شاب يجري عملية تحول خلقي ليصبح شبيها لإليسا.. وفي الدقهلية: بعد17 عاما3 شقيقات يتحولن إلي ذكور.. هذه العناوين لأخبار تنشر الآن بالصحف والمجلات والمواقع الإخبارية علي فترات ليست ببعيدة.. فهل سيصبح التحول الجنسي موضة بين الشباب.. ام هناك ضرورات ملحة تضطرهم لإجراء هذا النوع من العمليات الجراحية لتصحيح عيب خلقي ليس لهم دخل فيه. محمد الشحات( سعدية سابقا) أحد أبطال قصة الدقهلية الذي يبلغ من العمر17 سنة يحكي انه كان يتجنب الاختلاط أو اللعب مع الفتيات لإحساسه أنه لا ينتمي لعالمهن, وفي نفس الوقت لم تكن لديه الجرأة للإعلان عن كونه ذكرا وليس أنثي, لكنه اضطر في النهاية لعدم استكمال تعليمه بمدرسة التمريض للبنات ببلقاس لأنه لم يعد يحتمل اخفاء الشعور الذكوري الذي بداخله.. أيضا شقيقه الأكبر أحمد الذي يبلغ من العمر23 سنة وتخرج في كلية العلوم بتقدير جيد جدا ودع اسم هبة ليدخل عالم الرجال بعدما بدأت تظهر عليه علامات الرجولة كخشونة الصوت وغزارة الشعر في أطرافه.. أما الأخت الثالثة بوسي فلا تزال مترددة ولم تتخذ قرار التحول لذكر حتي الآن.. ولأن الموضوع شائك كان لابد من اللجوء لأهل العلم للتعرف علي الأسباب التي دفعت هاتين الفتاتين للتحول لذكور, وكيف يتأكد الأهل من هوية طفلهم الجنسية وهل هو ذكر أم أنثي؟.. فأوضح د. محمد حسن فهمي أستاذ مساعد الجراحة بجامعة القاهرة أن تحديد النوع منذ ميلاد الطفل يساعد في تشكيل شخصيته وسلوكه..أما في الحالات المرضية فيوجد اختلاف بين التكوين الجسماني والتركيب الفسيولوجي.. والعامل الأساسي لتحديد النوع هو وجود الأعضاء التناسلية ومستوي الهرمونات سواء ذكرية أو أنثوية, أما غزارة الشعر فليست دليلا علي اختلاف النوع لأن أي خلل في الهرمون يؤدي في أغلب الأحيان لكثافة الشعر أو نقصه.. وقد يلجأ البعض في الكثير من الحالات المرضية لتعاطي الهرمونات بدافع تغيير شكل الأعضاء التناسلية, لكنها لا تؤثر بأي حال من الأحوال في هذه الأعضاء. وإنما يفيد تناول الهرمونات في حالة نقصها بالجسم سواء كانت ذكرية أو أنثوية.. وعموما فلابد من الفحص الجيد والمتابعة مع الطبيب المختص مع مراعاة ان بعض الاطباء تنقصهم الخبرة أو ينساقون وراء الشهرة فيستسهلون اجراء جراحة أو وصف علاج لا يتناسب مع الحالة المرضية. وعن كيفية التعامل مع هذه الحالات المرضية يحدثنا د. عبد الرحمن الصوفي أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان موضحا أن الكثير من الأمهات والآباء يقفون حياري أمام أسئلة أطفالهم فلا يجيبونهم إجابات شافية مما يزيد من حيرة الأبناء.. ومما يزيد الأمور تعقيدا أيضا اصابة الذكر أو الأنثي بخلل في الهرمونات او تشوه في بعض الأجزاء التناسلية مما يدفعل الأبناء للبحث عن طبيعة جنسهم أو يفكرون في عمليات التحول لمعرفة العالم الآخر.. لذلك فمسئولية رعاية الأبناء سواء كانوا أطفالا أو شبابا تقع علي عاتق الأهل علما بأن بعض الآباء, وبالأخص في المناطق الريفية قد يسعدون باكتشافهم ان ابنتهم لها ميول ذكورية مما يعمق الشعور لديها بكره عالم الإناث والسعي لمعرفة عالم الرجل.. ومن ثم فالتثقيف الجنسي مهم ولابد من تدريسه بأسلوب علمي يحمي الأبناء من الوقوع في خطأ البحث عن الهوية الجنسية والرغبة في التحول للنوع الآخر. ومن الناحية النفسية يري د. هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر ان الحالات التي تحتاج للتحول الجنسي لا تستطيع الصمت فهي تتصارع من أجل النوع الذي تشعر بالانتماء إليه.. وبخصوص حالة هبة وسعدية كان لابد من التروي لأن عمليات التحول قد تكون سهلة من زاوية التغيير في الشكل, أما ممارسة الحياة كذكر أو أنثي فالأمر يختلف تماما لأن المرض يفرض نفسه ولا يجوز الصمت عليه.. لذلك فدكتور بحري ينصح بضرورة تضافر جهود كل من الأسرة ووسائل الإعلام في إثراء معلومات الطفل في مجال النوع والجنس لأنها تساهم في تكوين ميوله وعاداته.. وبالنسبة لنظرة المجتمع للتحول الجنسي, فالفتيات غالبا سيتخذن الحذر في مصادقة الذكر المتحول لأنثي في حين تستقبل الأنثي التي تحولت الي ذكر استقبالا حافلا. ولكن العقبة الحقيقية تقابل الذكر المتحول كما قال د. بحري في نهاية حديثه حين يتقدم لخطبة فتاة لأن طلبه في أغلب الأحيان يقابل بالرفض خشية عدم قدرته علي القيام بواجباته الزوجية أو عدم الإنجاب.