ليس الذكاء أن تتعلم من أخطائك.. بل الذكاء الحقيقي هو التعلم من أخطاء الآخرين,, مثل ألماني في لحظة التهاب المشاعر وزيادة المخاوف لما يصاحب التحول الديمقراطي في مصر, فإن هواجس الخوف علي ثورة25 يناير مبررة, بل والذعر من اختطاف الثورة أمر مشروع, كما أن الذين يرون أن الأمور لا تسير بسرعة لديهم الحق, إلا أنه ليس كل الحق, لماذا؟ لأن هذا كله أمر طبيعي في أزمنة التحول!, وهذا ما أكده وزير داخلية ولاية براندنبرج الألمانية السابق الجنرال جورج شوبنم, فبعد20 عاما من الوحدة ما بين ألمانياالغربية والشرقية لاتزال عملية التحول جارية, وبالرغم من أن ألمانياالغربية ضخت تريليونات الماركات فإن ثمة فارقا, ومازال هناك احساس بأن الأمور لا تسير بالسرعة المطلوبة, إلا أن الرجل يقول إن الأمر يتطلب النفس الطويل, وهو يعتقد بأن مصر تتمتع بهذا النفس. وبعيدا عن ذلك قدم المسئول الألماني الشرقي تجربة إنسانية بامتياز خلال المؤتمر الدولي المفتاح للديمقراطية المصرية: دروس من الوحدة الألمانية, وأبرز ما فيها كانت المصداقية من جانب الحكم ورغبة الشعب في بداية جديدة, إلا أن أمرا واحدا حدث عليه إجماع وهو أن موظفي أمن الدولة السابقين يجب ألا يعملوا في أي مجال, ومن ثم جري الحوار بهدف استعادة ثقة المواطنين, وتأهيل الموظفين واختيار كبار الموظفين بعناية, وكان القضاء من أكبر تحديات التحول لأنه لابد من مراعاة العدالة( جري الاستعانة بقضاة من ألمانياالغربية), ويؤكد أن البداية الجديدة تتطلب: التخلص من التعسف والمحاباة وسيادة القانون. وفضلا عن ذلك, تخلصوا من المركزية, وجري التركيز علي اللامركزية لأن الهياكل القديمة سوف تعارض التغيير, وكانت المسألة ببساطة إعادة تنظيم المؤسسات. وبقي السؤال الأصعب: ماذا عن الحزب الشيوعي الذي هيمن علي الحياة من قبل؟, لقد ظل الحزب في مقاره ولكن تحت اسم جديد, ولم يكن هناك منع, وترك القادة الجدد للناخب الألماني الشرقي وحده أن يقرر بشأن الأحزاب القديمة والوجوه القديمة! والنتيجة: تمكن الحزب في ثوبه الجديد من دخول البرلمان, إلا أنه لم يتمكن أبدا من السيطرة علي الأمور ثانية!, وأحسب أنها إجابة بليغة من الألمان لنا, فهي كما يقول اندرياس جاكوب ممثل منظمة كونراد اديناور تعني المصالحة مع الماضي, ولكن بشروط, ومن التجربة الألمانية كان لابد من التطهير من جانب الحكام الجدد( حالة أمن الدولة) والتطهر من قبل الحزب القديم, واليقين من الشعب بأن الأفضل قادم لا محالة!, وهذا ما حرصت من جانبي في أثناء المؤتمر علي أن يصل, بالتأكيد أن نخبة مصرية تتشكل أكثر ثقة بنفسها, وبمستقبل مصر, وأن علي أوروبا أن تستعد للتعامل مع مصر الجديدة! المزيد من أعمدة محمد صابرين