يبدو ان هناك لعنة تسكن جدران قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري, فبعد أن كان الناس ينتظرون رحيل القيادات المرتبطة بالنظام القديم كي ينطلق القطاع والعاملون فيه ليحققوا أهدافهم, إلا أن اغلب العاملين به بل والقيادات تشعر الآن أنها تحرث في البحر. , فالقطاع يرجع الي الخلف ولا يتقدم, ويتلقي الضربات السلبية الواحدة تلو الأخري وآخرها تغطية أحداث ماسبيرو, الأمر لم يعد متعلقا ببذل الجهد والإخلاص انما الخلاص من وصمة ورثها القطاع بأنه غير محايد ومشكوك في نوايا تغطيته, بل وأضيف اليه أنه محرض ضد الفتنة. الإعلامية صفاء حجازي إحدي قيادات القطاع خاضت تجربة بعد الثورة تبدو علي حد قولها أقرب الي الفشل منها للنجاح, حاولت الانضمام لنخبة المخلصين من قيادات القطاع برئاسة إبراهيم الصياد وخوض تجربة تقديم إعلام اخباري متميز ولكن صدمة تكليفها برئاسة قناة الأخبار ضربت حماسها في الصميم وجعلها تشعر ان ثورة يناير لم تصل الي ماسبيرو حتي الآن, وتقول: إن قرار تكليفي بتسيير أعمال قناة الأخبار صدر بالفعل ولم يكن شائعة كما كتب في الصحف والحقيقة أن وزير الاعلام استقبلني لهذا الشأن وناقش معي الخطوط العريضة للارتقاء بالقناة ووعدني بكل دعم من أجل تحقيق الهدف وعندما ذهبت لرئيس القطاع أسأل عن عناصر النجاح وأولها هل سأتسلم ستوديو5 وهو الأستوديو اللغز الذي تكلف عشرات الملايين وتضرب أركانه الآن خيوط العنكبوت, لم أتلق إجابات واضحة, وطلبت ان أظل علي الدرجة المكلفة كرئيس للإدارة المركزية للبرامج الاخبارية والتي علي وشك الحصول عليها رسميا و لكن رفض هذا بحجة إتاحة الفرصة لزميل آخر وهو ما جعلني أشعر بالقلق علي درجتي الوظيفية خاصة وأنا لست متأكدة من النجاح في قناة النيل للأخبار بعد. ومن هنا تم سب قرار التكليف بقناة الأخبار عندما اختلفت مع رئيس القطاع في مسألة الدرجة الوظيفية وأعتبر الأمر رفضا مني لتولي المهمة, وأري انه لا داعي لتولي مناصب بغير دعم قد وعدوني به, فأنا سعيدة بعملي الآن وأفتش الآن عن ثقب صغير لبرنامج جديد غير مسبوق علي الشاشات العربية يفتح الفرص للشباب كي ينخرط في البناء و لا من مجيب, فقد تم الاكتفاء بالأنماط التقليدية لمليء الفراغ علي الشاشة ولتحقيق مبدأ إعلام الحصص دون الالتفاف بالمضمون أو حتي الشكل لجلب الإعلان, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا فعل وزير الإعلام عندما ارتد قرار تكليف صفاء حجازي بتسيير أعمال قناة الأخبار بعد أن كلفها بنفسه؟