كان الأصدقاء والإخوة والأردن الشقيق يتندرون دائما من أن البترول تدفق في الملكة العربية السعودية والعراق, وجاء وتوقف عند حدود الأردن فلم يتخطها. وبالطبع فإن الحقول النفطية للمملكة. والدولة العراقية كانت بعيدة عند الخليج وكركوك وعلي الحدود الكويتية العراقية, ولكن التندر كان دائما مستمرا علي دولة ليست إلا صندوقا كبيرا من الرمال. ولكن يبدو أن ذلك بطريقه إلي التغير, وكان ذلك في حديث استمعت إليه في جامعة هارفارد حيث ظهر أن المملكة الأردنية بطريقها إلي أن تكون دولة تتنوع فيها مصادر الطاقة حيث تم اكتشاف اليورانيوم بها وبكميات تجارية, وكذلك ظهر ما هو معروف باسم' قار الرمل' وهو نوع من الرمال السوداء التي يختلط فيها البترول بالرمال ولا يحتاج إلا إلي الفصل فيما بينهما. ولكن ربما سوف يكون المكسب الرئيسي للأردن هو اكتشاف كميات كبيرة من الغاز عند الحدود الأردنية العراقية. لقد عبر الغاز الحدود إذن وآن الأوان للسعادة أن تعبر معه, ومن يعلم وبدلا من أن يذهب الأردنيون إلي الخليج, ربما يأتي الخليج إليهم, وربما دول أخري. فالمسألة ببساطة هي أنه ما أن تذهب مصادر الطاقة إلي بلد ويأتي معها المدد الوفير من الأموال واللهم لا حسد فإن عناصر القوة تتغير, وكثيرا يحدث ما لا يحمد عقباه من الطامعين في المشاركة والقسمة. ويبدو أن الموضوع كله سوف يتعقد أكثر, وإذا كنا شاهدنا عدة حروب في الخليج قيل أنها بسبب النفط, فإن منطقة الشام أو بالقرب منها سوف تتعقد الأمور للأسباب نفسها فقد تم اكتشاف حقل كبير للغاز تبلغ احتياطياته3.75 تريليون متر مكعب في منطقة مشتركة في البحر المتوسط بين لبنان وإسرائيل وقبرص وبدأت كل دولة في البحث عن نصيبها من الثروة الجديدة. ولكن وجود الثروة يعني أن الأقربين عادة ما يكونون أولي بالمعروف, وهكذا فإن دولا أخري ربما تجد طريقة للزحف علي الغاز مثل تركيا واليونان وسوريا, وهي دول ربما لا يشملها الحقل, ولكن قربها منه قد يعطيها روافد لا يعلمها إلا الله. لا أدري شخصيا عما إذا كان ذلك نعمة أو نقمة, ولكن السوابق تقول إن النفط والغاز كثيرا ما يسببان خليطا من السعادة والتهديد, وتصعد معهما قوي وتهبط أخري, وسبحان من له الدوام. ومن يظن أن الشام ليس فيه إلا قضية فلسطين, فربما سوف يجد' أجندة' أخري في المدي القريب!. [email protected] المزيد من أعمدة د.عبد المنعم سعيد