تأتي احتفالات مصر والقوات المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم تخليدا لذكري أبنائها الأبرار الذين سجلوا بدمائهم أروع الأمثلة من أجل تظل مصر حرة رافعة رايتها عالية. ومن هنا كان كتاب أكلة الدبابات للواء عبد الجابر علي الحاصل علي نوط الشجاعة في حرب أكتوبر ووسام الرياضة من الطبقة الأولي والذي رصد فيه بطولات بعض الشهداء الذين تصدوا للدبابات الإسرائيلية وكانوا يحصدونها وكأنهم يأكلونها رغم التفوق الكبير لهذه الدبابات وقدراتها العالية. وتبدأ ذكرياته بالحديث عن الجندي عبده عمر الذي فوجيء بشراسة دبابات العدو في اختراق احد المواقع التي يتولي السيطرة عليها ودارت معركة شرسة طوال الليل والنهار ورغم تدمير العديد من دبابات العدو فإنها مازالت مصرة علي التدافع واقتحام الموقع حتي اقتربت المسافات وأصبح من الصعب استخدام الصواريخ المضادة للدبابات فما كان من البطل عبده عمر إلا أن صاح تحيا مصر واندفع تجاه احدي الدبابات وصعد أعلاها وفتح البرج وألقي بداخله قنبلة يدوية وهبط منها مسرعا وانفجرت الدبابة وقتل من فيها, ثم صعد إلي دبابة أخري وفعل نفس الشيء. وعندما رآه زملاؤه اندفع كل منهم يفعل مثله فلم تجد دبابات العدو أمامها إلا التراجع والانسحاب بعد ان فشلت في اقتحام الموقع ويستشهد البطل وسط الدبابات بعد أن قاد زملاءه لمواجهة الدبابات بأيديهم. عريس سيناء ويواصل اللواء عبدالجابر الحديث عن شهيد آخر وهو ماسماه العريس فقد اشترك في المعركة بعد زواجه ببضعة أيام فأطلق عليه قائده وزملاؤه هذا اللقب وكان من بين الموجات الأولي التي عبرت القناة يحمل سلاحه ومعداته علي كتفه واشتبك مع دبابات العدو ودمر4 دبابات واحتل أحد المواقع مع زملائه لايقاف تقدم أي دبابات للعدو تجاه القناة لإعاقة عمليات العبور, وعندما شاهد دبابتين للعدو يخترقان أحد المواقع تقدم لمواجهتهما فأصاب إحداهما ولكن الثانية نجحت في الالتفاف خلفه وأطلقت عليه إحدي قذائفها التي أصابته اصابة خطيرة ولكنه وهو ينزف لم يترك سلاحه واستطاع أن يطلق صاروخه عليها ليدمرها وتشتعل فيها النيران وتصعد روحه للسماء بعد أن إطمأن إلي نجاحه في حماية زملائه في عمليات العبور وعندما ذهب إليه زملاؤه لمحاولة إنقاذه وجدوه يحتضن سلاحه في يده وفي اليد الأخري حفنة من تراب سيناء وطلب منهم أن يرسلوها إلي زوجته هدية لها.