في إطار الكشف عن الإنفجار الذي ضرب قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني السبت الماضي, أعلن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيرزو أبادي, أمس, أن الانفجار الذي وقع في القاعدة العسكرية إستهدف برنامجا بحثيا خاصا بالسلاح يستخدم ضد إسرائيل. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية-إسنا عن الجنرال قوله إنه بسبب الحادث' توقف البرنامج مؤقتا ولكن سيعود مجددا قريبا'. وأضاف' إن البرنامج البحثي سيكون بمثابة ضربة شديدة علي فم نظام إسرائيل'.وفي الوقت الذي لم يذكر فيه الجنرال أي تفاصيل عن البرنامج والأسلحة قيد البحث, استبعد وقوف إسرائيل أو الولاياتالمتحدة وراء الانفجار. وقد نفي أيضا رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني التكهنات الصحفية بأن إسرائيل وراء الانفجار حيث أعلن أن ما يقوله الأعداء بشأن الحادث الذي وقع في قاعدة الحرس الثوري الإيراني هو نسج خيال ولذا ليس له أي أهمية. ومن ناحية أخري في إطار الخلافات العميقة بين رجال الدين المحافظين في إيران والرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد, كشف محمد جواد لاريجاني مستشار المرشد الأعلي للثورة الإيرانية علي خامنئي عن أن طهران ستشهد علي الأرجح رئيسا واحدا علي الأقل بعد الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد, مما يثير التكهنات بأن نجاد الذي تنتهي فترة ولايته في يونيو2013 قد يكون آخر رئيس لإيران, حيث سيتم إحلال نظام برلماني جديد بدلا من النظام الرئاسي الحالي خلال سنوات قليلة. وقال لاريجاني إنه لا يعتقد بأن ذلك سيحدث في السنوات الخمس أو الست المقبلة, وربما يأتي رئيس واحد أو اثنان, رافضا الإقرار بوجود خلاف كبير بين نجاد وخامنئي الذي اقترح استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني, فيما اعتبر تحذيرا للرئيس الإيراني ومن قد يخلفه بعدم تجاوز صلاحيات المنصب. وأشار إلي أن الاقتراح يحتاج لدراسة, وأنه قد تمر سنوات قبل سن قانون بشأنه وعرضه علي البرلمان وطرحه في استفتاء عام. وفي إطار الخلافات بين نجاد وخامنئي, نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن ممثلين للمعارضة الإيرانية قولهم إن الرئيس الإيراني علي الرغم من خلافاته مع مرشد الثورة والاتهامات التي تلاحق كبار مستشاريه إلا أنه مثل العنقاء التي تعود من الرماد, وأنه حاول إظهار أن معارضيه فاسدون في محاولة منه للبقاء في منصبه. ومن جهة أخري, استبعد لاريجاني هجوما عسكريا إسرائيليا وشيكا علي طهران, لكنه أكد أنه بالرغم من عدم توقعه شن حرب علي إيران من أي جهة, إلا أن طهران حذرة من أي هجوم محتمل علي أراضيها. وفي محاولة للتقارب مع أنقرة, قال مستشار خامنئي إن طهران مستعدة لإشراك الدول المجاورة فيما لديها من تكنولوجيا نووية, ملمحا إلي إمكان مساعدة تركيا في بناء محطة للطاقة النووية. وأضاف أن إيران اكتسبت معرفة نووية وقدرة تكنولوجية متطورة, ونحن مستعدون تماما لمشاطرة الدول المجاورة فيها. وأوضح أن تركيا تحاول منذ سنوات إقامة محطة للطاقة النووية, لكن ما من دولة في الغرب مستعدة لبناء تلك المحطة لها, وأضاف نحن مستعدون للتعاون مع دول أخري في الشرق الأوسط وخارج المنطقة مثل البرازيل في هذا الخصوص في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي. وفي أول رد فعل تركي علي العرض الإيراني, أعلن وزير الطاقة التركي تانير يلديز أن أنقرة ليس لديها خطط للتعاون مع طهران لبناء مفاعلات نووية. وعلي صعيد البرنامج النووي الإيراني, أكد علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني أن طهران أرسلت ردا تحليليا يحمل إجابات منطقية وعقلانية علي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر الأسبوع الماضي. وفي هذه الأثناء, تبدأ اليوم اجتماعات مجلس محافظي الوكالة, وسط محاولات التغلب علي الانقسامات الحادة بين الدول الغربيةوروسيا والصين حول تقرير الوكالة الذي صدر الأسبوع الماضي والذي يؤكد الطبيعة العسكرية لبرنامج إيران النووي. لكن دبلوماسيين غربيين يخشون أن يضطروا إلي الاختيار بين موقف متشدد ينفر روسيا والصين ونهج دبلوماسي. أكد الدبلوماسيون أن دولا عربية واسرائيل تعتزم حضور جولة نادرة من المحادثات الأسبوع المقبل في فيينا لبحث جهود إخلاء العالم من السلاح النووي لكن إيران لم تحدد بعد ما إذا كانت ستشارك في الاجتماع. وفي هذه الأثناء, أعربت ايران أمس عن' دهشتها ازاء مشروع القرار الذي اقترحته الولاياتالمتحدة بموجب البند811 من جدول أعمال الجمعية العامة, والذي يشير إلي مؤامرة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن'. وحذرت طهران الدول الأعضاء من' العواقب السلبية لاعتماد مثل هذا القرار, الذي يناقض روح ونص ميثاق الأممالمتحدة وإعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول'. ومن جانبه, حذر الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية من أن شن هجوم عسكري علي إيران بهدف ايقاف برنامجها النووي قد يكون له عواقب كارثية, ولن يفعل سوي تقوية عزم طهران علي صنع سلاح نووي.