"يا بخت من باكني وبكي علي .. و لا ضحكني وضحك الناس علي" مثل شعبي أهمس به في آذن الرئيس محمد مرسي ، متمنيا أن يفهم رسالتي التي لا أريد بها سوي وجه الله وحده وعشقي لتراب وطني الحبيب مصر. فيا سيادة الرئيس أستحلفك بالله أن تجلس وحدك وتراجع كلامك ومواقفك القديمة حتي أيام ترشحك لأنتخابات الرئاسة وهي مسجلة بجميع الفضائيات وبالتأكيد في أرشيفيك الشخصي عندك ، وتقارنه بما يحدث الآن بعد مرور سبعة أشهر علي ولايتك لحكم مصر وشعبها الذي قام بثورة آتت بك علي كرسي الرئاسة من غياهب السجن ، وكانت تنتظر منك الكثير والأختلاف عن أفعال العهد البائد لا أن تسير علي غيه من تجاهل وتأخر في سماع مطالبه المشروعة والتي تعهدت بتحقيقها في أول خطاب لك ، فاتحا صدرك لتكون قريبا منه، لا أن تتشابك معه ، قريبا ملبيا لا بعيدا وراء جدران القصر ، ضامنا لطموحاته لا متجاهلا لحياته ، جسورا في إنطلاقه للأمام لا مرتبكا في تحركه ، منفذا لطالبته لا خانثا بوعدك ، فأنت الذي سعيت لتحمل دفة الوطن وتكون قبطانا لا أن تكون بحارا في مركب يغرق من كثرة أشباه يتكلبون علي عصي القيادة .. فهل تعود قبطانا وحيدا وتفعل ما يجب فعله دون رفقاء فالمركب الذي له أكثر من رئيسبالقطع يغرق يغرق. يا الله كتبت عنوان مقالتي حتي أتتحدث عن مخاوفي علي الوطن من الوقوع في بئر الإضرابات والإعتصامات والوقوع في دوامة العصيان المدني التي بدأت تسير بالنار في الهشيم من محافظة للأخري دون أنتباه وتدراك لخطورتها الشديدة أن تصل لتكون عصيانا عاما في أنحاء البلاد ، ويكن الندم بعد فوات الأوان ، فأذ أجد قلمي يبحر بكلمات للرئيس ، نعم قلمي يسبق دائما ترتبيي لأفكاري وينطلق وأجدني هائما خلفه لثقتي في تعبيره عن مكنون عقلي وقلبي، نعم يجب مخاطبة المسئول أمام الله وتذكيره ، تطبيقا لقوله تعالي " وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين" . قد يكون القيادة السياسية ارتكبت بعض الأخطاء في أسلوب وطريقة الحكم وهو إن كان أمر وراد لأن جميع الأطراف السياسية لا تزال في بداية العهد بالعمل السياسي وفي طور التعلم ، وعلي مدار الشهور السبعة الماضية حدثت تطورات سلبية عديدة من عدم احترام لسيادة القانون وإهانة للقضاء ووعود لم تنفذ وتقسيم لأفراد الشعب ، وظهور واضح لجماعة الأخوان المسلمين في إدارة الدولة عن بعد والتدخل في مقاليد الحكم وتحاول السيطرة ، وهو ما لا يقبله الشعب والشارع فهو لم ينتخب سوي أنت رئيسا للجمهورية، وتكون الشخص الوحيد المنوط له قيادة الدولة ورئيسا لكل المصريين لا لفصيل أو جماعة ، ثانيا غياب الشوري رغم كثرة المستشارين فهم أكثر تضرا من ذلك بدليل أنسحاب الكثير منهم نتيجة عدم الاحتكام إلي أهل الكفاءة والخبرة بدليل العدول عن أغلب القرارات التي سببت حدوث جدلا واسعا وساهمت في أنقسام الشعب وعدم توحده ومما سبب فقدان الثقة في النظام ، مما يتطلب ضرورة الحوار الجاد مع جميع القوي السياسية والوطنية لبحث كيفية الخروج من الأزمة والمشورة من الجميع قبل اتخاذ قرار ضمانا لسلامته وقبوله من الجميع للوصول إلي حالة من الوفاق الوطني ، وبدء مرحلة البناء علي أسس سليمة ومتينة لجميع مؤسسات الدولة ، وأيضا الحوار مع شباب الثورة الناضج صاحب الثورة الحقيقي وحاميها ، وتلبية أحلامهم المخلصة والغير الطامعة وذات مصالح خاصة ، والمعبرة عن أحلام جيل مختلف لدولة جديدة قائمة علي الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والتقدم والحضارة ، والملبية لأحلام الطبقة البسيطة في المجتمع واحتياجاتها الملحة في الحياة التي تستحقها ، فالشعب يحتاج منك لرسائل طمأنة ومشروعات سريعة حقيقية تعيد الأمال والطموحات للشباب وتستوعب الطاقات المهدرة ، وتنطلق في أنحاء المحروسة التي تتعطش أراضيها في كل المحافظات إلي نقطة عرق ولمسة فأس وطرقة يد وضخ مال في مصانع وزارعات تحقق الإكتفاء الذاتي وتصدر لكل الدنيا . مطلب تغيير الحكومة أصبح مطلبا شعبيا ومن جميع القوي السياسية والاقتصادية والأجتماعية والحزبية ،ومع أحترامي لأعضاءها وحماسهم وتعبهم ليلا ونهارا بمعرفتي الشخصية لبعضهم وقربي من تغطية أخبارهم اليومية ، ولكنه يضيع هباءا لأسباب مختلفة قد يكون ليس ذنبا لبعضهم، ولكنالفترة الماضيةأثبتتأنها حكومة فاشلة تفتقر إلي الخبرة والكفاءة في إدارة شئون البلاد، والحل الوحيد تشكيل حكومة أنقاذ وطني تعبر عن كافة الأطياف السياسية والمعارضة حتي يتحمل الجميع هموم الأزمات الحالية ، والمساهمة في كيفية الخروج من المأزق الراهن . القوي السياسية والثورية عليها واجبا وطنيا لمراعاة مصلحة البلاد بعدم وضع شروط تعجيزية للحوار الوطني والإسراع للأتفاق مع القيادة السياسية ، وعدم إعطاء الشرعية لأعمال العنف والفوضي والبلطجة والتعدي علي المنشآت وأعمال التخريب ودعوات الإضرابات والعصيان المدني ، لأنه لو أستمرت الأوضاع علي هذه الشاكلة من أحداث العنف والاشتباكات ستعم الفوضي البلاد وسيضر بمصالح البلاد والعباد والاقتصاد المحتضر ، وضرورة أن تجتمع أحزاب المعارضة وتندمج لتشكل حزبا واحدا قويا وبرئيس قوي وبرنامج قوي لمواجهة الحزب الحاكم حتي لا يسيطر بمفرده علي مقاليد الحكم ويلتف حوله قاعدة شعبية عريضة من المؤيدين والأنصار ، وتنتقل الخلافات والمظاهرات لداخل أروقة وقاعات اللجان التشريعية بمجلس النواب القادم ، وهذا المطبق في كل الدول المتقدمة حزبين كبيرين يتنافسا لمصلحة الوطن لا عشرات الأحزاب الضعيفة والمختلفة علي نفسها وكرسي رئاستها ، فلابد أن تتنازل الأحزاب عن كبريائها وتتحد تحت رآية حزب واحد قوي يعبر بشكل فعلي عن رأي الشارع. وأخيرا إلي أصحاب دعوات العصيان المدني رغم احترامي لبعض المطالب المشروعة لكم ، وأنه لم يعود من سبيل للحصول علي حقوقكم وفاض بكم الكيل وزاد من التجاهل وكبرياء السلطة وعدم وجود عدالة نأجزة، ولكن ذلك يضرنا جميعا والبسطاء يدفعون الثمن ، ويثير غالبية الرأي العام نتيجة تعطيل المصالح وتوقف العمل في المصالح العامة ودواوين الحكومة ، ويوقف الإنتاج في المصانع العامة والخاصة ، ويشل الخدمات في المستشفيات ومراكز الصحة والمدارس والجامعات وغيرها ، ومما يشعر الكثير بالجنون والدهشة والحزن علي أحوال المتضررين ومن بعض المطالب المغالي فيها أو المستغلة لضعف الإدارة والسلطة والأمن ، بالإضافة إلي تشويه صورة مصر أمام العالم وهروب السياحة والأستثمار العربي والأجنبي بل الوطني قبلهم . فهل يستمع الجميع لصوت العقل والضمير الوطني ويراعي مصلحة الوطن العليا ، وسؤال الله سبحانه وتعالي يوم الحساب ماذا فعلت وقدمت ؟ أم يكون العناد والإستكبار ، وصم الآذان، وطمس وضوح الحقائق، والتآمر السلبي ، وسباق الخراب ، وهدف الأستحواذ ... طريقا لدوامة العصيان حتي بئر ضياع إتخاذ القرار المنتظر لإنقاذ البلاد من كابوس دوامات العصيان المدني العام.