عد مشوار طويل في شارع النجاح, يقف مفيد فوزي أمام شجرة الذكريات يشهد علي العصر والأحداث التي عاشها في أحدث مؤلفاته نصيبي من الحياة يبوح الكاتب الكبير بخبرات العمر من سعادة وتعاسة وصدمات وكدمات وصداقات.. ب يتذكر من علموه فن الحياة وأسرارها وعمالقه يندر ان يجود الزمان بمثلهم مثل الأساتذة أحمد بهاء الدين ومحمد حسنين هيكل وفتحي غانم لعبوا أدوارا مهمة في حياته.. اطلالة علي الكتاب تكشف ان مفيد فوزي اراد ان يعرف الناس الأنسان الحساس بداخله.. الذي يحب ويكره ويغضب ويرسم صورة بالكلمات وبعدها يدخل كهف الصمت. يطوف مفيد فوزي بالقارئ ابتداء من سنوات الطفولة عبر تعارف بالأسرة وأشقائه وما يذكره عن تلك المرحلة من انه كان تلميذا غير متفوق ولكنه فضوليا يتفوق فقط في الكلام ومعرفة اللغة الانجليزية بشهادة مدرسيه وشغفه بلعبة كرة القدم والاستمتاع بتعليق الكابتن محمد لطيف! كان مفيد فوزي في فجر الصبا مقبلا علي قراءة الكتب من جميع انواع المعارف محبا للغة العربية مما جعله يوجه بوصلة اهتمامه وقتها لعمل مجلات الحائط واولها مجلة باسم شمس الفكر وفي سنوات التكوين الثقافي والفكري هذه تفتحت عيناه علي كتب سلامة موسي وكتابات محمد التابعي في مجلة آخر ساعة. ويعترف مفيد ان علاقته بوالده الموظف في وزارة الصحة لم تكن جيدة لان عقابه لمفيد كان مبرحا والدته كانت حنونة جدا واسمها مريم وكانت تشجعه علي القراءة وشراء الكتب, وكان والده يرغب في ان يصبح ابنه معلما جيدا وأمه تدفعه لدراسة ما يعشقه هو مما شكل صراعا في الإرادات بين الوالدين بين جفاف رهيب وحنان شديد. وجاء مفيد فوزي من بني سويف للالتحاق بكلية الآداب جامعة القاهرة وسكن مع خالته في شقتها بشارع رائف المتفرع من الترعة البولاقية بشبرا مصر وتعلم أول درس عملي في الحياة وهو الا ينبغي ان ينبهر بمظاهر الحياة العامة في الجامعة وانه قادم من بيئة متوسطة ومحافظة تعرف العيب. وعند الفرقة الثانية من الدراسة انقطع مفيد فوزي عن الدراسة لمدة عامين كان يذهب خلالها إلي كازينو الكوبري محل شيراتون القاهرة الآن وهناك كان علي موعد مع الحظ عندما تعرف علي صائد المواهب المعروف باسم كامل الشناوي الذي اعجب به وعرفه علي بليغ حمدي وصلاح جاهين وقتها كما تعرف علي عدلي فهيم الذي قدمه إلي حسن فؤاد في روز اليوسف ومن هنا بدأ مشوار مفيد فوزي الفعلي مع الصحافة والإذاعة ثم التليفزيون. حنان الزميلة الصحفية في مجلة نصف الدنيا فيقول بدأ التعارف بيننا في الأقصر واستمرت قصة الحب بالقاهرة وتوجت بالزواج بعد أن تم الزفاف عام1986 علي احد المسارح بدعوة من الفنانة نادية لطفي التي كانت تقوم ببطولة المسرحية من اخراج حسين كمال. ويتحدث مفيد عن رحلة النجاح في عمله بعد أن التحق بمجلة صباح الخير, حيث كان للكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين دور مهم في حياته لايستطيع ان ينكره وحسب تعبير مفيد يقول انه أي بهاء الدين هو الذي أعطاني كل هذا الكيان والفهم وعلمني كيف أفكر ولا أنسي نصيحته لي لاتكن بهاء الدين, ولاتكن كامل زهيري ولا صلاح عبدالصبور.. كن فقط مفيد فوزي. ويأخذنا مفيد فوزي معه إلي التعرف علي مشواره في السياسة وكذلك المعارك الصحفية التي خاضها فيقول لم أكن مهتما بالسياسة بالمعني الفلسفي الذي يعني اللعب علي كل الأوتار لكنني عبرت طول عمري عما أحسه وكتبت ما اعتقده وقدمت في التليفزيون ما أراه وبالتالي لم أندم علي ماكتبته.. لكني ندمت علي أيام عشتها ولا أعلم ما يدور في الكواليس. وفي شهادته للمشهد السياسي الحزين الراهن في مصر يقول مفيد فوزي ان الأشكالية التي تعرضت لها ثورة25يناير هي وقوعها في كمين الائتلافات.ومن أشهر معارك مفيد فوزي عندما تصدي للهجمة الشرسة عليه بعد أن التقي في باريس مع الفنانة سعاد حسني واعترفت له بزواجها بعقد عرفي من العندليب عبدالحليم حافظ شهدت عليه شقيقتها المطربة نجاة ومحمد شبانة شقيق عبدالحليم وبعد أن نشر مفيد القصة في صباح الخير أتهمه البعض بالفبركة والتأليف ومن سوء الحظ ان حريقا شب في شقة مفيد والتهم شريط التسجيل الذي كان عليه حديث السندريللا!