عيار 21 يسجل رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد تثبيت سعر الفائدة    بعد تثبيت الفائدة.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 مايو 2024    "بوليتيكو": إدارة بايدن تدرس تعيين مستشار أمريكي في غزة بعد الحرب    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: العضوية الكاملة مسألة وقت.. وموجة اعترافات جديدة في آسيا قريبا    هيثم عرابي: هذا ما يهدف إليه فيوتشر.. والبعض كان يريد تعثرنا    تعرف على المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي لبطولة إفريقيا لكرة القدم للساق الواحدة    خبير تحكيمي يكشف حقيقة أحقية الزمالك في ركلة جزاء أمام فيوتشر في الدوري    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بصحراوي المنيا    المعمل الجنائي يفحص آثار حريق داخل محطة تجارب بكلية الزراعة جامعة القاهرة    «مع السلامة يا ابني».. مدحت صالح يعلن وفاة شقيقه    بوقرة: الأهلي لن يتأثر بغياب معلول في نهائي دوري أبطال إفريقيا    خالد جلال: مدرب الترجي يعتمد على التحفظ    استقالة عمرو أنور من تدريب طنطا    «الوضع الاقتصادي للصحفيين».. خالد البلشي يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    قطع مياة الشرب عن عدة مناطق بالجيزة (اعرف منطقتك)    حقيقة إطلاق النار على طائرة الرئيس الإيراني الراحل (فيديو)    يمن الحماقي: أتمنى ألا أرى تعويما آخرا للجنيه المصري    نداء عاجل من غرفة شركات السياحة لحاملي تأشيرات الزيارة بالسعودية    أوقاف القليوبية: توزيع 10 أطنان لحوم وسلع على الأسر الأولى بالرعاية    32.4 مليار جنيه قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    "فوز الهلال وتعادل النصر".. نتائج مباريات أمس بالدوري السعودي للمحترفين    طارق السيد: جوميز مدرب وليس مديرًا فنيًا وهل لا يوجد ظهير أيسر في قطاع الناشئين    أسعار الدواجن البيضاء في المزرعة والأسواق اليوم الجمعة 24-5-2024    حزب الله اللبناني يعلن استهدف جنود إسرائيليين عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون بالصواريخ    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    خبطة في مقتل.. تفاصيل ضبط ترسانة من الأسلحة والمخدرات بمطروح    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية بالقليوبية    الأرصاد تتوقع تحسن الطقس وكسر الموجة الحارة    قرار يوسع العزلة الدولية.. ماذا وراء تصنيف الحكومة الأسترالية لميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية؟    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج القوس الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    وفاة شقيق الفنان مدحت صالح    أسماء جلال أنيقة وياسمين صبري بفستان عصري.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    الأحزاب السياسية: أكاذيب شبكة CNN حول مصر تتعمد تضليل الرأي العام.. تقرير    5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف شقة سكنية وسط حي الدرج بمدينة غزة    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    عاجل.. الموت يفجع الفنان مدحت صالح في وفاة شقيقه    مدحت صالح ينعى شقيقه: مع السلامة يا حبيبي    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    جيش الاحتلال يتصدى لطائرتين مسيرتين فوق إيلات    تحقيقات موسعة بواقعة ضبط أكبر شحنة كوكايين في 2024 ببورسعيد    انطلاق المؤتمر السنوي ل «طب القناة» في دورته ال 15    لجنة سكرتارية الهجرة باتحاد نقابات عمال مصر تناقش ملفات مهمة    محمد نور: خطة مجابهة التضليل تعتمد على 3 محاور    الفريق أول محمد زكى: قادرون على مجابهة أى تحديات تفرض علينا    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    بالفيديو.. خالد الجندي: عقد مؤتمر عن السنة يُفوت الفرصة على المزايدين    قبل قصد بيت الله الحرام| قاعود: الإقلاع عن الذنوب ورد المظالم من أهم المستحبات    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    محافظ كفر الشيخ يتفقد السوق الدائم بغرب العاصمة    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشهر المدافعات عن الإسلام
إيفون ريدلي‏:‏ أصبحت مواطنة بريطانية من الدرجة الثانية بعد إسلامي

ربما يحار العاقل من ازدياد أعداد الأوروبيين والأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام برغم الهجمات الضارية التي يشنها الإعلام الغربي لتشويه صورته‏ حتي أصبح مصطلح الإرهاب لصيقا بالمسلمين. ورغم الجريمة البشعة التي ارتكبت في النرويج وراح ضحيتها أكثر من70 شخصا, لم يجرؤ كاتب أوروبي أو صحيفة غربية أن تصف مرتكبها بالإرهاب مثلما تفعل مع المسلمين.
في ظل هذه الظروف والأجواء شديدة العداء للإسلام منذ أحداث11 سبتمبر يبزغ بصيص ضوء في إسلام الكثيرين في الغرب عن قناعة وفهم كاملين, ومن هؤلاء الصحفية والكاتبة والإعلامية البريطانية المسلمة إيفون ريدلي التي لم تكن تظن حينما اختطفتها جماعة طالبان أثناء عملها مراسلة حربية في أفغانستان أنها ستصبح بعد عامين ونصف العام من أشد المدافعين عن الإسلام والمسلمين.
إيفون ريدلي لمن لا يعرفها صحفية بريطانية ومراسلة حربية وسياسية مخضرمة في حزب الاحترام الذي نشأ في بريطانيا في يناير2004 بعد مرور عام علي الحرب في العراق. ذاعت شهرتها في جميع أنحاء العالم عندما اعتقلتها جماعة طالبان في2001 ثم اعتنقت الإسلام بعد الإفراج عنها بثلاثين شهرا, وهي معروفة حاليا بمناهضتها الصهيونية ونقدها تغطية الإعلام الغربي الحرب علي الإرهاب. عملت إيفون ريدلي في عدة صحف بريطانية شهيرة منها صنداي إكسبريس وصنداي تايمز والأوبزيرفر وديلي ميرور والإندبندنت. وتعمل حاليا محررة سياسية في إحدي القنوات الإسلامية في لندن, ولها موقع علي الإنترنت تنشر فيه كل آرائها وتعليقاتها علي ما حولها.
وقد أجرينا معها هذا الحوار عبر الإنترنت لنتعرف علي تجربة إسلامها وآرائها في الثورة المصرية وانتشار الإسلام في الغرب.
ما هي قصة إسلامك؟
كنت أعمل مراسلة حربية لجريدة صنداي إكسبريس وبعد15 يوما من أحداث سبتمبر2001 قررت السفر إلي أفغانستان متخفية في زي امرأة أفغانية لا يبدو منها سوي عينيها, وذلك لأفوز بسبق صحفي وتغطية من داخل نظام طالبان المستبد لصحيفتي التي كنت أعمل فيها آنذاك وهي صنداي إكسبريس. ولكن سرعان ما انكشف أمري وتم اعتقالي وحبسي لمدة10 أيام كنت فيها شديدة التمرد والثورة, وفي النهاية تركوني أذهب بعد أن وعدتهم بقراءة القرآن ودراسة الإسلام. بصراحة لم أكن ساعتها أعرف من أكثر فرحا بالإفراج عني وقتها هم أم أنا.
عدت إلي لندن, ووفيت بوعدي وبدأت أدرس الإسلام, وذهلت مما اكتشفته, فقد كنت أتوقع أن يتحدث القرآن عن كيفية ضرب الزوجة وقهر البنات, ولكني بدلا من ذلك فوجئت بنصوص تشجع علي تحرير المرأة وبعد ثلاثين شهرا من اعتقالي اعتنقت الإسلام, وفجر إسلامي قنبلة تمزج بين الذهول وخيبة الأمل والتشجيع بين الأصدقاء والأقارب.
كيف كان رد فعل المجتمع البريطاني بعد إسلامك؟
عندما اعتنقت الإسلام وبدأت أرتدي حجابا بسيطا عبارة عن إيشارب, كانت التداعيات ضخمة, فكل ما فعلته هو أني غطيت رأسي وشعري, لكني علي الفور أصبحت مواطنة من الدرجة الثانية في بريطانيا. كنت أعلم أني سأسمع بعض عبارات المخاوف الشاذة من الإسلام, ولكني لم أتوقع هذا العداء الصريح من الغرباء. كانت سيارات الأجرة تمر بي ليلا عليها لافتة تاكسي متألقة ولامعة. وأشرت لأحد سائقي الأجرة بعد أن أنزل راكبا أبيضا أمامي مباشرة لكنه رمقني بنظرة نارية عندما نقرت علي نافذته ثم انطلق مسرعا. وقال سائق آخر ساخرا: لا تتركي قنبلة في المقعد الخلفي, ثم سألني: أين يختبئ بن لادن؟
منحت الثورات الأخيرة في تونس ومصر الحرية ليس فقط للشعوب بل بصفة خاصة للجماعات الإسلامية في هاتين الدولتين مثل الإخوان المسلمين والسلفيين. ومع ذلك, هناك الكثير من الناس يخشون من الحكم الإسلامي ويريدون فصل الإسلام عن السياسة. كيف تستطيع الجماعات الإسلامية الاستفادة من هذه الثورات والتغييرات السياسية في الترويج للإسلام ونشر الشريعة؟
تطلق علي هذه الفترة الصحوة الإسلامية وأعتقد أن الناس قد بدأوا يعيدون اكتشاف جمال دينهم لأنهم لم يعد هناك مجال للخوف من إظهار إخلاصهم لله. فقبل الثورة في تونس كان مجرد فعل بسيط مثل الذهاب للمساجد يثير حفيظة السلطات التي كان يملكها حكام مستبدون الذين سعوا بكل قوتهم ودون خجل أو مواربة لتمييع الإسلام وجعله دينا سطحيا لا فكر ولا دور له في المجتمع والإنسانية. لهذا ستساعد الفترة الجديدة من الانفتاح والحرية المسلمين الملتزمين علي الدعوة بكل حماس ونشاط لدينهم وتشجيع المسلمين علي العودة لدينهم والتمسك بعقيدتهم.
كيف يمكن إزالة مخاوف العلمانيين من حكم الشريعة الإسلامية؟
ينبغي توعية هذه الجماعات العلمانية بألا ينساقوا وراء دعاة الخوف في الغرب الذين يرون الإسلام تهديدا, فانتشار الإسلام السريع ليس في صالح الغرب من وجهة نظرهم, ولهذا ينبغي أن يسأل الجميع أنفسهم لماذا كل هذه المحاولات لبث الخوف في المجتمعات الإسلامية. فعشرات الأوروبيين يعيشون بسلام وطمأنينة في ظل الحكم الإسلامي بل في أقصي مستويات حكم الشريعة في المملكة العربية السعودية وغيرها, ولم يتخلوا عن وظائفهم ذات الدخول الصافية( الخالية من الضرائب) ولم يتذمر أحدهم أو يشعر بغضاضة من تطبيق الشريعة, ولو كانت الشريعة شرا أو هناك مشكلة بالنسبة لهؤلاء لما تدفقوا بالعشرات للعمل في منطقة الشرق الأوسط.
ما هي التحديات التي تواجه التيارات الإسلامية في الوقت الحالي؟
ينبغي علي التيارات الإسلامية أن تتحلي بالرفق والصبر وتتذكر أنه لا يوجد إجبار أو قهر في الإسلام. لقد طال اشتياق المسلمين للثورات العربية, وقد حانت اللحظة وأصبحت الفرصة سانحة لهم لكي يثبتوا أن الصبر علي الدعوة والرفق بالناس هما الوسيلة المثلي للتمكين, لذا فعلي الفرق أو الجماعات الإسلامية ألا تحكم الناس ولا تحذو حذو الحكام المستبدين, وإلا انتهي أمرها إلي نفس مصيرهم.
ما الذي ينبغي أن تفعله هذه التيارات الإسلامية إذا وصلت للسلطة.
يقدم الإسلام أسلوبا وطريقة عادلة للحياة, كما يقدم تعاليم عادلة ومنصفة لكيفية ضبط سلوكنا. وهذا يعني محاربة الفساد والمحسوبية والمحاباة والظلم وعدم المساواة, ومرة أخري نتذكر أنه لا شيء في الإسلام بالجبر أو القوة.
أخبرينا عن رؤيتك لتداول السلطة بطريقة إسلامية. وما هو فهمك للعلاقة بين الإسلام والديمقراطية؟ هل من الصحيح أن الديمقراطية تتناقض مع الحكم الإسلامي؟
لن أكون أبدا متعالية لكي أملي علي المصريين نوع الديمقراطية الذي يناسبهم. علي الأقل هم يعلمون الآن ما لا يناسبهم ولكن يجدر القول بأن المصريين يحملون عبئا ضخما علي عاتقهم في إقامة نظام ديمقراطي من المرة الأولي. ومهما كانت اختياراتهم فإن العالم كله سيراقبها باهتمام ويتناولها بالنظر والتحليل. يحمل المصريون اليوم أمانة إلهام وقيادة العالم الإسلامي بنظام حكم عادل ونزيه وملائم. وبصفة عامة, ليس هناك شكلا محددا للديمقراطية, فهنا في المملكة المتحدة شعرنا بالاضطراب بسبب من الحكومة الائتلافية الحالية التي لم يصوت لها أحد, وتم تنصيب جوردون براون رئيسا للوزراء دون انتخابات, حتي توني بلير الذي جاء بإرادة الشعب كان يتلقي أوامره من واشنطن. ورغم أن بريطانيا دولة ديمقراطية منذ ألف عام, فإنها لم تصل بعد إلي الشكل المثالي أو النموذجي للديمقراطية, فما زال تمثيل المرأة منخفضا بشكل مشين. فمهما كانت اختيارات المصريين, ينبغي أن يكملوا مسيرتهم وطريقهم للنهاية دون أن يلتفتوا لآراء أو تأثيرات الدول الغربية لأنها ستفسد مسيرتهم وتشوه جمال ثورتهم. ونحن البريطانيين ما زال أمامنا الكثير لنتعلمه ونأمل أن يجسد لنا المصريون قدرات الشعب الحقيقية عندما لا يتعرضون لأي ضغوط من رجال السياسة الذين ما زالوا يعيشون في آرائهم ونظرياتهم البالية.
يتعرض النقاب لحرب في كل مكان حتي هنا في مصر, ما تعليقك وما وضع النقاب والحجاب في بريطانيا؟
أتعامل مع قضية النقاب من مبدأين: المبدأ الأول أن كل امرأة لها الحق في ارتداء ما تريده, وأن الرجال خاصة أمثال ساركوزي ينبغي ألا يدسوا أنفسهم في دولاب المرأة وملابسها. المبدأ الثاني: لماذا يتجرأ البعض علي محاولة معاقبة المرأة علي ورعها وتقواها. الواقع يؤكد أن النقاب لا ترتديه سوي قلة من نساء المسلمين, وكل منتقبة ترتديه إنما تفعل ذلك لأسباب وقناعة شخصية. وفي بريطانيا, أغلبية المسلمات المنتقبات من البريطانيات اللاتي اعتنقن الإسلام حديثا ويرون أنه يقربهن أكثر من الله. فما هو ذلك الحق الذي يجعل أي شخص من قادة الغرب يدس أنفه في هذه العلاقة بين الخالق وعباده؟ أنا شخصيا لم أختر ارتداء النقاب ولكنني حتما سأدافع عن حق أخواتي في الإسلام لارتداء شكل الحجاب الذي يخترنه: سواء كان حجابا عاديا أو نقابا. ينبغي علينا جميعا أن نحترم اختيارات كل منا في هذه الحياة.
يتهم الكثيرون في الغرب الإسلام باضطهاد المرأة وتكبيل حريتها بالحجاب والنقاب كيف تفندين هذه الأقوال؟
لقد كنت مناصرة للمرأة لعدة سنوات قبل دخولي الإسلام, ولكني اكتشفت أن أنصار المرأة من المسلمين أكثر فهما لحقوق المرأة من نظرائهم الغربيين. لقد كنا نكره مسابقات ملكات الجمال المروعة وحاولت أن أمنع نفسي من الضحك في2003 عندما أشادت لجنة التحكيم في مسابقة ملكة جمال الأرض بظهور فيدا سامادزاي ملكة الجمال الأفغانية مرتدية المايوه البكيني, باعتباره قفزة عملاقة نحو تحرير المرأة بل إنهم منحو الفتاة جائزة خاصة لأنها تعبر عن انتصار حقوق المرأة.
أي قراءة متأنية للقرآن تكشف أن كل شيء حاربت من أجله حركات نصرة المرأة والدفاع عن حقوقها في السبعينيات كان متاحا للنساء المسلمات منذ1400 عام مضت. فالمرأة في الإسلام مساوية للرجل في العبادات والتعليم والكفاءة والجدارة, وموهبة المرأة في ولادة وتربية الأطفال كانت تعد ميزة إيجابية.
حشمة الزي واجب ديني علي كل امرأة مسلمة, والحجاب بهذا المعني يعبر عن الشخصية والهوية الدينية, فملبسي يخبرك أني مسلمة وأني أتوقع التعامل باحترام, تماما مثلما يقول العاملون في البنوك في وول ستريت أن الزي الرسمي يحدده كتنفيذي ينبغي أن يعامل بجدية. ويصبح الأمر أكثر حساسية مع النساء اللاتي يعتنقن الإسلام مثلي, فهن لا يتسامحن مطلقا مع اهتمام الرجال الذين يتعاملون مع المرأة بسلوكيات غير لائقة تكشف عن شبقهم الجنسي.
وإنني لأتساءل ما سر هوس الرجال الغربيين بزي النساء المسلمات وما ينبغي أن يرتدينه. وكيف يحكم علي شخصيتها وعقلها بقصر التنورة وحجم مفاتنها بدلا من ذكائها وأسلوب تفكيرها؟ المفاضلة بين الناس في الإسلام ليست بالجمال ولا الثروة ولا النفوذ ولا السلطة ولا المنصب ولا الجاه ولا بالنوع, وإنما بالتقوي وحدها.
وفي ظل الإسلام تشعر بالاحترام, فدينها يخبرها بأنها تملك الحق في التعليم وأنه يجب عليها أن تبحث عن المعرفة بغض النظر عما إذا كانت متزوجة أو عزباء. لا يوجد في الإسلام ما يلزم المرأة بأنها يجب أن تغسل وتنظف وتطهي للرجل, وليس صحيحا أن الرجل المسلم مسموح له بضرب زوجته. وتؤكد إيفون أن مهاجمي الإسلام ربما يستشهدون بآيات قرآنية أو أحاديث ولكنها عادة ما تكون مقتطعة من السياق. وإذا رفع الرجل يده علي زوجته, ليس مسموحا له بأن يترك أثرا علي جسمها, كأن القرآن يقول لأتباعه من الرجال: لا تضرب زوجتك أيها الغبي!
أغلب السياسيين والصحفيين من الذكور في الغرب الذين يبكون قهر النساء في العالم الإسلامي يجهلون تماما ما يتحدثون عنه!! إنهم يخوضون في أمور الحجاب والنقاب وزواج القاصرات والختان وجرائم الشرف والزواج بدون رضا الفتاة ويتجنون علي الإسلام عندما يجعلونه السبب في كل ذلك, لا يفوق غطرستهم وغرورهم في هذه الاتهامات سوي جهلهم المطبق.
فالمجتمع الغربي أيضا ما زال يعاني من أشكال اضطهاد المرأة حتي الآن فهو مطالب مثل المجتمع المسلم بإعادة تقييم مكانة المرأة وطريقة معاملتها. ففي عام2006 كانت الإحصائيات الوطنية الرسمية في بريطانيا تقدر بأنه يقتل كل يوم أكثر من ثلاث نساء علي يد أزواجهن وأصدقائهن أي قتل تقريبا5500 امرأة منذ عام2001 حتي عام.2006 كما أن العنف ضد المرأة ليس له علاقة بالثقافة أو الدين, فواحدة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للضرب أو الإرغام علي ممارسة الجنس أو تتعرض لسوء المعاملة في حياتها, وذلك وفقا لاستطلاع رأي عن طريق خط ساخن للاتصال. فهي مشكلة عالمية تتخطي الدين والثروة والفئة والجنس والثقافة.
حتي في الغرب ما زال الرجال حتي الآن يعتقدون أنهم أفضل من المرأة وأكثر تفوقا عليها, ورغم المظاهرات التي تندلع من حين لآخر, ما زال الرجل يحصل علي راتب أفضل وأكبر حتي للقيام بالعمل نفسه, سواء كان موزعا للبريد أو تنفيذيا في مجلس الإدارة, ولا تزال المرأة تعامل كسلع جنسية ينبع احترامها ونفوذها من مظهرها وشكلها الجسدي.
لماذا ينتشر الإسلام في الغرب الآن؟ كيف يستطيع المسلمون استغلال أي فرصة إذا كانت متاحة؟ كيف يستطيع المسلمون الترويج لدينهم من خلال الأسلوب الغربي في التسويق والدعاية؟
بعد الأحداث المريعة في11 سبتمبر, بدأ الغرب يدرس الإسلام ويقرأ القرآن بتمعن لكي يعرف الأسباب التي جعلته يحث علي هذا العنف, ولكن لم يجدوا دينا عنيفا كما كانوا يتوقعون, بل اكتشفوا أنه رسالة سلام مغلفة بمنهج كامل للحياة لا يدع أي مجال للنقد أو التعديل. أدركوا ساعتها أنهم سقطوا في فخ الإعلام الغربي الذي يسيطر عليه أعداء الإسلام, والمفاجأة في هذا الأمر أن عدد النساء اللاتي اعتنقن الإسلام أكبر من عدد الرجال لأنهن اكتشفن أن الإسلام يمنحهن الاحترام وتقدير الذات والمساواة وهي حقوق نص عليها القرآن منذ مئات السنين, لكنهن خضن نضالا مريرا لسنوات طويلة لكي يحصلن عليها. لطالما أقول أن القرآن الكريم وثيقة دستورية مهمة لحقوق المرأة المشروعة, وعندما تفهم المرأة الإسلام يمكنها أن تعرف حقوقها وتطالب بها.
وينبغي علي المسلمين استغلال هذه الظروف وترويج أفضل ما في الإسلام, وأفضل وسيلة نفعل بها ذلك تكون من خلال سلوكياتنا وأفعالنا. فكل واحد منا سفير للإسلام, وإذا أصبحنا نموذجا وقدوة حسنة, فإننا سنبهر الآخرين بنا وسيحذون حذونا. ولكن إذا كنا قدوة سيئة, فسيرفض الناس الإسلام برمته متعللين بسلوكياتنا الرديئة.
وعبء المسلم السفير ثقيل للغاية خاصة علي المرأة المسلمة, التي ما إن ترتدي الحجاب في الدول الغربية بعد إسلامها حتي تجد نفسها في مقدمة الجبهة وعليها أن تخوض حربا فكرية شرسة للدفاع عن الإسلام. فأفعالنا وسلوكياتنا دائما محل مراقبة وتقييم من الآخرين.
جمال الإسلام في ثراء ومرونة عقيدته وشرائعه, في عدالته وسعيه لتحقيق المساواة. وإذا أراد شخص ما دليلا سريعا للإسلام, فعليه قراءة خطبة الوداع للرسول الكريم علي جبل عرفات. وأتحدي أي شخص أن يجد فيها ثغرة أو يضيف إليها. فرسالته النهائية كانت كاملة تماما مثل الإسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.