فى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى قدمت فرقة اسماعيل ياسين مسرحية (عمتى فتافي السكر) والمأخوذة عن نصى اجنبى بعنوان (العمة تشارلى) وبعد نجاح المسرحية فكر اسماعيل ياسين وشريكه فى الفن والمسرح ابو السعود الابيارى فى تقديم قصة المسرحية فى فيلم سينمائى بعنوان (سكر هانم) وكان من المفترض ان يلعب بطولة هذا الفيلم الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل يس ولكن ظهر قرار يومها بمنع إسماعيل يس من اداء شخصية المرأة في السينما لانه اداها قبل ذلك في عدة افلام منها الانسة حنفي وغيرها وامام هذا الموقف الغريب رشح الفنان اسماعيل ياسين الفنان عبدالمنعم ابراهيم لاداء دور البطولة بدلا منه ولكن المشروع توقف لاسباب غير معلومة. فى عام 1960 كان هناك مشروع انتاج فيلم من بطولة شادية وكمال الشناوى وتم الاعداد لكل شىء حتى تم بناء الديكور وفى اللحظات الاخيرة لم يتم اكتمال المشروع وتم الغاء التصوير وكان من المفترض ان يتم هدم الديكور مما كان سيكبد المنتج خسائر فادحة, فاقترح المخرج والكاتب الكبير السيد بدير استغلال وجود هذا الديكور فى انتاج فيلم اخر ووقع الاختيار على قصة (سكر هانم) وبالفعل تم اختيار الابطال الذين استمتعنا بهم فى الفيلم (كمال الشناوى, عمر الحريرى, سامية جمال, حسن فائق, عبدالفتاح القصرى) ولعب القدر لعبته مرة اخرى وتم ترشيح عبدالمنعم ابراهيم لنفس الدور للمرة الثانية.... ولكن حدثت المفاجاة وهى رفض الفنان عبدالمنعم ابراهيم رفضا باتا لاداء دور سيدة لفترة طويلة على الشاشة هى مدة عرض الفيلم تقريبا وظل عبدالمنعم ابراهيم متمسكا برفضه لولا الحاح الفنان الكبير كمال الشناوى عليه واقنعه بان هذا الفيلم سيكون اهم فيلم فى حياته.... واضطر عبدالمنعم ابراهيم للقيام بالدور على مضض وبعد عرض الفيلم فوجىء جميع صناعه بالنجاح الساحق الذى حققه وعن ذكريات عبدالمنعم ابراهيم عن هذا الفيلم يقول بانه كان لا يعرف المشهد الذى سيؤديه حيث كان التاليف يتم تلقائيا على الهواء وذلك لانقاذ الموقف والانتهاء من الفيلم فى وقت قياسى قبل هدم الديكور. موقف اخر تعرض له الفنان عبدالمنعم ابراهيم فى كواليس فيلم (قصر الشوق) عن قصة الكاتب العالمى نجيب محفوظ واخراج المخرج العبقرى حسن الامام... والموقف ببساطة هو اعتراض نجيب محفوظ بشدة على ترشيح عبدالمنعم ابراهيم لدور (ياسين) الابن الاكبر للسيد احمد عبدالجواد فى الرواية, وكانت حجة نجيب محفوظ ان عبدالمنعم ابراهيم بتكوينه الجسمانى والفنى لا يشبه ياسين الذى وصفه نجيب محفوظ فى الرواية بانه بدين وقصير, ولكن امام اصرار حسن الامام تم اسناد الدور لعبدالمنعم ابراهيم والذى اداه بمهارة فائقة حتى ان نجيب محفوظ نفسه بعد شاهد الفيلم فى عرض خاص قال (انا لا اتخيل ممثل اخر يجسد ياسين سوى عبدالمنعم ابراهيم) ------- رحم الله الجميع