البارسا يمرض ولكنه لا يموت, وطالما كان هناك تشافي وانييستا سيظل برشلونة قويا.. وفي ظل وجود الساحر ميسي ستبقي المتعة والجمال.. ولا خوف أبدا علي البلوجرانا. تجلت موهبة أسطورة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي, عندما انتشل فريق البارسا من النفق المظلم, وأعاده من بعيد لحجز مقعده بين الكبار في دور الثمانية, بعد أن قاد فريقه برشلونة لقلب خسارته أمام ميلان2/ صفر في سان سيرو الي الفوز بأربعة أهداف نظيفة في كامب نو, بعد أن كان أكثر التمتفائلين لا يعتقد بأن برشلونة سيكون قادرا علي تجاوز الميلان في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البارسا, بعد كبوته أمام ريال مدريد في كأس إسبانيا وسقوطه علي ملعبه وبين جماهيره, إضافة الي غياب المدير الفني فلانوفا للمرض حيث يقود الفريق حاليا المدرب العام رورا, وكان نجم البارسا ميسي في قمة توهجه في مباراة ستظل باقية وعالقة في الأذهان وتبرهن للجميع علي نجومية هذا الأسطورة, بعد أن بذل جهدا خارقا هجوما ودفاعا برغم كل ما تعرض له من إعاقة وضرب من أمام الحكم ومن خلفه, ولكنه كان بداخله إصرار وعزيمة علي الأخذ بيد البلوجرانا الي جوار الثمانية وتلقين الحاسدين والحاقدين درسا في أهمية ودور النجم.. كيف يكون وكيف يخدم فريقه!! استطاع اللاعب الأسطورة أن يعيد فريقه الي المربع صفر, بعد تسجيله الهدفين الأول والثاني في الشوط الأول, لتصبح النتيجة التعادل2/2, مما مهد الطريق لرفاقه لتسجيل الهدفين الثالث والرابع في الشوط الثاني, ليكسب الرهان علي لاعب ربما قد لا يتكرر في السنوات العشر المقبلة. لم تمض الدقيقة الخامسة من بداية اللقاء حتي كان ميسي آخذا بيد البرسا بافتتاح الأهداف بهدف أشبه بكرة اليد, عندما أسكن الكرة داخل الشباك دون أن يحرك لها حارس الميلان ساكنا نتيجة ركنها في الزاوية البعيدة, مما مهد الطريق للبولوجرانا ليفرض سيطرته وهيمنته علي مجريات اللقاء تماما بأسلوب التيكي تاكا محاصرا بطل ايطاليا في ثلث ملعبه الأخير, وبرغم تفوق الكرة الايطالية بطريقة الكاتنشيو الدفاعية إلا أنه لم يستطع كبح جماح إصرار ورغبة ميسي ورفاقه في قلب نتيجة الذهاب والعبور الي دور الثمانية. وقبل نهاية الشوط الأول ب6 دقائق, ترجم ميسي تفوق فريقه وتأكيدا علي استعادته لكامل تركيزه وقدرته علي التسجيل في أصعب الظروف والمواقف, حتي من خرم أبرة عندما سجل الهدف الثاني بتسديدة من علي حدود المنطقة مرت من بين قدمي مدافع الميلان لتتهادي داخل الشباك لتشعل ملعب كامب نو وسط001 ألف متفرج احتفالا وصخبا.. بل كان برشلونة قادرا علي تسجيل هدف ثالث لولا تصدي الحارس والعارضةلتسديدة من انيستا. وبرغم تفوق البرسا إلا أن القدر كان رحيما بجماهير كامب نو عندما تصدي القائم لفرصة هدف قاتل في الدقيقة83 عندما انفرد الفرنسي مباي نيانج بالحارس فيكتور فالديز ولكنه سددها زاحفة لترتد من القائم قبل أن يسجل ميسي الهدف الثاني, ولو سكنت هذه الكرة الشباك لربما دفع برشلونة الثمن غاليا. ولم يختلف الوضع كثيرا مع بداية الشوط الثاني عن بداية سابقه, حيث ظل ميسي علي تألقه وتوهجه صال وجال كثيرا وتعرض للضرب والعرقلة في محاولات يائسة من لاعبي الميلان لارهابه والحد من خطورته, ولكنه كان متعملقا في كل تحركاته وخطواته وتمريراته وتسديداته, وجانبه الحظ في تسجيل الهاتريك عندما تلاعب بدفاع الميلان ولكنه سدد الكرة ضعيفة في يد الحارس, حتي الدقيقة55 عندما أعلن ديفيد فيا عن تواجده وهو الغائب من بداية اللقاء بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة إثر تمريرة سحرية من الثنائي المتألق دائما كالعادة انييسا الي تشافي الي فيا ليسكنها داخل الشباك في الزاوية البعيدة عن الحارس. واستغل برشلونة الدفعة المعنوية والحماس البالغ في المدرجات وأمام الشاشات وشدد من ضغطه, إلا أن مدرب الميلان فطن أخيرا لقوة برشلونة في وسط الملعب فألقي بكل أوراقه, علي أمل تسجيل هدف يقتل به أحلام جماهير البارسا متخليا عن طريقته الدفاعية, وفرض حصار ضاغط علي برشلونة في الدقائق العشر الأخيرة, وكاد الارتباك أن يتسبب في الخطأ الممنوع في مثل هذه الدقائق, الي أن وجه خوردي ألبا الصفعة, بل الضربة القاضية, لينهي أحلام الميلان بتسجيله الهدف الرابع في الوقت بدل الضائع من هجمة مرتدة سريعة نموذجية يمررها اليكسيس لتضع ألبا وجها لوجه مع الحارس ابياتي قبل أن يضع الكرة بجوار قدمه اليسري داخل المرمي معلنا صحوة برشلونة وموجها انذارا شديد اللهجة لباقي المنافسين في دور الثمانية