه لمصر لتنفيذ خطة لحرق مصر بدأت بالاعتداء علي جهاز الشرطة وأدواته الذي تكبد الشعب المصري ثمنها, والآثار وحرمة المسكن وحرمة المال والأعراض والجامعات, ثم التعرض للسلطة التشريعية الحالية بالبلاد ومحاولة المساس بهيبتها, لابد أن نتحرك جميعا شعبا وحكومة في ظروف بالغة الخطر الآن. ولا يتصور أن تنظر الحكومة إلي التعامل مع الشعب بلا تمييز بين اللص والقاتل والمواطن الشريف, وهذا لم يحدث في الدول الخيالية, ويتمثل ذلك في قيام مجموعة من الأفراد بتقييم الدكتور إسماعيل سراج الدين والهجوم عليه والمكتبة, والرجل استطاع بشهادة العالم أن يرفع مستوي مكتبة الإسكندرية إلي مصاف أعظم مكتبات العالم مثل الكونجرس الأمريكي والأهلية بباريس والفاتيكان ولننجراد, كما رفع أداء مرافق المكتبة ووضعها في مكانتها العالمية, إلي جانب اعفاء العاملين بها من قانون العاملين بالدولة رقم47 لسنة78, الذي يتيح للكسالي التثبيت في الوظائف, فضلا علي أن الكل يحصل علي امتياز وإذا قام الرئيس بتخفيض درجة الامتياز بناء علي سلوك المرءوس يجد نفسه أعزل. ويشير أحمد عبد الفتاح إلي ضرورة اصلاح الجهاز الإداري بالدولة, ويقول أنادي بأعلي صوتي يا مثقفي مصر اتحدوا وقفوا وراء الجيش والداخلية. وتؤكد الدكتورة مني حجاج أستاذة بقسم الآثار جامعة الإسكندرية أن ما يحدث بمكتبة الإسكندرية في مصلحة اناس أصحاب مصالح إما خاصة وإما عامة فإذا كانت الخاصة فمن الطامعين للحصول علي مناصب, وإن كانت عامة فالمقصود بها هدم صرح علمي وثقافي حقق خلال عشر سنوات طفرة في المجتمع السكندري والمجتمع المصري بوجه عام, بل وحقق لمصر سمعة تكاد تضارع سمعة المكتبات العالمية العريقة في الغرب. أما الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة, فهو شخصية دولية, تمكن من إعداد كوادر جديدة ومدربة في العمل الثقافي والعلمي لم تحققها مؤسسات أخري عبر أجيال.وأشارت إلي أن المكتبة وبالتحديد الإدارة بها بعض السلبيات ولا توجد أي مؤسسة ليس لها سلبيات, وقد تكون بعض الفئات داخل المكتبة همشت عن طريق الإدارات الفرعية والقطاعات وهي تستحق الأفضل وتم تجاهلها ولا مانع من الاعلان عن أنفسهم, فتدارك الأخطاء يتم بسيطرة جادة علي المكتبة, وبصراحة أكبر وبشفافية مع الحفاظ علي القيم ومع إدراك مردود أحداث المكتبة علي المستويات المحلي والإقليمي والدولي. ويقول الشاعر صبري أبو علم: إن المكتبة لها دور ثقافي مهم جدا, ليس في الإسكندرية وحدها, بل في العالم, وكنت أتوقع من أبناء مصر أن يحافظوا علي هذه الثروة النادرة, أما ما يحدث الآن من شغب واعتصام وتمرد يؤدي إلي حرمان الإسكندرية من هذا الدور الرائع, فإنه ليس موقفا وطنيا ولا حكيما حتي لو كان لبعض العاملين بالمكتبة طلبات فئوية أو ملاحظات مهنية وكنت أتمني أن يقدر العاملين بالمكتبة المكانة العالمية التي تحظي بها المكتبة ويحظي بها الدكتور إسماعيل سراج الدين, الذي أثبت خلال السنوات السابقة أنه جدير بقيادة هذا الصرح الذي اختار لمعونته عددا كبيرا من الكفاءات وقدموا معا آلاف الأنشطة اليومية في كل فروع المعرفة حتي وصلت المكتبة للمكانة الدولية الكبيرة, ثم إن اغلاق المكتبة عن طريق المعتصمين في الوقت الذي أغلقت فيه وزارة الثقافة مكتبة البلدية منذ6 سنوات بحجة التطوير فجعل الإسكندرية خالية تماما من مكتبة قيمة تقدم للباحثين والمثقفين ما يرغبون, بجانب إصدار المكتبة العديد من المطبوعات المهمة منها مشروع ذاكرة مصر المعاصرة فهل هذا معقول؟