سؤال يراودني هذه الأيام, وأعتقد أنه يراود الكثير منا, وخاصة أمهات مصر, وأمهات شهدائها هل في هذه الظروف يمكن لأي أم أن تحتفل بعيدها. وهناك أمهات لشهداء كثيرين ومصر تنزف في شوارعها مع نزيف شهدائها, وأبناؤها يتصارعون في الشوارع ويقتل كل منهم أخاه بلا حرج أو ندم أو خوف من الله سبحانه وتعالي.. وكأن ذلك شئ طبيعي وكأننا في جبهة القتال نتصارع ونحارب العدو وليس في ميادين مصر؟ يتصارع شبابها وتنزف دماؤهم في الشوارع بدلا من تبرعهم بدمائهم لإنقاذ حياة المرضي فبالله عليكم ألم تشعروا بالحزن والخزي والأسي لما يحدث, ألم تروا دموع مصر, وهي تنزف دما, ألم يجرحكم هذا ويطعنكم جميعا في قلوبكم ووطنيتكم؟ هل يصعب إيقاف نزفها وتضميد جراحها؟ هل( الأنا) أصبحت تعلو علي مصلحة الوطن؟ هل تغيرنا إلي هذه الدرجة وضاعت دماء شهدائنا مثل الشهيد عبد المنعم رياض وغيره من أبطالنا وشهدائنا هباء؟ والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا نفعل في هذا اليوم وفي ظل هذه الظروف العصيبة حتي نقدر ونشارك أمهات الشهداء والأبطال والأرامل المكافحات من أجل الحفاظ علي أبنائهن وتربيتهم وتعليمهم حتي لايصبح نصف المجتمع أميا يتوه في شوارعها تغتاله أنياب الوحوش الآدمية. أطفال وشباب في شوارعنا يدمرون مصر لعدم شعورهم بانتمائهم لها لفقدانهم الرعاية والاهتمام بصحتهم وتعليمهم وفقدانهم أيضا القدوة التي يحتذون بها ويتعلمون منها المعاني الحقيقية لمفردات الكلمات التي منها إنكار الذات وتحمل المسئولية, التسامح والحرية التي هي قيد علي صاحبها وليست الحرية غير المسئولة ومن أجل إنقاذ مصر وعودتها( أم الدنيا) وليست جسدا ينزف لايجد من يضمد جراحه.. علي كل منا أن يمتنع في هذا اليوم عن أي عنف, وأن يعيد كل مصري سواء كان مسئولا أو معارضا أو لاينتمي لأي حزب سياسي النظر فيما سيأخذه من قرارات حتي تكون لصالح مصر.