علي جبل عرفات أمس وطوال مناسك الحج كان الدعاء من أجل استقرار مصر علي ألسنة معظم الحجاج, دعاء من القلب في هذه الأيام المباركة, وكل الأنظار تتعلق بمصر قلب الثورات العربية لأن التطورات التي ستمر بها وما سينتج عن المخاض الحالي سيؤثر علي كل الوطن العربي سلبا وإيجابيا. يدعو الجميع ونحن معهم أن تكتمل التجربة الديمقراطية التي أنتجتها ثورة يناير, بانتخابات برلمانية نزيهة تتنافس فيها قوائم الأحزاب والمرشحين, وينتج عنها برلمان يعبر عن جميع قوي المجتمع تعبيرا حقيقيا, ثم حكومة تنبثق عن هذا البرلمان ورئيس جمهورية منتخب يقود مسيرة مصر الثورة. ولكي يتحقق هذا الدعاء لابد أن تحدد القوي السياسية والمجتمعية أولويات تجتمع عليها بعيدا عن الأهداف الخاصة والضيقة والإثارة الإعلامية التي لا طائل من ورائها. والأولوية الحقيقية الآن هي للانتخابات بكل ترتيباتها ومراحلها وصولا الي برلمان جديد يعبر عن الشعب, ثم تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور ومتابعة عملها عبر حوار مجتمعي واسع, لقيام دستور جديد يشكل المرجعية الأساسية لمصر الجديدة, ثم انتخاب رئيس جمهورية, لتنتقل إدارة البلاد إلي سلطة منتخبة مدنية. أن تحقيق الدعاء من أجل مصر سيكون يوم عيدنا الأكبر الذي سيفرح فيه كل مصري, ويحتفل بعهد جديد يحكم فيه الشعب نفسه بنفسه, دون وصاية من فرد أو جماعة, بنظام يعبر عن الجماهير ويحقق طموحاتها.