يتناول كتاب الدولة المدنية بين الإسلام والغرب للدكتور محمد الشحات الجندي استاذ الشريعة بجامعة الأزهر دراسة لموضوع الدولة المدنية والدولة الدينية في ضل الأحداث الراهنة في المنطقة العربية والإسلامية, ويشرح الكاتب في المقدمة العوامل التي عمقت من النقمة علي الدولة الدينية ومنها إلصاقها بالإسلام وتصور معاداة الإسلام للغرب. وينقسم الباب الأول بعنوان الدولة بين الدين والسياسة إلي ثلاثة فصول, الفصل الأول الدولة الدينية بين الإسلام والغرب ووضح فيه الكاتب أن للدولة الدينية تاريخا حافلا في فرض السيطرة علي القلوب والعقول وكبت الحريات. والفصل الثاني: نشأة الدولة المدنية في الغرب ويبين كيف قدمت الحضارة الغربية الدولة المدنية لعالم اليوم بحسبانها دولة الإنقاذ والنموذج الحقيقي بالتبني والإشادة في العصر الحديث. أما الفصل الثالث: إرساء السوابق بفكر الاجتهاد السياسي ويتناول السوابق السياسية في عصر الراشدين وكيف واجهت الدولة منذ اللحظة الأولي التي انتقل فيها الرسول صلي الله عليه وسلم الي الرفيق الأعلي أوضاعا مستجدة لم يجد فيها الخلفاء نصا أو سابقة نبوية فضلا عن اتساع الدولة وتعدد أجناس البشر فيها ومن هذه المهام الجسام التي واجهت الدولة والأمة اختار الخليفة وتوزيع العطاء من بيت المال علي المسلمين وتناول هذا الفصل ايضا ممارسات النظام السياسي فيما بعد عصر الحلفاء الراشدين وأنه لا يجوز وصف الدولة في عهد الأمويين والعباسيين بأنها فقدت نموذج الدولة في الاسلام وقدم أيضا توظيف الدولة الدينية في المخطط الغربي وأنها قائمة علي فصل الدين عن السياسة واستبعاد نموذج الاسلام في الدولة والحكم بوجه خاص لما تراه من خطورة علي حضارتها. والباب الثاني: أسس الحكم والنظام السياسي وينقسم إلي أربعة فصول: الفصل الأول الشوري والديمقراطية ويوضح الكاتب فيه أن نظام الدولة الإسلامية يقوم علي مشاركة الأمة والشعب في الشئون السياسية والعامة فهي تأسست علي الشوري. والفصل الثاني المواطنة ويتناول مفهوم المواطنة فهي مأخوذة من الوطن وهي رابطة بين الفرد والدولة وأن المواطنة تتأسس علي المساواة في الأوضاع القانونية والاجتماعية بالمعني العام وأ, المواطنة في الشرع والسياسة تبدأ بالاعتراف بالتعددية والتنوع حيث استوعبت الدولة الإسلامية المخالفين لها في الدين والجنس واللون والقومية ويشرح الفصل الثالث حقوق الإنسان الأساس العقدي والتشريعي للحقوق في الشريعة. ومن الحقوق الأساسية حق الحياة في الإسلام أي حق كل فرد في صيانة النفس والحفاظ عليها من أي اعتداء وحق المساواة في الحقوق المدنية والسياسية بين الأفراد أما الفصل الرابع والأخير الدولة الإسلامية المعاصرة به نموذج الحالة الراهنة لأوطان العروبة وأن الاستقرار والسلام الذي كان سمة التعايش في غالب الأوقات منذ ظهور الاسلام.