محاولات الاختراق وتهريب السلاح الإيرانية لليمن ينبغي أن تثير بعض القلق هنا في القاهرة. آخرها توقيف المدمرة الأمريكية فاراجوت لسفينة إيرانية تحاول تهريب أسلحة صينية إلي اليمن, بعدما أخفتها في مخبأ بقاع المركب, خرقا لخطر تصدير السلاح المفروض علي طهران من مجلس الأمن, وعلي أن إيران كما شاع عالميا لها نحو30 ألف عميل حول العالم, كما أنها تحاول باستمرار التدخل وتغيير النظم عبر الحرس الثوري( تدريبا وتسليحا وتحريضا), إلا أن محاولات اختراق اليمن دوما لها مدلول مغاير وإضافي, إذ التقت إيران وليبيا/القذافي منذ سنوات علي إضعاف السعودية وإثارة المتاعب لها باستخدام اليمن وتغلغل الجاليات اليمنية في شبه الجزيرة.. المملكة هي القطب الأكبر الذي يقاوم إيران في الخليج, وهنا كان سعي طهران وطرابلس الغرب إلي التأثير في الحوثيين وبعض الجماعات ذات التوجه الشيعي في اليمن وسلطنة عمان, بغرض إزعاج المملكة, وسعت المخابرات الليبية إلي تجنيد أناس من قبائل الصومال دفعت بهم إلي اليمن بعد تدريبهم وتمويلهم لإثارة القلاقل للرياض وليست تلك التجمعات الشيعية وشبه الشيعية هي فقط المستهدفة بالاختراق الإيراني, ولكن تنظيم القاعدة في اليمن( علي كونه تيارا سنيا سلفيا) هو كذلك مستهدف لاستخدامه ضد السعودية, وإن كانت إيران تفعل بمقدار محسوب لأنها تخشي القاعدة الذي يحاربها في سوريا وتحاربه في( جماعات النصرة).. ولكن ما علاقة مصر بهذه المسألة؟ الإجابة ببساطة لو أصبح لإيران موطئ قدم عند قبائل اليمن وقامت بتزويدهم بالسلاح( كما تفعل الآن) وتخزينه علي نحو تزيد مراكماته, فإن ذلك قطعا وعلي نحو مباشر سيؤثر علي أمن سيناء والبحر الأحمر والسودان وإريتريا, لا بل وسوف يهدد أمن قناة السويس لو احتاج الأمر إلي ذلك كل تلك الاحتمالات تهدد أمن مصر القومي( إذا كانت تلك الكلمة مازالت تعني شيئا للمصطخبين علي الساحة المصرية).. وربما احتاج هنا إلي الإشارة كذلك إلي تأثير أمن اليمن والأوضاع السياسية فيه علي استطاعة مصر التحكم في مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر, والذي تمكنت القوات البحرية المصرية بالتنسيق مع صنعاء من إغلاقه إبان1973, في واحد من أهم المعالم الاستراتيجية لتلك الحرب الخالدة.