إن الدين الذي لايرجي سداده يرفع الاستطاعة عن الحاج بمعني أنه يمكن أن يستدين المسلم لقضاء فريضة الحج بشرط أن يكون عنده ما يفي بسداد هذا الدين, يقول الدكتور الأحمدي أبوالنور وزير الأوقاف الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن من يستدين تكاليف السفر إلي الحج. ثم يوصي أهله بأنه في حالة عدم القدرة علي السداد يقوموا بتسديده فهذا ليس من الحكمة أوالعقل لأنه يكلف أهله بما لم يستطع الوفاء به,يقول تعالي: ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين تتبرع به فإذا لم يعد من الحج وتوفي هناك فعلي أسرته أن تتحمل هذا الدين, ومن الممكن أن يتبرع بقضائه أيضا أحد الأصدقاء أو حتي غير الأصدقاء لما في ذلك من ثواب عظيم. أما عن الوصية بالحج فيقول الدكتور الأحمدي أبوالنور إن الوصية بالحج لها شروط, وهي أن يكون الشخص الموصي غير قادر علي أداء الفريضة سواء من حيث القدرة المادية أو الصحية, ويجب علي الشخص الذي يقوم بالحج نيابة عن الموصي أن يكون قد أدي فريضة الحج عن نفسه أولا, وأن يكون أهلا لذلك وعلي خلق ودين, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( فرض عليكم الحج فحجوا. فقال أحد الصحابة أيجب الحج علينا مرة كل عام يارسول الله ؟ فسكت النبي, فأعاد الرجل سؤاله مرتين ؟ فقال النبي: لو قلت نعم لوجبت, وما استطعتم, ثم قال: ذروني ما تركتكم). ومن ليس عنده القدرة المادية والصحية وتوفي ولم يستطع أن يوصي قبل موته( والوصية بأن يترك نفقات الحج لمن يحج عنه) فعلي أبنائه أن يحجوا عنه بدون وصية, فحج الأبناء لآبائهم وأمهاتهم لا يحتاج إلي وصية, وقد سألت امرأة النبي صلي الله عليه وسلم وقالت له: أمي توفيت قبل أن تحج أفيلزمني ذلك أن أحج عنها, فأعلمها النبي أن الحج الذي كان علي أمها أصبح دينا, وأتي لها بمثال وقال: أرأيت ان كان علي أمك دين فهل كنت قاضيته قالت: نعم, فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: دين الله أحق أن يقضي. وإذا لم يستطع الأبناء ماديا قضاء الحج عن الأب أو الأم المتوفاه وتبرع به أحد الأصدقاء أو المعارف فلا مانع, فالمسلمون جميعا أخوة يقول تعالي: وتعاونوا علي البر والتقوي