عميد «بيطرى دمنهور» يقدم نصائح لذبح الأضحى بطريقة آمنة فى العيد    البيت الأبيض يريد معرفة رأي الصين في مقترحات بوتين للسلام    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي من لواء جفعاتي    كولر يصدم القندوسي.. ولجنة التخطيط تكشف مستقبل موديست مع الأهلي    سيف زاهر يكشف حقيقة عرض خيالي ل إمام عاشور.. وموقف الأهلي    بشرى سارة بشأن حالة الطقس في أول أيام عيد الأضحى.. تعرف عليها    من جديد معجب يطارد عمرو دياب في حفله ببيروت..ماذا فعل الهضبة؟ (فيديو)    يورو 2024.. ساوثجيت: عبور دور المجموعات أولوية إنجلترا    رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصرى بعيد الأضحى المبارك    وانكشف الإدعاء على الرئيس مرسي .. "السيسي" يمنح الإمارات حق امتياز قناة السويس ل 30 عاما    رياضة الغربية: ساحات مراكز الشباب تستعد لإقامة صلاة عيد الأضحى    يورو 2024 – هاري كين: نحن هنا للفوز باللقب في النهاية    وزيرة الهجرة: تفوق الطلبة المصريين في الكويت هو امتداد حقيقي لنجاحات أبناء مصر بمختلف دول العالم    خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى في القاهرة والجيزة | فيديو    أخبار الفن: المشاهير يؤدون مناسك الحج.. الهضبة يحيي حفل بالأبيض فى لبنان.. وتفاصيل البوكس أوفيس لأفلام عيد الأضحى الأربعة بدور العرض    الشرطة الإسرائيلية تعتقل 5 من المتظاهرين في تل أبيب    سنن صلاة عيد الأضحى المهجورة..تعرف عليها    خطوة بخطوة .. تعرف علي ما سيفعله الحاج يوم العيد    وكيل صحة دمياط يتفقد العمل بمستشفى الحميات: العاملون ملتزمون بمعايير مكافحة العدوى    10 نصائح من معهد التغذية لتجنب عسر الهضم في عيد الأضحي    وفد وزارة العمل يشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    ازدلاف الحجيج إلى المشعر الحرام    خادم الحرمين وولي العهد يبعثان برقيات تهنئة لقادة الدول الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    بهاء سلطان يطرح أغنية «ننزل فين» تزامنا مع عيد الأضحى    أمين الفتوى بقناة الناس: رسول الله بلغ الغاية فى حسن الظن بالله    أصغر من 6 لاعبين.. مدرب برايتون الجديد يحقق أرقامًا قياسية في الدوري الإنجليزي    بعد إعلان وفاته.. ما هي آخر جائزة حصل عليها ماتيا ساركيتش؟    «مكنش معايا فلوس للأضحية وفرجت قبل العيد» فهل تجزئ الأضحية دون نية    الزراعة: متبقيات المبيدات يفحص 1500 عينة منتجات غذائية.. اليوم    «الصحة السعودية»: تقديم الرعاية لأكثر من 112 ألف حاج وحاجة حتى وقفة عرفات    محافظ أسوان يتابع تقديم الخدمات الصحية والعلاجية ل821 مواطنًا بإدفو    مجدي بدران يقدم 10 نصائح لتجنب الشعور بالإرهاق في الحر    بمناسبة صيام يوم عرفة، توزيع وجبات الإفطار للمسافرين بالشرقية (فيديو وصور)    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج إعداد معلمي رياض الأطفال ب«تربية القاهرة للطفولة المبكرة»    الأوقاف: خطبة العيد لا تتعدى 10 دقائق وتوجيه بالتخفيف على المصلين    ما أسباب تثبيت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة؟.. خبير اقتصادي يجيب    موعد صلاة العيد 2024 في الأردن.. اعرف الأماكن    رونالدينيو: لن أشاهد البرازيل في كوبا أمريكا    الإسماعيلى متحفز لإنبى    ماهر المعيقلي خلال خطبة عرفة: أهل فلسطين في "أذى عدو سفك الدماء ومنع احتياجاتهم"    "الخضيري" يوضح وقت مغيب الشمس يوم عرفة والقمر ليلة مزدلفة    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    نقل حفل كاظم الساهر من هرم سقارة ل القاهرة الجديدة.. لهذا السبب    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثالث من يونيو 2024    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    جورج كلونى وجوليا روبرتس يشاركان فى فعالية لجمع التبرعات لحملة بايدن    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    نزلا للاستحمام فغرقا سويًا.. مأساة طالبين في "نيل الصف"    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 يونيو 2024    المشهد العظيم في اليوم المشهود.. حجاج بيت الله يقفون على جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم    هالة السعيد: 8.6 مليار جنيه لتنفيذ 439 مشروعا تنمويا في البحيرة بخطة عام 2023-2024    «التموين»: صرف الخبز في المدن الساحلية دون التقيد بمحل الإقامة المدون بالبطاقة    «تقاسم العصمة» بين الزوجين.. مقترح برلماني يثير الجدل    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير منظمة الصحة العالمية يكشف بالأرقام:
فيروس سي خارج السيطرة الطبية
نشر في الأهرام اليومي يوم 08 - 03 - 2013

حين تحاور الدكتور علاء علوان مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط حول الحالة الصحية للمصريين فأنت في حيرة.. وحتما سيكون السؤال: من أين تبدأ؟
تبدأ الحوار من فيروسات الكبد التي تلتم الأكباد, لدرجة أن نحو12 مليونا يحملون الفيروسات بالفعل؟.. أم تبدأ من الأمراض الشائعة التي تهددهم مثل أمراض القلب, والأوعية الدموية, والسكري, والسرطان, وأمراض الرئة المزمنة, وهي المسئولة عن50% من حالات الوفاة؟.. أم تفتح معه ملف المستشفيات بمشاكلها المالية, وإمكاناتها المتواضعة؟.. أم تناقشه في العادات الغذائية الضارة ونقص الوعي الصحي؟.. أم تفتح معه ملف الاكتئاب الذي أصاب المصريين بسبب العوامل النفسية والظرف السياسية التي تمر بها البلاد؟.. في الحقيقة ناقشناه في كل ذلك.. فتحنا معه ملف الحالة الصحية للشعب المصري صفحة صفحة.. وإلي التفاصيل:
ما الدور الذي تقوم به منظمة في منطقة الشرق الأوسط؟.. وما القضايا الصحية التي تضعونها في مقدمة أولوياتكم؟
- د. علاء علوان: منظمة الصحة العالمية هي إحدي منظمات الأمم المتحدة, وتهتم بالعمل الصحي العالمي, وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف تم تقسيم العالم إلي6 أقاليم هي إقليم شرق المتوسط, والإقليم الإقريقي, والأوربي, والأمريكي, وجنوب شرق آسيا, وغرب المحيط الهادي,, ومن ثم يختص مكتب إقليم الشرق الأوسط- ومقره القاهره- بأحوال الصحة في جميع الدول العربية بالإضافة إلي باكستان, وأفغانستان, وإيران, ويستثني من ذلك موريتانيا والجزائرحيث يتبعان الإقليم الإفريقي.
5 أولويات صحية
ونتيجة لدراسات عميقة أجرتها المنظمة خلال العام الماضي حول الوضع الصحي لإقليم الشرق الوسط, وخاصة الدول العربية, والتحديات التي تواجهها الأنظمة الصحية في مواجهة الأمراض المختلفة, قررنا التركيز علي5 أولويات صحية تواجه الإقليم, ومنه الأمراض غير السارية وتشمل أمراض القلب, والأوعية الدموية, والسكري, والسرطان وأمراض الرئة المزمنة, لاسيما أنه تبين لنا عبر دراسات مستفيضة أنها تمثل السبب الرئيس للوفيات في كافة الدول العربية بلا استثناء, وهذه المجموعات الربع من الأمراض قاتلة, وهي تمثل أيضا سببا رئيسيا في العجز, والوفاة المبكرة.. وهناك4 عوامل خطيرة تؤدي إلي الإصابة بالامراض السالف ذكرها يأتي في مقدمتها التدخين, والتغذية غير الصحية, والخمول البدني, واستعمال الكحول علي نحو ضار.
وتكشف الإحصاءات أن ما لا يقل عن30% من المصريين البالغين مصابون بارتفاع ضغط الدم, بسبب التوتر الذهني المستمر, والعوامل النفسية, والظروف المحيطة, لكن السبب الأساس في الإصابة به هو العادات الغذائية غير الصحية, وقلة النشاط البدني, كما أن ارتفاع ضغط الدم يعد سببا رئيسيا في الإصابة بأمراض القلب, والسكتات الدماغية, يضاف إلي ذلك أن نحو20% من المصريين- علي أقل تقدير- مصابون بداء السكري.
وقد تبين لنا إن أكثر من60% من النساء المصريات مصابات بداء السمنة, وتتركز نسبة البدانة والسمنة المفرطة في المناطق المصرية مدنية الدخل, عن المجتمعات الغنية, وهناك علاقة مؤكدة بين الفقر والأمراض غير السارية( أمراض القلب, والأوعية الدموية, والسكري, والسرطان, وأمراض الرئة المزمنة).
قلت: لماذا تنتشر تلك الأمراض في المناطق المصرية الفقيرة عن مثيلتها الغنية داخل الدولة؟
مدير منظمة الصحة العالمية: الأسباب واضحة, ففي هذه المناطق الفقيرة تغيب الثقافة الصحية, ويلجأ السكان إلي تناول الغذاء غير الصحي, بالتركيز علي تناول النشويات والدهون, والسكريات, والأغذية رخيصة الثمن, وتجهل الأطعمة الصحية اأخري, كالفاكهة, والخضروات.
قد توصلت دراسات المنظمة إلي إنخفاض نسبة الإصابة بالأمراض المعدية, فيما ارتفعت معدلات الإصابة بأمراض القلب, والأوعية الدموية, والسكري, والسرطان, وأمراض الرئة المزمنة, وهذه الأمراض مسئولة عن أكثر من50% من حالات الوفاة في مصر, و70% في دول الخليج, والسبب يرجع كما ذكرنا إلي التدخين, والسمنةن وقلة النشاط البدني, كما أن أعلي نسبة إصابة بالسكري موجودة في العالم العربي, ذلك أن السكان لا يمارسون الرياضة, ولا يبذلون القدر الكافي من النشاط البدني الذي يحرق الغذاء, ويحوله إلي مواد مفيدة للجسم, وبالتالي أصبح إقليم الشرق الأوسط من أكثر أقاليم العالم التي تعاني من الخمول, وقلة النشاط البدني.
نواجه تحديات كبيرة في التصدي لالتهاب الكبد الوبائي والبلهارسيا ووفيات الأطفال بسبب الإسهال
وقد نجحنا في السيطرة علي الأمراض المعدية, لكن لا تزال لدينا مشكلة في مكافحة الأمراض السارية( الفيروسية), مثل التهابات الكبد الوبائي, والبلهارسيا, وأمراض الإسهال لدي الإطفال, صحيح أننا حققنا تقدما كبيرا في خفض وفيات الأطفال والأمهات, لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لكي نحقق قدرا أكبر في خفض وفيات الأطفال في العالم العربي, والذين يلقون حتفهم بسبب الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي.. وقد توصلنا في منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إلي أننا نحتاج إلي تكثيف الجهود في10 دول لمكافحة وفيات الأطفال, كما نحتاج إلي ضرورة الإسراع في وتيرة العمل لخفض هذه المعدلات.
والإيدز؟
د. علوان: توصلت دراساتنا حول معدلات الإصابة بمرض الإيدز في العالم العربي, إلي أن إقليم الشرق المتوسط يحتوي علي أقل عدد من المصابين بالإيدز, ولكن ذلك لا يدفعنا للإطمئنان, فخلال السنوات العشر الماضية اكتشفنا أن عدد المصابين أقل لكن نسبة الزيادة في الإصابة بالفيروس القاتل أعلي بالمقارنة مع الإقليم الإفريقي, أي أن أعداد المصابين بالإيدز يتزايدون باستمرار في إقليم شرق المتوسط.. وترجع الزيادة في نسب الإصابة بالإيدز إلي نقص الوعي الصحي, كما أن برامج الواية تحتاج إلي دعم, حيث يتم اكتشاف ما بين10% و20% من معدلات الإصابات بفيروس الإيدز القاتل, بحيث يظل نحو80% مصابين بالفيروس لكن لا أحد يعرف عنهم شيئا, ولا يذهبون للعلاج من ذلك الفيروس الذي ينتقل عبر الاتصال الجنسي أو بالحقن أو نقل الدم, أو ربما عن طريق الأم لوليدها.
أما لماذا تحظي الدول العربية بأقل نسبة من المصابين بالإيدز, فذلك يرجع في رأي الدكتور علاء علوان مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط- إلي العفة, والأخلاق, ونبذ العالم العربي للعلاقات المحرمة, والرذيلة, وهذا هو السبب في أن لدينا اقل معدلات من المصابين, لكن من المؤسف أن نسبة الزيادة في الإصابة بالفيروس القاتل ارتفعت خلال العقد الماضي, الأمر الذي يستلزم نشر الثقافة الجنسية السليمة التي تتوافق مع روح الشريعة والدين, والأخلاق, والتراث, فضلا عن ضرورة التوعية بطرق الوقاية من الإصابة بالإيدز.
تذهب التقديرات إلي أن ما بين18 و21 مليون مواطن مصري مصابون بالتهاب الكبد الوبائي.. فكيف تقرأون هذه الأرقام؟
د. علوان: هناك نحو500 مليون مواطن حاملون لفيروسات الكبد علي المستوي العالمي, بينما تسجل الإحصاءات أن نحو17 مليونا في23 دولة عربية حاملون للفيروسات الكبد, وكلها نسب تقديرية, لأننا إذا اردنا الوصول معدلات الإصابة الحقيقية نحتاج إلي إجراء تحاليل لكافة السكان, فيما تذهب التقديرات إلي أن عدد الحاملين فيروسات الكبد في مصر يترواح بين8 ملايين و12 مليون شخص.. وقد توافقنا مع وزارة الصحة المصرية منذ3 سنوات علي برنامج وطني لمكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي, ويمكن أن تلعب المنظمة دورا مهما في هذا المجال بسبب اتساع علاقاتها, وصلاتها القوية بالخبراء في الطب من أوروبا, والوكالة الدولية لمكافحة الأمراض, ومن ثم فهي تقدم خبراتها للدول المختلفة في هذا المجال, ومن الإنصاف المهني والعلمي والطبي والإخلاقي أن نؤكد علي نجاح وزارة الصحة المصرية في التصدي ل فيروسB, وهناك لقاح ممتاز, ويحقق نتائج ممتازة, وننصح بإعطاء جرعة خلال24 ساعة بعد الولادة, لتجنب الإصابة بالفيروس, أما فيروسc فلم يتوصل العلم الحديث لأية لقاحات له حتي الآن, والحقيقة أن وزارة الصحة المصرية تكاد تكون الجهة الرسمية الوحيدة التي تقدم علاج لفيروسات الكبد بالمجان في العالم كله.. ومن الثابت علميا انه لا يوجد دواء يقضي علي الفيروسات نهائيا, هناك أدوية تؤدي إلي وقف حدة نشاط الفيروس, لكن لا توجد أدوية تقضي عليه, ومن المهم الوقاية, والتوعية بطرق الإصابة, وسبل التعامل معها.
تحديات الصحة العالمية
في تقديركم.. ما أبرز التحديات التي تواجه المنظمة في مسيرتها نحو تحسين الوضع الصحي في العالم؟
هناك تحديات كثيرة, منها التمويل, فيما تحظي المنظمة بشبكة من الخبراء والأطباء الأكفاء المعروفين علي مستوي العالم, كما أننا نتعاون مع وزارات الصحة في مختلف البلدان, وتربطنا بها علاقات تعاون قوية, ومتميزة, ومثمرة, كما تتفاعل المكاتب الإقليمية للمنظمة مع هذه الوزارات بشكل يومي, لكن هذا التعاون وحده لا يكفي, فهناك إجراءات يجب اتخاذها من جانب الجهات غير الصحية, فمثلا, يمكن أن تلعب وزارات المالية دورا مهما من حيث فرض الضرائب حول التبغ, لتقليل نسبة المدخنين, ومن ثم تقليل معدلات الإصابة بأمراض القلب, والرئة, كما تقع علي وزارات الصناعة مهمة مراقبة التصنيع, ومكافحة التصنيع الغذائي غير الصحي, أما وزارات الرياضة فمهمتها ضرورية في التوعية بأهمية النشاط البدني, وتوفير الأدوات والمنافذ التي تساعد الناس علي ممارسة الرياضة, فيما تقع علي وزارات الزراعة في العالم مهمة توفير الغذاء غير الضار, وغير المعالج كميائيا,, تقليل الاعتماد علي المبيدات في مكافحة الآفات, إلي جانب الدور المهم الذي يجب أن تقوم به الوزارات المعنية بشئون البيئة والتي تقع عليها مسئولية الحفاظ علي البيئة من التلوث, وضمان بيئة نظيفة وصحية للسكان, وبالتالي فإن مهمة الحفاظ علي الوضع الصحي, ومكافحة الأمراض ليست مسئولية المنظمة ووزارات الصحة وحدها, لكنها تحتاج إلي تضافر وتعاون جميع الوزارات مع منظمة الصحة العالمية لضمان الوصول إلي نتائج مرضية حول تحسين الأوضاع الصحية للمواطنين في مختلف البلدان التي تشملها مكاتب منظمة الصحة العالمية في العالم أجمع.
احتفلت منظمة الصحة العالمية قبل6 سنوات بخلو مصر من فيروس شلل الأطفال.. فيما تم العثور علي الفيروس قبل ايام في مياه الصرف الصحي بمنطقتي السلام والهجانة بالقاهرة.. غلي اي مدي يشكل ظهور هذها الفيروس خطورة علي الأطفال المصريين.. وهل هناك احتمالات لوجود إصابات جديدة؟
د. علاء علوان: علي مدي العقود الأخيرة وجهت الحكومات المصرية المتعاقبة جهودا لمكافحة هذا المرض الذي يتسبب لضحاياه في الإعاقة مدي الحياة, وقد أمكن- من خلال أكثر من مئة ألف من العاملين الصحيين والممرضات و13 ألف مراقب صحي وعشرات الآلاف من شباب المتطوعين- الوصول إلي كافة الأنحاء في القري والنجوع والمناطق العشوائية والمدن الكبري والمناطق النائية لتحقيق نسبة التطعيم المستهدفة والتي تتجاوز95% وتصل الي جميع الأطفال دون الخامسة. وقد كان لوعي الأهالي وأولياء الأمور وتعاونهم مع فرق التطعيم وحرصهم التام علي تطعيم أطفالهم دور بالغ في انجاح حملات التطعيم وتفعيلها وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
أما مخاطر من عودة مرض شلل الأطفال إلي مصر مرة أخري فهي موجودة وقائمة, وإن كانت احتمالات عودته بعيدة, والسبب في ذلك يرجع إلي حملات التطعيم الناجحة والمكثفة التي تطلقها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية, وتكمن المخاطر من عودته في وجود الإصابة في3 دول هي باكستان, وافغانستان, ونيجيريا, علي الرغم من النجاح الباهر الذي حققه البرنامج العالمي لاستئصال شلل الأطفال في مصر والشرق الأوسط, بل والعالم أجمع, باستثناء هذه الدول الثلاث, وبرغم الجهد المبذولة في محاصرة فيروس الشلل بحملات التطعيم المسترة, إلا أن دولة الصين سجلت حالة إصابة بشلل الأطفال في العام الماضي بسبب عدوي وافدة من باكستان. ومن ثم فإن مخاطرظهور حالات إصابة بشلل الأطفال في اي دولة لا تزال قائمة مادام الفيروس موجودا في الدول الثلاث( باكستان, وأفغانستان, ونيجيريا), ومن ثم فإن الرصد المستمر للفيروس يشكل اهمية كبير علي خط المواجهة, ومن الواجب هنا أن اشيد ببرنامج الترصد المصري الذي لولاه لما استطعنا العثور علي فيروس شلل الأطفال في مياه المجاري بمنطقتي الهجانة ودار السلام. مؤكدا أنه لم يتم تسجيل حالة بالفيروس في مصر حتي الآن, بالرغم من العثور عليه في مياه الصرف الصحي بمنطقتي الهجانة ودار السلام
لديكم برنامج لمكافحة التدخين في العالم بشكل عام, وفي إقليم شرق المتوسط بشكل خاص؟.. إلي أي مدي نجح هذال البرنامج في تحقيق اهدافه؟
البرنامج نجح إلي حد ما في الحد من التدخين, ولكننا نحتاج غلي تضافر الأجهزة المسئولة في الدول لاتخاذ إجراءات فعالة في مكافحة التدخين, ومن بينها فرض الضرائب علي التبغ, وعدم الترويج له, ونشر الحملات التوعوية, والتثقيف الحصي بشأن مخاطر التخدين علي صحة الإنسان, إلي جانب تقديم الخدمات المعاونة للإقلاع عن التدخين, وفي هذا الصدد نشيد بجهود الحكومة المصرية في فرض الضرائب علي التبغ, لأن ذلك يمكن أن يسهم في الحد من التدخين.. فمازال التبغ يحصد أرواح6 ملايين شخص تقريبا في كل سنة, من بينهم600 ألف شخص من غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ.
هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تنتقل من بلدل إلي آخر, ومن دولة إلي أخري.. فتعبر القارات دون جواجز.. في تقديركم ما هي هذه الأمراض.. تقديركم.. وكيف يمكن تجنبها؟
مدير منظمة الصحة العالمية: هناك أمراض عديدة يمكن أن تنتقل عبر المسافرين من وإلي مختلف مناطق العالم, وحتي داخل الدول ذاتها, من بين تلك فيروس الانفلونزا, والفيروسات التي قد تصيب الجهاز التنفسي مثل الفيروس التاجي المعروف باسم كرونا, وله علاقة جينية بفيروس سارس الذي ضرب العديد من الدول قبل سنوات, ومن مخاطره أنه يصيب الجهاز التنفسي, ويؤثر علي العديد من أجهزة الجسم الأخري ويسبب قصورا أو عجزا في وظائف الكلي, ويمكن أن يؤدي للوفاة, فإذا لم يتم التعامل معه وتشخيصه بسرعة قد تزداد مضاعافاته, وحتي الآن, تم التأكد من إصابة9 حالات بعدوي الفيروس, وقد اكتشفت حالتان في الأردن, وخمسة حالات في المملكة العربية السعودية, وحالتان في قطر. وتوفي خمسة من هؤلاء المرضي, كما تم اكتشاف مجموعتين, واحدة داخل أسرة في الرياض, بالمملكة العربية السعودية, والثانية بين العاملين في مجال الرعاية الصحية في مستشفي في الأردن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.