سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث ماسبيرو.. تضرب الموسم السياحي الشتوي!
ليلة بكي فيها أهل مصر..!
اللاعبون بنار الفتنة يجب ألا يفلتوا من العقاب.. والجيش الذي حمي الثورة مطالب بالاستمرار في ضبط النفس
مساء الأحد9 أكتوبر1102 ليلة.. لم تكن مثل كل ليالي القاهرة. سحابة من الكرب والغم العظيم غطت السماء والأرض. أبكت العيون وأوجعت القلوب. لا.. ليست هذه هي مصر أبدا لا.. وألف لا.. ليسوا هؤلاء أقباط مصر أبدا... ولا هم أيضا أبناء مصر المسلمين الطيبين المتسامحين الموحدين المعترفين بكل الأديان. إذن.. ما هذا الذي نراه علي شاشات التليفزيونات وتنقله الفضائيات الي كل العالم من أمام مبني التليفزيون في ماسبيرو؟ أحرب هذه بين مصريين ومصريين؟..!! ربما يكونون قلة مندسة.. بلطجية.. فلول.. أيادي خفية.. قل ما شئت.. لكن التحقيقات يجب إن تقول شيئا آخر.. التحقيقات يجب أن تكشف الحقيقة.. والحقيقة فقط هي التي ستبرد نار المصريين.. وهي التي ستكشف هؤلاء الذين يحرقون الوطن بنار الفتنة الطائفية.. اللاعبون بهذه النار يجب ألا يفلتوا من العقاب أبدا. المصريون الطيبون الشرفاء مسلمين وأقباطا.. عاشوا علي هذه الارض في ود وتسامح منذ آلاف السنين.. شربوا من نفس النهر.. وحاربوا جنبا إلي جنب عن نفس الارض.. تصادقوا وتحابوا وتآلفوا وتعانقوا.. الهلال مع الصليب... إخوة في الوطن.. لكم دينكم ولي دين. إذن.. من فعل هذا بوطننا؟ واحسرتاه.. من يعتدي علي جندي مصر العظيم؟ في يوم نصره.. في ذكري أكتوبر.. شهر النصر العظيم.. شهر العزة والفخار والمجد.. هل هذا معقول؟ في أكتوبر يعتدي نفر من مصر علي جندي من مصر علي أرض مصر!! هذا الجيش العظيم الذي حقق نصر أكتوبر3791 وحمي ثورة52 يناير العظيمة.. وانحاز قادته للشعب وثورته مطلوب منه الاستمرار في أن يمارس أقصي درجات ضبط النفس.. لكن اللاعبون بالنار.. الذين يحاولون استفزاز الجيش يجب ألا يفلتوا من العقاب أبدا. هؤلاء لا يريدون الخير لمصر.. لا يريدون الاستقرار والديمقراطية.. إنهم يريدون الفوضي.. لقد ضاق شعب مصر بهم. إن شعب مصر الان يريد الامان.. يريد الانتاج والعمل, يريد التحول السلمي للديمقراطية.. يريد فرصة عمل.. ولا سبيل الي ذلك الا بالاستقرار ودوران عجلة التنمية. هنا.. في القطاع الذي نهتم به علي هذه الصفحات سياحة وسفر أصبح الجميع علي شفا حفرة من الانهيار. آه.. لو علمتم كيف يعاني أصحاب المشروعات.. آه.. لو علمتم كيف أجلست أزمة السياحة منذ الثورة الآلاف من العاملين في السياحة في بيوتهم. ولو استمرت حالة الانفلات الامني وعدم الاستقرار سيزداد هؤلاء وستغلق كثير من الفنادق أبوابها. منذ أيام فوجئت بسيدة تصرخ في التليفون لقد كنت أعمل في أحد فنادق الغردقة والآن أنا بدون عمل وقبلي كان زوجي.. من يصرف علي أولادنا.. ثم تبكي السيدة بكاء مرا وتناشدني المساعدة إن استطعت.. وغيرها وغيرها الكثير. لقد جاءت أحداث ماسبيرو لتزيد معاناة السياحة آلاما علي آلامها.. فبعد الثورة نزلت نسب الاشغال بالفنادق إلي5% و01% وأغلقت بعض الفنادق أبوابها تماما وتم إنهاء عمل الآلاف من العاملين في القاهرة والاقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ إلي أن تحسن الأمر قليلا رويدا رويدا خاصة في الغردقة وشرم الشيخ حتي وصلت نسب الاشغال إلي06% و07% وإن بقيت القاهرة والاقصر وأسوان علي أحوالها المحزنة المتدنية في نسب الاشغال ما بين01% و02%. الآن جاءت أحداث ماسبيرو لنعود الي الوراء مرة أخري.. ضربة قاصمة جديدة للسياحة.. كل الصور التي نقلتها الفضائيات ترسخ في ذهن السائح ان مصر ليست دولة آمنة الآن وبالتالي لا يجب الذهاب اليها خاصة القاهرة.. وهو بالفعل ما بدأت بعض الدول تنصح سائحيها به إن هم فكروا في الذهاب إلي مصر.. وقبل أحداث ماسبيرو كانت المظاهرات والاحتجاجات الفئوية تصل بنا الي نفس النتيجة. ضربات متوالية للاقتصاد وللسياحة تحديدا.. السياحة التي حققت للدولة العام الماضي5.21 مليار دولار بشكل مباشر و7.41 مليون سائح وآلاف من فرص العمل.. تفقد حاليا كثيرا من هذا الرصيد. كنا نأمل أن تكون الخسارة بنهاية العام في حدود52% أو03% لكن جاءت أحداث ماسبيرو وما قبلها لتطفيء أو تقتل هذه الاحلام.. الآن يسارع البعض ويسألني هذا السؤال الساذج هل ألغيت الحجوزات إلي مصر؟ وحتي الآن أقول انه ليست هناك الغاءات مؤثرة في الحجوزات القائمة المدفوعة لأن ذلك صعب.. فإذا ألغي السائح رحلته لن تدفع له الشركة تعويضا حسب القوانين الأوروبية. لكن المشكلة الحقيقية الآن هي الحجوزات الجديدة للموسم الشتوي الذي يبدأ الشهر المقبل.. فكل الخبراء يؤكدون أن هناك انهيارا في الحجوزات بنسبة05% أقل عن نفس الفترة من العام الماضي, أي أن الموسم الشتوي تم ضربه.. والأمل في تحسن الحجوزات سيخضع لما يسمي في عالم السياحة بحجوزات الدقيقة الاخيرة اذا تحسنت الاوضاع.. وللأسف تكون هذه الحجوزات بأبخس الاسعار أو بنصف الاسعار علي أحسن تقدير!! اذن.. خسائر في كل اتجاه للاقتصاد وللسياحة وفرص العمل والدخل من العملات الصعبة.. والحل في عالم السياحة يتوقف علي هدوء الأوضاع في مصر تماما, لأن السائح لن يخرج من بلده إلي مصر الا اذا استقرت الأوضاع الامنية.. لكن ماذا يفعل القائمون علي السياحة في هذه الفترة؟. الأمر المؤكد أن الكلمة الآن للإعلام.. فلابد من تعامل هادئ وحكيم من خلال حملات ورسائل مدروسة تقول الحقيقة وفي نفس الوقت تعطي الاحساس بالامان.. وكل سوق من الاسواق الرئيسية يجب أن تكون لها طريقة تعامل مختلفة وتناسب مفاهيمها.. ولا يحدد ذلك سوي خبراء في الاعلام والتسويق والترويج والاساس خبراء الاعلام. لكن فقط نشير إلي أن من أهم الاسواق التي يجب أن نسارع بالتعامل معها هي السوق الروسية التي صدرت لمصر8.1 مليون سائح العام الماضي.. وهي بذلك في المركز الأول في تصدير السياحة إلي مصر وبفارق كبير عن أسواق ألمانيا وانجلترا وايطاليا وفرنسا رغم أهميتهم الشديدة لمصر. لكن الحجوزات الجديدة متباطئة جدا من هذه السوق وتأثرت بما يحدث في مصر, ولابد من تحرك مصري عاجل اعلاميا في السوق الروسية حتي لا تضيع هذه السوق تماما من مصر في موسم الشتاء. إن بعض أصحاب شركات السياحة الروسية يحتاجون إلي تفاهم عاجل فبعضهم يعطي لسائحيه الآن رسائل وأرقاما علي الموبايل تحذرهم من الوجود في أماكن عامة في مصر وهذه بالطبع دعوة للخوف لابد من مواجهتها فورا.. إن الدولة الأولي المنافسة لنا في السوق الروسية وهي تركيا لها وسائل وخطط اعلامية رائعة في روسيا ولذلك نجحت نجاحا باهرا وعلينا دراسة تجربتها في التسويق السياحي والاعلامي في روسيا وكيفية تعاملها مع منظمي الرحلات وهو ما جعل تركيا حاليا تصل الي نحو03 مليون سائح سنويا. إن السياحة المصرية الآن في أزمة.. زادتها أحداث ماسبيرو.. وللخروج من هذه الازمة بشرط استقرار الاوضاع علينا الاعتماد علي العلم والخبراء والتعلم من تجارب الآخرين. ولعل فيما ننشره اليوم علي هذه الصفحة من نصائح أو قواعد وضعتها منظمة السياحة العالمية كدليل للتعامل مع مثل هذه الازمات يمكن أن يستفيد منه القائمون علي صناعة السياحة في مصر.. فأقرأوا السطور التالية من دليل منظمة السياحة العالمية لادارة الازمات. حمي الله مصر.. والسياحة المصرية. [email protected]