جهود إنقاذ العبارة بيلا أمس, التي كان علي متنها1230 راكبا مصريا من العاملين في الخارج, تستحق الإشادة والتحية, فقد كانت الجهود أقرب إلي ملحمة قادتها القوات المسلحة سواء سلاح الجو أو سلاح البحرية, والمحصلة إجلاء الركاب والسيطرة علي الحريق. وقد وضع المصريون الذين علموا بالخبر صباح أمس أياديهم علي قلوبهم خوفا من تكرار مأساة العبارة السلام98 التي غرقت في البحر الأحمر في فبراير2006, وهي في طريقها من ميناء ضبا بالسعودية إلي سفاجا وتحمل علي متنها1312 راكبا, وأدي التراخي في جهود الإنقاذ إلي غرق الباخرة في النهاية ووفاة غالبية ركابها. وأشار تقرير تقصي الحقائق عقب الكارثة إلي أخطاء بالجملة وقعت, وكان من الممكن تجنبها, وما زالت تلك الحادثة تمثل نقطة سوداء في تاريخ النظام السابق. ولكن ما حدث أمس من عمليات إنقاذ للباخرة بيلا كان أمرا مختلفا, فقد تم الإنقاذ خلال90 دقيقة فقط من حدوث الحريق في العبارة, بينما ظلت جهود إنقاذ العبارة السلام يومين وأكثر حسب تصريح وزير النقل د. علي زين العابدين. وكان دور القوات المسلحة المصرية حاسما, وحسب الرسالة78 للقوات المسلحة علي صفحتها علي فيس بوك حيث تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة بواسطة القوات البحرية والقوات الجوية لإنقاذ العبارة وركابها إلي أن تمت السيطرة علي الحريق وإجلاء الركاب. وهذه الجهود وهذا العمل الرائع بمثابة روح جديدة انطلقت في ربوع مصر وبين أبنائها بعد ثورة25 يناير. كما أن إنقاذ العبارة يمثل رحمة من الله سبحانه وتعالي لركاب العبارة الذين كانوا في طريق عودتهم لحضور عيد الأضحي المبارك بين أسرهم. وقد أراد المولي القدير أن يكون العيد يوم فرحة وسعادة للمصريين جميعا وليس مناسبة حزن, لو كانت العبارة قد حدث لها مكروه لا قدر الله. وبالتأكيد, ستكون ملحمة إنقاذ العبارة بيلا مجرد مثال ستليه عشرات الأمثلة علي الروح الجديدة التي تسود مصر بعد الثورة.. روح البذل والتنمية من أجل إعلان قيمة مصر وحماية شعبها.