زادت جرأة البلطجية وقطاع الطرق الي درجة غير مسبوقة حيث وصل الأمر بهم الي حد خطف الناس, وطلب فدية منهم تقدر بالملايين, وصار من السهل جدا ايقاف أي مار بالطريق, وهو يستقل سيارته, وتهديده بالأسلحة الآلية لسرقة السيارة وتفتيشه ذاتيا في الوقت الذي يكاد فيه أن يموت من الرعب!.. والمدهش أن كل ذلك يتم علي مرأي ومسمع من الجميع دون أن يحرك أحد ساكنا, ولا وجود للشرطة أو الحملات الأمنية فالكل يخشي علي نفسه, ولذلك امتلأت الحدائق الموجودة علي جوانب الطرق بالبلطجية الذين يستخدمون الأسلحة الآلية, ولا أحد يستطيع الاقتراب منهم. وقد استوقفتني الطريقة التي تتم بها سرقة السيارات ومساومة أصحابها علي اعادتها اليهم نظير مبلغ من المال يقدر بعشرات الألوف, وقد جرت سرقات عديدة بهذه الطريقة, ومازالت موجودة حتي الآن, ولا أدري لماذا لا يتتبع رجال الشرطة هؤلاء, ويتم القبض عليهم فهم معروفون للناس, ويقومون بعمليات اعادة السرقات بعد تحصيل المبالغ التي طلبوها عن طريق وسطاء. العملية خطيرة وتحتاج الي تضافر جهود المواطنين مع الشرطة لأن يدا واحدة لا يمكن أن تصفق, وبالتالي لا يستطيع رجالها وحدهم محاصرة البلطجية والوصول اليهم.. ومايمكن تأكيده في هذا الصدد أن مخبري المباحث لديهم دراية كاملة بخيوط هذه العملية, بل ويعرفون الكثيرين من البلطجية المشهورين بالإجرام وأصحاب السوابق الذين هربوا من السجون في الأحداث الدامية التي صاحبت الانفلات الأمني بعد ثورة25 يناير, وأيضا الشباب حديثو العهد بالإجرام والذين انضموا الي هذه العصابات. إن أخطر مافي الأمر هو البنادق الآلية التي يحملونها والذخيرة الحية الموجودة بحوزتهم, والتي ينبغي رصدها وجمعها ومعرفة المصادر التي يحصلون منها علي هذه الأسلحة. نريد أن نشعر بالأمان, وأن تستقر الأمور وليعلم كل منا انه معرض للخطر في أي لحظة, وليت أصحاب الأصوات الزاعقة يدركون ذلك.