تساؤلات عديدة ومهمة يطرحها جيل أكتوبر73 وأنا منهم الذين عاصروا هذا النصر العظيم, وشاهدوا ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير, في مقدمتها كيف نجعل روح أكتوبر وعطاء شبابهم ووحدة صفوفهم تمتد الي الأجيال الجديدة من أجل النهوض بمستقبل مصر ونخرج بها من أزمتها الراهنة ونضاعف انتاجنا ونتجه جميعا الي العمل لكي يسترد اقتصادنا عافيته من جديد وتنعم البلاد بمستقبل أفضل في المرحلة القادمة. ونسأل أيضا كيف كان حال مصر من حيث الأمن والأمان في الشارع المصري أثناء المعركة وبعدها, وماذا عن الوحدة الوطنية التي تجلت في أبهي صورها وروعتها بين شطري الأمة مسلمين ومسيحيين الذين حملوا السلاح في خندق واحد من أجل الدفاع عن تراب وطنهم وكيف كان الجندي المسيحي يحمل شقيقه المقاتل المصري المصاب علي كتفيه ويمشي به مسافات طويلة لتوصيله الي أقرب نقطة اسعاف لعلاجه وهو نفس ما كان يقوم به الجندي المسلم بالنسبة لشقيقه المسيحي وكيف جمع حب الوطن بينهما بهذه الصورة الرائعة المبهرة, وماذا عن حال هذه الوحدة الوطنية الآن وكيف نستعيدها بنفس الروح التي كانت عليها أثناء المعركة وبعدها ونباهي بها الأمم كأول وأعظم وحدة وطنية عرفتها الانسانية, وقبل ان نخوض في حال الأمن في الشارع المصري ومقارنته بزمن أكتوبر العظيم نعرض بعض مشاهداتنا لحال مصر في أكتوبر73 ووقفة جموع الشعب بكل فئاتهم وأطيافهم وأعمارهم صفا واحدا خلف قواتهم المسلحة ومقترحاتنا لاستعادة هذه الروح من جديد بين صفوف كل المصريين من أجل بناء مصر الحديثة التي تنتظرها الاجيال الجديدة وذلك علي النحو التالي: الشارع المصري: ستظل صورته الرائعة باقية في عيون جيل أكتوبر من حيث الأمن والأمان والفرحة التي غمرت الشعب كله فخرج الرجال والنساء والشباب والأطفال من بيوتهم يباركون لبعضهم البعض بالنصر وانطلقت الزغاريد فوق أسطح المنازل والجميع يتابعون بيانات العبور العظيم تاركين أبواب بيوتهم مفتوحة ولم تحدث حالة سرقة أوسطو علي أي منزل حسب تقارير أقسام الشرطة في كل البلاد, فهل تمتد روح أكتوبر من جديد ويستعيد الشعب هذه الصورة الرائعة للشارع المصري بعد ثورة يناير وتنتهي ظاهرة البلطجة التي تؤرق حياة الناس الآن؟! المطالب الفئوية: لم يذكر جيلنا حالة واحدة لتظاهرة أو اعتصام أو لجماعة لها مطالب فئوية فالكل وقفوا وقفة رجل واحد خلف قواتهم المسلحة حتي البسطاء والفقراء والمحتاجون نسوا كل شيء من أجل فرحة بلادهم بالنصر وظلوا يتابعون تطورات الاحداث في المعركة وليت هذا التصور يعود من جديد الي كل أبناء الوطن وينتظر الجميع حتي تنجلي هذه الازمة ويسترد الاقتصاد المصري عافيته وتعود مصر الي قوتها كدولة رائدة في المنطقة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد. الوحدة الوطنية: امتدت روح ثورة19 الي أكتوبر73 فتعانق الهلال مع الصليب في المعركة وتدفق الجنود المصريون مسلمين ومسيحيين يحملون أسلحتهم معا ويعبرون قناةالسويس معا ويحطمون خط بارليف الحصين معا ويهزمون الجيش الذي لا يقهر معا ويرفعون الاعلام المصرية خفاقة علي أرض سيناء الطاهرة معا, ونأمل ان تعود روح ثورة19 وحرب أكتوبر الي كل المصريين مرة أخري وأن يكونوا متيقظين لمنع أي عناصر حاقدة تندس بين صفوفهم من المتربصين بمصر والحاقدين علي وحدتها الوطنية الراسخة والقوية وحتي لا تتكرر مرة أخري تظاهرة المسيحيين السلمية أمام ماسبيرو يوم الاحد9 أكتوبر فالمسلمون والمسيحيون هم الأقدر علي حماية وطنهم الواحد والحفاظ علي مقدساته من هؤلاء المخربين, ولنا لدعم هذا التوجه بعض المقترحات الآتية. بيت العائلة المصرية: ان يتبني شيخ الأزهر والبابا شنودة انشاء بيوت للعائلة المصرية في المحافظات خاصة التي تحدث فيها بعض النزاعات الطائفية مثل قنا وأسوان والمنيا والجيزة وغيرها برعاية محافظها ويضم كل بيت نخبة من كبار رجال الدين الاسلامي والمسيحي والشخصيات العامة والمثقفين بحيث تحل المشكلة داخل هذا البيت بدلا من تصديرها للقاهرة كما حدث في قرية المريناب بأسوان ولا مانع من انتقال شيخ الأزهر والبابا شنودة اليها اذا استدعي وجودهما ذلك. الجامعات الاقليمية: ان نعقد ندوات شهرية يحضرها شباب الجامعة ويناقش فيها موضوع أول وحدة وطنية عرفتها الانسانية في مصر وكيف استطاعت بصلابتها وقوتها ورسوخها في ضمائر المسلمين والأقباط ان تتصدي لكل محاولات الفتنة والوقيعة بين أبناء الشعب الواحد وأن تعرض الندوات للشباب نماذج من البطولات والمواقف التي حققتها واحدة علي مدي التاريخ في ثورة19 ويوليو52 وأكتوبر73 وأنها الطريق الوحيد لبناء مستقبل أفضل للمصريين بعد ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى