لم يكن الشاب المصري البسيط المكافح عبداللاه فتوح عبدالوهاب القصاص(35 سنة) ابن قرية المنشية الكبري التابعة لمركز قلين بمحافظة كفرالشيخ يدري أن قدره المحتوم قد ساقه للسفر إلي السعودية ليلقي حتفه علي يد آثمة لأحد الشباب السعوديين يوم الجمعة قبل الماضي أمام زوجته وشقيقها. القدر كان علي موعد مع هذا الشاب الذي يعمل نجارا مسلحا منذ5 سنوات بالمملكة العربية السعودية, ولقي مصرعه علي يد سائق سعودي مساء الجمعة الماضي بشارع الملك عبدالله, بالقرب من مسجد الراجحي, في إحدي إشارات المرور, بعد أن أطلق عليه السائق السعودي النار, فأرداه قتيلا بسبب التزاحم علي الطريق. وكان برفقة عبد اللاه, زوجته وشقيقها في طريقهما للعودة للمنزل بسيارة ربع نقل, وتصادف مرور سيارة ليموزين بيضاء, قام سائقها بمزاحمتهم في الطريق, وحاول عبداللاه أن يعاتبه فقام الشاب السائق السعودي بالتعدي علينا بالسب, وتوقف في إحدي الإشارات فجأة ونزل من سيارته وأخرج سلاحا ناريا, وأطلق منه رصاصة علي عبداللاه اخترقت جانبه لتقتله في الحال, وكان هذا السائق ملتحي وأسمر البشرة وممتلئ الجسم وبرفقته شاب آخر نحيف, وتمكنت من التقاط الحروف الثلاثة الأولي من رقم السيارة بدقة وهي( أ.ر.ب) و3 أرقام أخري لم نتمكن من مشاهدتها جيدا. وقد تجمهر المئات من المصريين بالقصيم أمام مستشفي الملك فهد, احتجاجا علي مقتل زميلهم, وطالبوا بالقصاص العادل من القاتل, واستمر تجمهرهم حتي الساعة الثانية من صباح السبت الماضي ولعدة أيام متتالية مطالبين بالقصاص من قاتل المجني عليه الذي سافر للخارج بحثا عن لقمة العيش الحلال. وفور علم أسرته وأهالي القرية بالحادث خيم الحزن والفزع علي أهالي القرية وتحولت شوارعها إلي سرادق عزاء كبير واتشحت النساء بالسواد علي رحيل هذا الشاب المكافح ابن القرية الذي سافر للسعودية بحثا عن لقمة العيش الحلال واغتالته يد أثمة من أحد الشباب السعوديين. عوض غانم القصاص مهندس والشقيق الأكبر للمجني عليه, يقول: عبداللاه يبلغ من العمر35 سنة, ومتزوج من ابنة عمه في2008 ولكن شاء الله ألا يرزق بأولاد, ويعمل نجارا مسلحا وسافر للسعودية منذ6 سنوات, وكان أخر مرة هنا في رمضان الماضي وسافر ليلة27 من الشهر الكريم. ويضيف: شقيقي الراحل كان ملتزما دينيا بدون أي انتماءات سياسية, وهو في حالة هادي الطباع ليس لديه مشاكل مع أحد. ويضيف فوجئنا مساء الجمعة الماضي باتصال من شقيق وزجته, وهو ابن عمنا يخبرنا وهو في حالة انهيار وبكاء بمقتل عبداللاه, خلال مشاحنة مع شاب سعودي علي أولوية المرور, فقام السعودي باللحاق بهم عند أحد إشارات المرور, وقام بإخراج مسدس وأطلق النار علي شقيقي علي حد رواية شقيق زوجته, ثم اتجه بالمسدس لقتل شقيق زوجته, ولكنه اختبئ خلف السيارة ثم سرعان ما لاذ بالفرار, مؤكدا أنهم يرفضون الدية ويطالبون بالقبض علي الجاني السعودي والقصاص منه لأنه أغتال شقيقي بدم بارد. ويؤكد سامح زهران ابن شقيقة المجني عليه, سرعان ما انتشر الخبر بين أقاربنا في بريدة والمناطق المجاورة, حيث كان خالي الفقيد يعمل هنا وهناك مع المئات من أهلنا, والذين هرعوا لمستشفي الملك فهد, ولكن خالي المجني عليه كان قد فارق الحياة, بسبب خروج الطلقة من الجانب الأيمن للأيسر ونزف بغزارة. ويضيف: مشهد قتل خالي كان أمام زوجته, والتي أصيبت بصدمة عصبية شديدة, نتيجة مشاهدتها الواقعة, وحدثت مناوشات بين مئات المصريين والأمن السعودي, الذي فرض كردونا علي المستشفي ورفض إبداء أي تصريحات بل وقام بالقبض علي5 من أهالينا هناك, ونشر قناصة فوق أسطح المستشفي, لإرهاب المصريين هناك, ويحاول حاليا نفي الواقعة وتكذيب رواية شقيق زوجته, لعدم القبض علي الشاب السعودي, ولكن من المؤكد أنه تم تصوير الواقعة هناك بكاميرات مراقبة الطرق خاصة في إشارة المرور. ويشير طارق القصاص, أبن عمة الفقيد إلي أن حالة من الغضب العارم, تنتاب أبناء العائلة في مصر والسعودية, حيث يقدر أفراد العائلة في كفر الشيخ ب20 ألف شخص, بينما يعمل نحو1000 منهم في السعودية وجميعهم يخشون علي مصير التحقيقات, وعدم الجدية من قبل السلطات هناك مع الحادث, ومحاولة التعتيم وقلب الحقائق, وأضاف تحدثنا مع السفير السعودي هنا ووعد بسرعة إنهاء إجراءات التحقيق, وعرض الجثة علي الطبيب الشرعي لدفنها بالسعودية, بناء علي رغبة والده المسن, والذي لا يستطيع تحمل رؤية جثمان ابنه. ويكمل محمد شقيق الفقيد: والدي رجل مسن يبلغ من العمر89 سنة, ويحفظ كتاب الله نظرا لأن السلطات المصرية في السفارة المصرية هناك طلبت توكيلا لدفن شقيقي الراحل قمنا بحمله لعمل التوكيل, وهو حاليا يرقد حزينا ومقهورا علي ولده.