التزمت جامعة الدول العربية أمس الصمت حول نتائج لقاء وفد اللجنة الوزارية العربية بالرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس الأول في دمشق, وفرض المسئولون في الجامعة سياجا من السرية والتعتيم حول الزيارة. وسادت حالة من الارتباك مما أضفي غموضا حول نتائج الزيارة التي استغرقت ساعتين ونصف الساعة. ورفضت رئيسة المكتب الصحفي للأمين العام للجامعة دينا اسماعيل التعليق علي الزيارة ونتائجها,وقالت ان المختص بالتعليق علي موضوع زيارة اللجنة لدمشق هو مكتب الأمين العام,وردا علي اتصال تليفوني( للأهرام) بمكتب السفير وجيه حنفي رئيس مكتب الأمين العام قال أحد المصادر إن وفد الجامعة العربية لم يعد بعد الي القاهرة,رغم أنه اختتم زيارته لدمشق يوم أمس الأول! يأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه الناشط السياسي السوري المعارض جورج صبرة في دمشق عن خيبة أمل الشعب السوري في الجامعة العربية, وقال ان المعارضة تملك الحق في طلب الحماية من منظمات حقوق الانسان والمنظمات الانسانية للشعب. وقال المعارض السوري في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أمس ان الشعب كان يتوقع الأكثر من الجامعة العربية بعد ثمانية أشهر من القتل وأعمال العنف, مؤكدا أن السوريين كانوا يستحقون أكثر من ذلك. وأضاف أنه يتعين علي الجامعة العربية القيام بجهد مضاعف لوضع حلول حقيقية توفر مناخات مناسبة للخروج بمستقبل أفضل لسوريا, مشيرا إلي أن النظام السوري لم يوافق حتي الآن علي قرار جامعة الدول العربية, ووافق فقط علي استضافة اللجنة الوزارية. وكان الرئيس السوري قد استقبل أمس الأول الوفد الذي شكله مجلس وزراء الخارجية العرب, برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.وضم الوفد في عضويته وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان بالاضافة الي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وعقب اللقاء صرح حمد بن جاسم بأن اللجنة ستعاود اللقاء بمسئولين سوريين يوم30 أكتوبر الجاري الذي يوافق بعد غد الأحد في الدوحة لمعرفة الرد السوري علي المبادرة العربية,وأنه اذا لم يكن هذا الرد ايجابيا فإنه ستتم الدعوة الي اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية لبحث الخطوة التالية. وكانت الصحف السورية الصادرة صباح أمس قد احتفت بزيارة اللجنة وقالت ان لقاءها بالرئيس السوري فتح الباب أمام دراسة سبل الاتفاق علي حل انطلاقا من الحرص علي مساعدة سوريا لا الضغط عليها, وأنه ساد خلال اللقاء حوار ودي وصريح, تخللته الابتسامات, وتعابير تعزيز الثقة بين الطرفين. وفي غضون ذلك أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل19 شخصا في مختلف محافظات سوريا يوم أمس الأول من بينهم10 مدنيين قتلوا برصاص قوات الأمن, مضيفا أن9 عسكريين قتلوا برصاص مسلحين يعتقد أنهم منشقون في هجوم علي حافلتهم وسط البلاد. وقال عضو باللجان التنسيقية المحلية في مدينة حمص- في تصريح لراديو سوا- إن حمص لا تزال محاصرة, وأن قوات الأمن والشبيحة تمنع إسعاف الجرحي, موضحا أن المدينة تعيش حظر تجول غير معلن, ومن الصعب الدخول أو الخروج منها.وأضاف أن الوضع الإنساني في حمص سييء جدا حيث لا يوجد طعام ولا شراب ولا غذاء ولا دواء وفي هذه الأثناء أعرب السفير الأمريكي لدي سوريا روبرت فورد الذي غادر البلاد فجأة لأسباب تتعلق بتهديدات علي أمنه, عن الأمل في العودة إلي دمشق قبل نهاية شهر نوفمبر المقبل, وفقا لما ذكرته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند.وتوقعت نولاند أن يعود روبرت فورد إلي دمشق قبل عيد الشكر يوم24 نوفمبر القادم.