حين أراد الرئيس الراحل أنور السادات أن يستعيد الأرض المحتلة قام بمبادرة تاريخية لا يقدر عليها إلا محنك وزار الإسرائليين في عقر دارهم مناديا بالسلام. هذه المبادرة خلقت ضغطا كبيرا علي الإسرائليين, وأصبحوا أمام أمرين إما إعادة الأرض مقابل السلام, أو الظهور أمام الرأي العام العالمي بمظهر الرافض للسلام, وكانت النتيجة استعادة الأرض. الآن نحن أمام موقف مماثل ليس مع الأعداء ولكن شركاء الوطن من أحزاب المعارضة الرافضة للتحاور, والتي أعلنت منذ أيام عدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة. استمرار الوضع علي ما هو عليه يعني مزيدا من الاحتقان السياسي وعدم الاستقرار, وسيكون حجر عثرة أمام قدرة الإخوان علي تنفيذ أي برامج للتنمية مستقبلا, وبالتالي فنحن في حاجة إلي مبادرة( ساداتيه).. جديدة من حزب الحرية والعدالة للحوار مع المعارضين بهدف تحقيق التوافق. اتمني أن يعلن الدكتور سعد الكتاتني, رئيس حزب الحرية والعدالة, عن استعداده لزيارة قادة جبهة الإنقاذ, في أي مكان يحددونه, للتباحث معهم في القضايا العالقة والوصول لحل بشأنها. قد يري البعض أن قادة الإنقاذ لا يريدون الحوار ولهم مآرب أخري, وقد يكون ذلك صحيحا, ولكن ما المانع من طرح هذه المبادرة في ظل هذه الرؤية لمعرفة ما إذا كان قادة الإنقاذ بالفعل راغبين في الحوار أم لا؟ في كل الأحوال سيظهر حزب الحرية والعدالة وكأنه الحريص بالفعل علي لم الشمل وسيضع المعارضين بين خيارين إما الموافقة وإما الرفض وعليهم عند اختيار البديل الثاني أن يتحملوا نتيجة السخط الشعبي. ويجب أن ندرك جميعا, خاصة الإخوان, أن السيطرة علي مؤسسات الدولة لا يكفي لفرض الاستقرار, لأن الوضع هش ويمكن لشخص واحد أن يثير قلاقل بتمويل عدد من محترفي المظاهرات لإلقاء المولوتوف أمام قصر الرئاسة.