مازالت الامية تمثل خطرا هائلا علينا وهذه الامية تبدو اكثر وضوحا في كثير من مساحات حياتنا بشتي الوان الطيف..فاذا توقفنا علي سبيل المثال عند الامية الهجائية لراعنا اثرها السلبي في عديد من الميادين, خاصة هذا المناخ الذي يهل علينا مع دخول البلاد في مراحل سياسية مهمة وبوجه اخص اذا تمهلنا عند هذه الامية الهجائية..امية القراءة والفهم والوعي حولنا..التي تحتل اكثر من اربعين في المائة من شعبنا. وتبدو القضية اكثر خطرا حين نعرف ان هذه الامية تهدد العقل السياسي المصري, وعلي سبيل المثال في هذه العلاقة بين الناخب الامي وممارسة الديمقراطية ونحن امام انتخابات سياسة تعقد لانتخابات مجلسي الشعب والشوري بشكل مختلف عما كانت تجري عليه وهي في انتخابات مجلس الشعب علي سبيل المثال بين الناخب والصوت المنتخب, ويتم العرف الانتخابي ليجد هذا المواطن الامي نفسه امام صندوق الانتخابات في مناخ مغاير تماما للمناخ الذي عاشت فيه البلاد قبل ثورة يناير ليجد هذا المواطن نفسه امام دائرته التي يقف امامها! ويجد نفسه امام العديد من الاسماء والكتل والائتلافات والاختلافات! ويجد نفسه امام الجهل المريع فيما يحدث امام صندوق الاقتراع به وله! ويجد نفسه امام هذه المعادلة الغامضة بين هذا الاسم او ذاك وبين الموافقة او الرفض! ويجد نفسه امام اسم لناخب بين فريقين: مرشحين من رموز وطنية واعية او من الفلول! ويجد نفسه امام مفردات لايعرف عنها شيئا: قوائم تقليدية او قوائم منفردة..تكتلات متداخلة وائتلافات متعددة الي غير ذلك من اشكال الممارسة الديمقراطية!! ويجد نفسه امام مناخ مضطرب طائفيا خاصة بعد حادث ماسبيرو الذي ارتفعت فيه اصابع الفتنة الطائفية وانخفضت مقدرات المسئولين علي مواجهتها! يجد نفسه امام نظام ديمقراطي جديد لايعرف دلالة الجدية فيه بين نظام التمثيل النسبي او نظام التمثيل الفردي وبين دور القضاء فيه او المسئولين بين السادة الواعين الجدد او السادة الكثيرين من اصحاب الفلول!! يجد نفسه بين تأثير الناخب في اطار محدد أو تأثير الاعلام في دائرة ابعد..! يجد الانسان الأمي مازلنا نشير الي الامية الهجائية ونترك الاميات الاخري الي موضوع آخر الامية.. ايها السادة.من يسمع.. ؟ المزيد من أعمدة د.مصطفى عبدالغنى