لقد وقعت مصر خلال الأيام الماضية داخل سحابة كثيفة لا يوجد بداخلها أي بصيص للضوء ولا أعني بذلك التقلبات الجوية شديدة السخونة التي عانت منها البلاد ولكنني أعني فوضي التصريحات التي عانينا منها والتي سدت علينا منافذ الرؤية بصورة مفاجئة والتي تتأرجح بين الاستجابة للتعديلات المطلوبة من المحكمة الدستورية في قانون الانتخابات وبين الدعوة لوضع مشروع قانون جديد للانتخابات وآخر لمباشرة الحقوق السياسية, وهو الأمر الذي أحدث بلبلة كبيرة في الشارع السياسي وأعادنا الي دوائر الجدل والحوارات السياسية التي لا تنتهي بين الرأي والرأي الآخر وبعد أن سادنا الأمل عقب وقف الدعوة للانتخابات البرلمانية في اتاحة الفرصة للاستجابة لتعديلات المحكمة الدستورية بترو وباستجابة للمطالب المتوازنة للمواطنين بما يحقق أولا الاستقرار التشريعي وثانيا الشعور بالعدالة لدي فئات الشعب المختلفة من مسلمين ومسيحيين خاصة ما يتعلق باعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بصورة عادلة تعبر عن الخريطة الواقعية للسكان في الشارع المصري, كما اننا عانينا من عواقب التصريحات غير الواضحة الخاصة بمنح حق الضبطية القضائية للمواطنين في الشارع وما ترتب علي ذلك من ظهور بعض الجماعات التي تدعي لنفسها السيطرة علي هذا الحق وتنفيذه الي جانب انتشار أعمال البلطجة استنادا الي هذا الحق, واننا هنا نهيب بجميع المسئولين السياسيين في الدولة والبرلمان سواء كانوا في مواقع حكومية أو مواقع حزبية أن يرحموا شعب مصر من هذه التصريحات التي تؤدي الي المزيد من الفوضي في الشارع السياسي وهي الفوضي التي نأمل جميعا أن تتوقف خاصة مع بزوغ أمل جديد ظهر مع بدء عودة الحياة الطبيعية الي مدن القناة, واننا ندعو الجميع الي السعي لعودة الاستقرار دون ادخال الشعب في صفصطة سياسية ومحاورات عقيمة وتفاصيل قانونية هو في غني عنها ولا ينتظر سوي النتائج الحقيقية علي الأرض من عودة الأمن وعودة السولار وانخفاض أسعار الغذاء ووقف الأزمات واختيار الوقت المناسب لاصدار القرارات التي تمس المواطنين.