قطعت الإمارات شوطا مهما في إستراتيجيتها الخاصة بتعزيز تواجدها علي خريطة الصناعات العسكرية بالإعلان عن إنتاج أول صاروخ إماراتي جو أرض, خلال فعاليات مؤتمر ومعرض الدفاع الدولي آيدكس بالعاصمة الاماراتيةأبوظبي الأسبوع الماضي. ولا يتعارض طموح الإمارات في الدخول بقوة في مجال الصناعات العسكرية, مع سعيها لتطوير قدراتها الدفاعية, عبر صفقات تسليح بمليارات الدولارات أبرمتها خلال المعرض.ويشير الخبراء الي أن الإمارات حققت إنجازا كبيرا بانتاج الصاروخ الطارق, الذي يعد إضافة مهمة إلي استراتيجية الصناعات العسكرية الوطنية, التي تسعي الي التوسع فيها, ليس فقط لتوفير احتياجاتها المحلية, وانما لتسويقها خارجيا. وفي هذا السياق يلفت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الي أن القوات المسلحة الإماراتية تستوفي بعض احتياجاتها من الصناعة المحلية, ومن صناعات مشتركة مع دول شقيقة وصديقة, وفي الوقت نفسه إذا رأت القيادات ضرورة وجدوي في تصنيع أنواع معينة من الأسلحة و المعدات فستفعل ذلك مشيرا الي أن هناك3 أو4 دول فقط في العالم قادرة علي إقامة صناعة دفاعية معتبرة تلبي احتياجاتها الا أنه حتي هذه الدول لم تكتف ذاتيا, وتستورد أنواعا أو أجزاء من الأسلحة و المعدات من دول أخري.. موضحا أن دولة الإمارات تعرف إمكاناتها واحتياجاتها وما هو مناسب لها أو غير مناسب. وكان قد تم الإعلان خلال المعرض عن إنتاج أول صاروخ جو أرض متطور في الإمارات, بإمكانه حمل قنابل يصل وزنها إلي500 كيلو جرام, ويمكن استخدامه خلال النهار والليل في ظروف مناخية متنوعة. ووفقا لمسئولي المعرض فإن انتاج الصاروخ يتم من خلال مشروع مشترك مع شركة دينيل الجنوب إفريقية التي تعتبر من اكبر منتجي الصواريخ الموجهة في العالم, ويعد الصاروخ الطارق باكورة إنتاج الشركة التي تملك توازن القابضة51% منها, حيث أن هناك خططا لإنتاج صواريخ أخري في إطار خطط التوسع للشركة المنتجة وسيوفر هذا المشروع التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال للإمارات, فضلا عن استهدافه الأسواق الخارجية, ومن بينها بعض دول المنطقة. وطبقا للخبراء فإن الاعلان خلال آيدكس عن تسلم الامارات للدفعة الأولي من صواريخ باتريوت الأمريكية يؤكد الاهتمام بتطوير منظومة الدفاع فيها بنفس القدر من الاهتمام الذي توليه لتطوير منظومة التصنيع العسكري محليا. وكانت إحدي الشركات الأمريكية المتخصصة في التصنيع العسكري قد كشفت خلال المعرض عن قيامها بتسليم, الإمارات الدفعة الأولي من صواريخ باتريوت البالستية المضادة للصواريخ في إطار صفقة قيمتها حوالي3 مليارات دولار موضحة أن الصفقة تشمل إسهام الإمارات بمبلغ400 مليون دولار لتطوير أنظمة الصاروخ الذي يعتبر من أكثر الصواريخ تطورا في العالم, مشيرة الي أن كوادر فنية إماراتية تقوم حاليا بتشغيل الوحدات الصاروخية التي تم تسليمها بعد تلقيها التدريب اللازم من قبل القوات الأمريكية.وأكدت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية للصناعات العسكرية تعاقد الإمارات علي شراء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي ثاد لتكون في مقدمة دول المنطقة استخداما للنظام العسكري الأكثر تطورا. وذكرت أن الإمارات وقعت عقد شراء نظام ثاد في ديسمبر الماضي بينما تجري دولا خليجية من بينها السعودية والكويت وقطر مباحثات للتعاقد علي نظامي باتريوت وثاد. وأوضحت أن معظم الأنظمة الهندسية الدفاعية التي سيتم استخدامها في العديد من دول الخليج, هي أنظمة دفاع جوي متكاملة, تتيح إمكانية دمج أنظمة القوات العسكرية المختلفة البحرية والجوية والبرية, مما يوفر نظاما عسكريا أكثر فعالية وتطورا في مواجهة أي تهديدات.