رسالة جديدة بثها الناشط الشاب وائل غنيم عبر الفيس بوك عّرف لنا فيها هذه المرة ثورة يناير بأنها "صراع بين جيل تربى على التواصل مع العالم واستخدام التقنية وقررهذا الجيل أن الوقت قد حان ليكون فى صدارة المشهد، وبين جيل إنغلق على نفسه وارتضى أن يشاهد "اخترنا لك" وقرر أن يمشى "جنب الحيط "..! هكذا أطلق الشاب الناشط حكمه المطلق على أجيال سبقته بأنها كانت مسلوبة الإرادة تسير جنب الحيط وكأن أبناء جيله قد جاءوا من السماء فى غفلة من الزمان والمكان والأشخاص ليتواصلوا مع العالم وحدهم أما الباقين فظلوا هناك فى عالم آخرمن الفراغ يموتون فيه!! وسؤالى للناشط - جداً – وائل غنيم وزملائه ممن يوافقونه الرأى ألم يسمعوا عن هؤلاء المعتقلين فى السجون الذين دفعوا سنوات من عمرهم وحريتهم ورزقهم.. ألم يشهدوا هؤلاء المعتقلين الذين قابلهم مبارك نفسه بداية توليه الحٌكم لدى خروجهم من السجن جزاءاً لمواقفهم السياسية المعارضة.. ألم يقرأوا لهؤلاء المبدعين المصريين الذين حملوا شعلة الفكر والتنوير ومحاولة التغيير فى المنطقة كلها.. ألم يلتقوا مع هؤلاء الذين أجبروا على ترك أعمالهم ومناصبهم مقابل كلمة حق قالوها أمام حكام ظالمين؟! ألم يدرك غنيم أن الكثيرين من الآباء الذين مشوا "جنب الحيط" الذين يسخر منهم قد ضحوا بأنفسهم وحريتهم ليس خوفاً على أنفسهم أو حفاظاً على حياتهم هم بل هلعاً على أبناءهم وهم "لحم طرى" ظللوا عليهم بضلوعهم ودموعهم وعرقهم كى يعيشوا ويتعلموا ويحققوا آمالهم فى غد أفضل حلموا به على يد هؤلاء الصغار الذين ربما يجنون الآن ثمارهم!! ان لغة غنيم الذى وصف فيها من قبل بعض الرموز السياسية بأنها "شخصيات كرتونية" - وهو الشاب الذى لم يكن يعرف عنه أحد أى شئ قبل 28 يناير - هى لغة فيها تعال ولن أرد على ذلك إلا برسالة سابقة كان الناشط غنيم ومنذ شهرين فقط ينتقد فيها أداء الشباب بعد الثورة ويحذر فيها من انتشار نبرات الاستهانة بالشارع أو من يسمّون بحزب الكنبة أو الأغلبية الصامتة، وأكد خلالها على "أن سبب سقوط النظام السابق كان استهانة هذا النظام بالأغلبية الصامتة التى خرجت فى مليونيات طوال الثورة بسبب قناعتها بأهمية أن تطالب بحقوقها، فالثورة بدون الأغلبية الصامتة لم تكن لتتعدى مظاهرة يحضرها على الأكثر 2000 ناشط كما كان يحدث قبل الثورة" هذا ما قاله غنيم وزاد عليه بقوله: "هذه الأغلبية لن تتحرك على هوى النشطاء ولا بإشاراتهم بل ستتحرك إذا شعرت أن هناك ما يلزم التحرك، واستعداء هذه الفئة والتقليل من تأثيرها من أكبر مخاطر تصرفات بعض الثوار حاليا لأن خسارة الشارع تجعل من المستحيل أن تنجح فى أى مطلب حتى لو كان منطقيا" والسؤال للناشط وائل: ان كنت تنصح الآخرين بتجاوز الاستهانة بالآخرين فما الذى تفعله أنت الآن؟! ..ألا يدرك غنيم وكما قال هو نفسه فى نصائحه للشباب "ان الصوت العالى بعد 11 فبراير لا يصنّف على أنه شجاعة بل يراه الكثير تهوراً وغروراً، بل قد يصل الأمر لدى البعض بتخوين أصحاب هذا الصوت، وانه كلما ارتفع صوتك وتشنجت وتعصبت على وسائل الإعلام كلما ابتعد المشاهد عن تصديقك والاقتناع بما تقول. وان الثورة فى حاجة الآن لأصحاب الأصوات المعتدلة القادرة على الإقناع والمشاركة والحوار"! هذا ماكان يقوله غنيم منذ شهرين فقط فماذا جرى للناشط وائل الذى قال أيضاً ومنذ شهرين فقط : "احترم الكبير فى خطابك، سواء كان حاضراً معك أو غائباً عنك، فالمجتمع المصرى هو مجتمع قائم على فكرة أن الجماعة أهم من الفرد، وفى مثل هذه المجتمعات كلما كبر الشخص وجب إحترامه، بالطبع لا يعنى هذا احترام "اللص" كبير السن، ولكن فى الفترة الأخيرة خرج الكثير من "شباب" الثورة عبر وسائل الإعلام يتحدثون بشكل غير لائق عمن هم أكبر منهم عمراً وساهم ذلك بشكل كبير فى صناعة فجوة بين جيلنا ومن يكبرنا فى السن". ..ان صورة الشاب الثائر- كما قال غنيم - يجب أن تحوى بين طيّاتها احتراماً لمن هم أكبر منه سنا وإن اختلف معهم شكلا وموضوعا " والسؤال هل يرى غنيم فيما يدلو به الآن من سخرية إحتراماً لهذا الكبير ؟ ! لقد قال غنيم أيضاً فى نصائحه للشباب "إن كنت غير مستعد لإحترام الشارع أثناء مخاطبته فلا تتصدر لهذا المشهد واترك غيرك يقوم به" ونحن نقول له: صدقت أيها الشاب الثورى العزيز ولعلك تفعل ما تقوله على نفسك ويستوعبه كل شباب الثورة قبل أن تنصح به الآخرين وإلا فعليك ألا تتصدر المشهد واترك غيرك يقوم به..! المزيد من مقالات حسين الزناتى