في السادسة من مساء اليوم يسدل الستار علي مهرجان سينما الأطفال الذي بلغ عامه العشرين هذا العا,م وما زال حلم إنتاج فيلم مصري يعرض في الإفتتاح لم يتحقق رغم أنه كان حلما يراود القائمين عليه منذ دورته الأولي في عام1990. فالمهرجان رغم ارتباط الأطفال به ورغبتهم في المشاركة ومشاهدة كل ما يقدم من افلام فيه إلا ان موعده دائما ما يتحدد في أثناء الدراسة وهذه شكوي الأطفال لمنظمي المهرجان متسائلين لماذا لا ينظم المهرجان في أثناء اجازة نصف العام ليستمتعوا به؟ وتتمحور فلسفة شعار دورة المهرجان هذا العام في ان الأطفال يساوون المستقبل وبدونهم يكون الماضي والحاضر بلا غد لأنهم الذين يمنحون الحياة البهجة والاستمرارية وعندما يكبرون يصبحون آباء وأمهات تتواصل بهم الاجيال. ومن اللافتات الجميلة التي شهدناها هذا العام تكريم نخبة من نجوم الفن الذين شاركوا في تقديم أعمال فنية ادخلت البهجة والسعادة في نفوس الأطفال طوال السنوات الماضية منهم محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي. أما المهرجان نفسه فقدم17 فيلما من صناعة الأطفال شاركت في مسابقة' من الطفل للطفل' وهي أعمال أخرجها الأطفال بأنفسهم من خلال ورش عمل بهدف تشجيعهم علي مواصلة اإداعاتهم, وقد شاركت مصر بفيلمين من هيئة قصور الثقافة هما' هبقي إيةه ويتناول دور الأم والقراءة في نشأة الأطفال وتحديد مستقبلهم, وفيلم' وحوي يا وحوي' وتدور قصته حول ليلة رؤية هلال رمضان وجميع الأطفال لديهم فوانيس بينما هناك طفل يحاول صناعة فانوسه بنفسه من الخشب ولكن الأطفال يتعاونون لشراء فانوس له ليلعب معهم. وقد تم عرض مجموعة من الأفلام اثير حولها جدال ونقاش كثير خاصة التي تحدثت عن التحرش الجنسي وضرورة توعية الأطفال بهذه القضية, ومن هذه الأفلام الفيلم المصري' مهم جدا' الذي أكدت نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة الذي قام بإنتاجه أنه بدأت فكرته مع حملة' شارع آمن للجميع' ومطالبة مدرسي الابتدائي والمشرفين الذين شاركوا في الدورات التدريبية والحملة بضرورة انتاج فيلم لتوعية الأطفال ما بين6 و12 سنة مع عدم تخويفهم بعد انتشار التحرش الجنسي, فهناك خط رفيع بين التوعية والخوف, والفيلم مقدم للبنات والاولاد في كل المحافظات مع كتاب انشطة يناسب هذه المرحلة لتأكيد المعلومة. مطلوب دراما للطفل ومن المفارقات العجيبة التي ظهرت في الوقت الذي يطالب فيه المتخصصون بضرورة زيادة انتاج الأفلام والمسلسلات المصرية الموجهة للأطفال والملائمة لمجتمعنا وعادتنا والحد من الأفلام الاجنبية نجد شركة صوت القاهرة وهي الشركة الوحيدة التابعة لاتحاد الاذاعة والتلفزيون تم ايقاف انتاجها الخاص بالأطفال, وتوجهت للاستيراد وفي هذا يحذر المخرج محمد عابدين من وقوع كارثة علي الطفل جراء هذا القرار, فالطفل يكون ادراكه ومعرفته وثقافته من التليفزيون الذي يوازي في تأثيره المدرسة والأسرة.. والمسلسلات والأفلام التي ينتجها التلفزيون تعد مهمة قومية لابنائنا حتي لا نتركهم في مواجهة ثقافات غريبة عنا. ويضيف محمد عبد الحافظ ناصف كاتب الأطفال: هذا القرار له تأثير سيئ علي الأطفال لأنه اصاب الدراما الخاصة بالأطفال في مقتل لأنها الشركة الوحيدة التي تنتج أعمالا درامية تناسب أحلامنا وتراثنا وثقافتنا وديننا وتقاليدنا ومن خلالها يمكننا ان نغرس في نفوس أطفالنا قيما من تسامح وحب للخير, ولكن إذا اضطرنا لاستيراد الدراما فعلينا ان نتحمل مرها وتوجهاتها التي لا تتناسب مع مجتمعنا, ولكني رغم ذلك اتمني ان نعيد انتاج الدراما إذا كنا نأمل في غد مشرق للأطفال. أما عبد المحسن سليم ممثل الأطفال فيطالب بعودة إنتاج الدراما المصرية للأطفال من أجل مصلحة الطفل الذي يتعرف علي تقاليد مجتمعه وقيمه فمن خلالها يمكن ان نغرسها في نفوس الأطفال من حب الخير ومعرفة الدين وكيفية احترام الآخرين وكيفية تجنيبه لاخطار الطريق والمحافظة علي البيئة والنظافة. ومن الندوات التي تم تنظيمها' ختان الإناث طبيا ودينيا' وتحدثت فيها د. مني شوقي أستاذ طب المجتمع بكلية الطب جامعة الإسكندرية التي أكدت ان الختان يضر بالصحة النفسية والجسدية للفتاة, وانه تم الحرص علي تنظيم هذه الندوة لتوعية الامهات المصاحبات لأطفالهن وليس للأطفال.