داخل العربة السابعة بالقطار السياحي المتجه من القاهرة الي اسوان كان العشرات من الركاب قد بدأوا في الاستعداد لتلك الرحلة الشاقة التي تستغرق اكثر من18 ساعة وبدأوا يتجاذبون اطراف الحديث ولكن فجأة تحولت العربة الي صراخ وعويل من السيدات والاطفال في الوقت الذي كان يحاول فيه أزواجهم تهدئة روعهم ولكن كيف يتسني لهم ذلك وقد رأوا بأعينهم دماء تسيل داخل العربة ورقبة تفصل عن الجسد ووقف الجميع مشلولي اليدين والقدمين لايستطيعون الحركة والقاتل يحاول الهروب ولكن سرعان ما تمكن ضباط شرطة النقل والمواصلات من القبض عليه لتنكشف ملابسات تلك الجريمة البشعة التي لن تمحي من ذاكرة ركاب تلك العربة بقطار الصعيد. احمد شاب في العقد الثالث من عمره لم ينال حظه من التعليم ومات ووالداه وهو لم يبلغ العاشرة من عمره فبدأ يسعي لتربية اشقائه الثلاثة الذين ليس لهم مأوي او مورد رزق فبدا ببيع بعض السلع بمحطات السكك الحديدية وخاصة في القاهرة ورمسيس ولكن ما كان يتحصل عليه يوميا لم يكن ليملأ بطون اشقائه الثلاثة فنصحه زملاؤه بأن يتنقل للبيع داخل عربات القطارات كالزرق فيها اوفر واكثر من المحطات وبالفعل وافق وبدأ بالتحديد منذ ثلاثة اشهر يتنقل في تلك العربات بين القطارات السياحية وبدات تزيد امواله بصورة ملحوظة واعلن لاشقائه بانه سوف يغادر المنزل لايام في رحلات القطارات التي لا تتوقف واستجاب الصغار بعد ان عهد الي جارتهم بان تكون معهم خلال ايام غيابه فكان يحضر اليهم مرة كل اسبوع فهم سعداء بتلك الحياة فعلي الرغم من غيابه إلا أنه لم يكن يبخل عليهم بشئ وبدا بتحسين اوضاعهم في الماكل والملبس وعلي الرغم من تعبه الشديد الا انه لم يكن يشعر به فهو يلبي متطلبات اشقائه الصغار ولحسن خلقه كان ركاب القطارات يعطفون عليه ويعطونه من اموالهم دون ان يطلب فلقد كان دمث الخلق عفيف اللسان ولكن ذلك اثار حقد أقرانه وخططوا للتخلص منه اكثر من مرة ولكنهم في كل مرة كانوا يفشلون فكان ينقذه رجال شرطة النقل والمواصلات حيث حاولوا قتله اكثر من مرة علي رصيف محطة رمسيس ومحطة الجيزة ولكن يقظة رجال الامن حالت دون تنفيذ مخططهم الدنئ ولكنهم قرروا ان يتخلصوا منه هذه المرة داخل عربة القطار فقام احدهم بافتعال مشاجرة معه داخل العربة بسبب الخلاف علي البيع داخل القطار وطلب منه النزول لكنه رفض وما كان منه الا ان انهال عليه طعنا بسكين ولم يكتف بذلك بل قام بذبحه وفصل رقبته عن رأسه وسط صراخ الركاب وحاول الهروب وفشل الركاب في ضبطه ولكن سرعان ما نجح ضباط محطة الجيزة باشراف اللواء يسري خليفة مدير مباحث النقل والمواصلات من القبض عليه واقتادوه الي قسم شرطة الجيزة ليدلي باعترافات تفصيليه عن جريمته والتخطيط لها بالاشتراك مع زملائه لكنهم هجروا المحطة وتركوه وحيدا لانهم خططوا الا انه كان صاحب التنفيذ. داخل قسم شرطة الجيزة وقف القاتل يتذكر تلك اللحظات العصيبة ويؤكد انه حتي الان لا يصدق انه فعل ذلك فقد كان يريد تأديب احمد وقال إنه يحصل علي جميع الاموال من الركاب وكنا نعود انا وزملائي وليس معنا من الاموال الا القليل فتناولنا المخدرات داخل المحطة واتفقنا علي قتله ولانني كنت قد تناولت كمية كبيرة من اقراص الترامادول والتي احدثت نشوة بي وقوة غير متوقعة قمت باحضار السكين ووضعتها داخل ملابسي وعقدت العزم علي التخلص منه ولانني كنت تحت تاثير المخدرات لم اكن ابالي بصرخات الركاب ولم يستطيعوا اللحاق بي الي ان تم ضبطي نعم انا نادم علي جريمتي ولكن بعد فوات الاوان فما زال في رقبتي ام واب واشقاء ليس لهم مورد ولكن ادمان المخدرات جعلني افعل الكثير حتي قادتني في النهاية الي السجن تركناه يواجه مصيره في الوقت الذي بدا الركاب يسالون عن اسرة احمد حتي يستطيعون مساعدتهم بعد ان فقدوا عائلهم: اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة اكد انه فور تلقي مباحث الجيزة بلاغا بمقتل شاب داخل القطار امر بتوجيه ضباط المباحث الجنائية باشراف اللواء محمود فاروق مدير المباحث الي مكان الحادث وتمكن العميدان جمعة توفيق رئيس مباحث غرب الجيزة والعميد مصطفي عصام رئيس مجموعة الأمن العام والمقدم حسام انور رئيس مباحث قسم الجيزة من القبض علي المتهم وتم ضبط السكين المستخدمة في الجريمة واستمعت النيابة الي اقوال شهود الواقعة من الركاب بعد ان ترك ركاب العربة القطار واصيبوا بحالة من الذعر حيث لطخت دماء القتيل مقاعد القطار ليتوجه القطار بعد ذلك الي اسوان لاول مرة بعربة خالية من الركاب وبدون احمد الذي اعتاد ان يكون داخله والغريب انه رغم وقوع تلك الجريمة بالعربة السابعة فقد كان هناك ركاب داخل12 عربة اخري لم يشعروا بها وقد يكون ذلك نعمه من الله عليهم حتي لا تتحول رحلتهم الشاقة الي عذاب بينما يواجه القاتل الآن مصيره حول جريمته.