هذه سطور عاجلة أو مختصرة اكتبها اليوم تعليقا علي زيارة السيد هشام زعزوع وزير السياحة إلي العاصمة الايرانيةطهران.. وما اكتبه اليوم يمكن وصفه بأنه كلام بعيد عن السياسة وكواليسها ومشاكلها.. فهذا كلام سياحي أو مهني بحت.. فهذه الزيارة واكبها كلام كثير ومناقشات اعلامية حادة حول الهدف منها ما بين الرفض خاصة في الجانب الديني الذي يتزعمه السلفيون والتيار الديني بشكل عام بكل مخاوفه من الترويج للمذهب الشيعي في مصر أو حتي من جانب بعض السياسيين الذين يرون في الزيارة دعوة لنظام الحكم الايراني أو الحرس الثوري وما إلي ذلك من الافكار والانظمة الايرانية. وأنا من الذين يرون في هذا الكلام مبالغة ربما هناك بعض المخاوف لكن أري أن مصر الدينية الوسطية الازهرية المعتدلة أكبر من هذه المخاوف بكثير والتاريخ يؤكد ذلك. لكن علي العموم هناك رأي أخر يقبل بمثل هذه الزيارة وهذا التعاون المهني في مجال السياحة وكثيرا ما تحدث الينا كثير من رجال السياحة بضرورة فتح هذا الملف والدعوة إلي فتح التأشيرات للايرانيين والحجة في ذلك أن ايران يخرج منها نحو10 ملايين سائح سنويا منهم مليونا سائح إلي تركيا وعلينا الاستفادة من هذا الرقم للمساعدة في انقاذ السياحة المصرية مما هي فيه الآن من مشكلات في التسويق وضعف عام في الارقام. وتوقع البعض خطأ أن يأتي إلي مصر مثل العدد الذي يزور تركيا مثلا.. ولكن أنا أقول إن هذا صعب جدا وعلينا ألا نبالغ.. طبعا وبداية وزير السياحة يشكر لانه يحاول فتح اسواق جديدة للسياحة المصرية.. لكن علينا أيضا أن نعرف أن المشكلة ليست سياسية فقط أي في فتح التأشيرات أو دينية فقط. المشكلة سياحيا أو مهنيا أكبر من ذلك بكثير.. والسياحة الايرانية لن تنقذ السياحة المصرية من ازمتها بزيادة الاعداد الي الملايين من السائحين الايرانيين.. فذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بقدرة الدولتين أو الشركات علي توفير وسيلة نقل وهي هنا الطائرات الشارتر وايران ليست مثلا المانيا أو انجلترا التي تملك اساطيل من الطائرات الشارتر حتي تخصصها للسوق المصرية وبالتالي فإن العدد المتوقع في أحسن الاحوال لن يزيد علي عشرات الآلاف اذا توافرت طاقة ناقلة كافية. صحيح أن المخاوف من تركيز طهران علي السعي لفتح الزيارات إلي القاهرة وزيارات مساجد وأضرحة آل البيت قابلها نفي من المسئولين في وزارة السياحة إننا فقط نخطط للتعاون في مجال الشارتر الي السياحة الشاطئية والثقافية.. لكن تبقي التساؤلات أو المخاوف مطروحة من الترحيب الايراني بهذا التعاون لكن في كل الاحوال.. فليتأكد الجميع أن السياحة الايرانية لن تزيد في أحسن الاحوال علي عشرات الالاف وستظل السياحة المصرية في حاجة إلي النظر الي الاسواق السياحية الاوروبية الكبري لانقاذها من تراجع الحجوزات إلي مصر.. وليس الي السياحة الايرانية.. مع كل الاحترام للافكار والوعود والتعاون مع كل دول العالم بما يحقق مصلحة مصر فهكذا يجب أن تكون السياسة الرشيدة!!