سعدنا بنجاح الاحتفال بمئوية نادي الزمالك, وانعقد الاجماع علي أن جماهيره العظيمة, كانت وراء هذا النجاح, بصورة تضاءلت معها أهمية العرض المتواضع لفريقه أمام أتليتكو مدريد في تلك الليلة, لكن بعد السكرة تجيء الفكرة فإذا بنا نصحو علي أزمة مادية طاحنة, لا تليق بهذا الكيان الضخم وتهدد بشدة الآمال في موسم أفضل للفريق الذي خاصم البطولات طويلا!! فهل الزمالك حقا ضحية مؤامرة هائلة, نسج خيوطها الأعداء والمنافسون ؟!.. أم أن مايحدث من انهيار, منذ رحيل مجلس د. كمال درويش, هو بفعل فاعل من داخله ؟ لقد وضعني هذا التساؤل في حيرة كبيرة باعتباري من جيل القدامي في القطبين, الذين كانوا ولا يزالون يحملون ودا متبادلا فيما بينهم للناديين الكبيرين, وتجمعهم أخوة وصداقة عمر, كانت تميز تلك الأيام الطيبة. فكيف يظل هذا النادي العريق, الذي يسبق تاريخ إنشائه تاريخ إنشاء (دول) كثيرة في المنطقة!!.. عنوانا لغيبة الاستقرار, تتحكم في إدارته مجالس مؤقتة يعلم الله وحده كيف تتشكل, بينما ملف مجلس إدارته المنتخب حبيس أدراج مجلس الدولة, يضرب كل الأرقام القياسية في الطعون والتأجيلات والرد والتنحي في مختلف دوائر المحاكم الإدارية علي مدي أكثر من عامين!! ومع احترامنا الكامل لجهود مجلس المستشار جلال إبراهيم المعين لكن إدارة أندية المحترفين في كرة القدم, تتطلب مجالس إدارة مستقرة لدورات كاملة تدعمها الشرعية الممثلة في الجمعية العمومية, لكي تضع وتنفذ (من خلال إدارات تنفيذية محترفة) خططا استثمارية متنوعة طويلة وقصيرة الأجل. ولهذا السبب نحن نؤيد وجهة نظر مجلس إدارة الأهلي في رفضه تعديل لائحة المجلس القومي المتعلق بتقييد مدة عضوية مجلس الادارة. وإحالة هذا الأمر الي الجمعية العمومية للنادي. ولا نتحرج هنا من الاشادة بمجلس ادارة الأهلي الذي يأخذ الآن بأحدث الأفكار التسويقية, لتنشيط وتنويع مصادر الدخل بصورة مستمرة, وكيف توجه مدير التسويق الشاب بالنادي أخيرا الي إنجلترا للوقوف علي آخر المستجدات في هذا المجال بأكبر أنديتها, ثم كيف يتجه النادي بجدية لبناء استاد الأهلي بالشيخ زايد من خلال الاستعانة بشركة عالمية تمول المشروع وتضع أسمها عليه لفترة مثلما فعل نادي الأرسنال الانجليزي مع طيران الامارات, وفي النهاية تؤول الملكية للنادي. [email protected]