رسمت الوكالة الدولية للطاقة صورة ضبابية أمس لمستقبل الطاقة في العالم مع توقعها أن تشهد السنوات الخمس المقبلة قفزة هائلة في أسعار البترول والغاز. جاء ذلك خلال اجتماع للوكالة في باريس ضم وزراء طاقة ورجال صناعة من أنحاء العالم بهدف مناقشة قضايا الاستثمارات التي تحتاجها الاقتصادات الناشئة العطشي للطاقة. وعلي الرغم من أن الاحتباس الحراري والتغيرات التي تشهدها البيئة قد تكون المتهم الأول في ارتفاع أسعار الذهب الأسود, فإن الوكالة أوضحت في تقريرها الذي نشرته مساء أمس الأول أن السبب الرئيسي وراء القفزة المتوقعة في أسعار الطاقة هو الربيع العربي الذي تشهده الدول العربية, مشيرة إلي أن هذا الربيع سيتحول إلي شتاء شديد البرودة, حيث ستندفع الحكومات الجديدة التي تمخضت عنها الثورات إلي تلبية المطالب المتزايدة لشعوبها, الأمر الذي سيؤثر سلبا علي خطط الاستثمار في مجالات البترول والغاز. وقال فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية علي هامش اجتماع للوكالة إن هناك احجاما من بعض منتجي البترول علي الاستثمار بشكل كاف, وأضاف: هناك علامة استفهام فيما يخص منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا, حيث من الضروري تلبية احتياجات الطلب المتزايد ومواجهة الانخفاض في الانتاج الحالي, إلا أنه حذر من أن بعض الدول لن تزيد من الانتاج رغم احتياج السوق, حيث قال: يبدو أن بعض الدول تتبع سياسات بترولية مختلفة لن تزيد الانتاج بالقدر الذي تتوقعه السوق, مضيفا أنه في دول أخري لا يستطيعون ضخ أموال في مشروعات علي المائدة, نظرا لأن لديهم قضايا أخري ملحة لتلبية مطالب شعوبهم. وفي ظل حالة الفوضي الأمنية التي تعيشها دول الربيع العربي, فإن المسئول الدولي حذر من أن هذه الفوضي تؤثر علي قوة ومصداقية الاستثمار في هذه المجالات الحساسة, حيث أوضح أن المشروعات لا تمضي قدما في بعض الدول كما نتوقع بسبب الاضطرابات. وأوضحت الوكالة أن90% من النمو في انتاج البترول في السنوات العشر المقبلة ينبغي أن يأتي من دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا, وأضافت في تقريرها الذي جاء تحت عنوان مقتطفات من توقعات الطاقة العالمية الذي سينشر في نوفمبر المقبل أن هناك حاجة لاستثمارات ب10 تريليونات دولار في قطاع البترول, و16.9 تريليون دولار في قطاع الكهرباء, و9.5 تريليون دولار في قطاع الغاز الطبيعي من2011 وحتي.2035 ومن جانبه, قال باولو سكاروني الرئيس التنفيذي لشركة إيني الايطالية إن لديه أسبابا جيدة للتفاؤل رغم أن تأثير الربيع العربي علي أمن الطاقة من الصعب تقييمه الآن.