الكل يتذكر حادث مقتل الجنود المصريين برفح خلال شهر رمضان الماضي ومدي تأثير هذا الحادث البشع في الشعب المصري وكيف كان رد الفعل حينذاك من الجميع وخاصة القيادة السياسية وتأكيدها علي أنه لن يمر بدون الوصول للجناة ومحاسبتهم والقصاص منهم لدم الشهداء ومرت الأيام والشهور وانشغل الناس في مصر بالأحداث المشتعلة التي تمر بها البلاد إلى أن نشرت مجلة الأهرام العربي تقريراً قالت فيه أن لديها أدلة على تورط قياديين في حركة حماس في هذا الهجوم الذي راح ضحيته 16 ضابط وجندي من الجيش المصري. وقد انتشرت الكثير من الأقاويل والتي تؤكد أن بعض المصادر الأمنية والصحفية الأخرى تؤيد ما نشرته مجلة الأهرام العربي وبدأت الناس تتساءل أين نتيجة التحقيقات لهذه المذبحة التي حدثت لجنودنا بعد مرور هذه الشهور عليها. فكان لابد أن تقوم الدولة المصرية بالرد علي هذه التساؤلات التي بدأت في الانتشار بالشارع المصري لتوضيح الحقائق للشعب فهذا هو الدور الطبيعي لأي دولة موجودة بالعالم في مثل هذه الأمور فما الذي منعها من هذا؟ ولماذا هذا الصمت الغير مبرر؟ ومما زاد من حالة السخط وعلامات الاستفهام انتشار خبر زيارة السيد / خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للمرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور / محمد بديع وعقدت معه اجتماع ومع نائبه خيرت الشاطر لبحث هذه الاتهامات الموجهة للحركة من بعض الجهات بأنها وراء هذه الجريمة. وأظن أن المنوط لمناقشة هذا الأمر الخطير هي الرئاسة والدولة المصرية وحدها وليس أحد آخر. أضل الطريق السيد خالد مشعل فبدلاً من الذهاب إلي لمقر الرئاسة ذهب لمقر الجماعة. أين الدولة والرئاسة أمثل هذه التصرفات لا تعنيها في شئ ولماذا هذا السكوت عن توضيح الأمور طبقاً لنتيجة التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية والمخابرات العامة وعرضها علي الشعب والإشارة بوضوح إلي المتورطين في هذه الجريمة سواء من حماس او غيرها لازالة هذا التخبط والاحتقان. ولماذا لا تتخذ الدولة الخطوات التي من المفروض أن تتخذها لمحاسبة هؤلاء المتورطين أي ما كانوا حتى لا يصل بها الأمر الي هذا الموقف المتخاذل في حماية أرواح ابنائها وفرض هيبتها التي غابت في الداخل والخارج. فيا سادة لا يمكن أن يمر مثل هذا الحادث البشع أو غيره مرور الكرام دون معرفة الجناة الحقيقيين ومحاسبتهم حتى لا تستباح حرمة هذا الوطن وتضيع هذه الأرواح البريئة هباءً فليس ذنب لها سوي قيامها بواجبها في حمايته أو ليس هذا هو الحق والصواب الذي أمرنا به ربنا سبحانه وتعالي بقوله "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" .. صدق الله العظيم. أو ليس هذا ما تنادي به دولتنا في تطبيق شرع الله سبحانه وتعالي أم هذا ينطبق علي هذه الجريمة.